بعد شهور طويلة من الترقب والإنتظار، وصلت قضية البريطانية المسلمة سارة ايج إلى نهايتها بعد أن أدانتها هيئة المحلفين في المحكمة بجريمة قتل ابنها ياسين 7 أعوام واشعال النار في جثته، لأنه لم يتجاوب مع طلباتها المتكررة في حفظ القرآن الكريم وآثر اللعب مع اقرانه على التفرغ لهذا الأمر .
وتعود هذه التراجيديا التي روعت المجتمع البريطاني إلى عام 2010 حين قرر الزوجان يوسف 38 عاما وسارة 33 عاما تسجيل ابنهما ياسين 7 أعوام في فصول إحدى المدارس الدينية في حي "بونتاكانا" في مدينة كاردف جنوب مقاطعة ويلز البريطانية.
وكانا يمنيان النفس في أن يحفظ ابنهما القرآن الكريم عن ظهر قلب ويتحول إلى "حافظ"، ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف أمهلته أمه "وهي خريجة جامعية بتخصص الرياضيات" ثلاثة شهور لحفظ 35 صفحة من القرآن الكريم، لكنه لم يبدي حماسا كبيرة لهذا الأمر وكان يظهر تراخيا في الحفظ ويختار اللهو واللعب على الإلتزام بالخطة التي وضعتها أمه، وهذا ما دفعها إلى معاقبته وتعذيبه على مدى ثلاثة شهور مستخدمة العصي والمطرقة ( الشاكوش) والضرب باليد والإهانة والتوبيخ والإذلال.
وفي أحد الأيام نفذ صبرها وانهالت عليه بالضرب المبرح ونزعت عنه ثيابه وسحبته إلى المطبخ وتركته عاريا على الأرض إلى أن سمعته وهو يقرأ بعض الآيات القرآنية القليلة التي كان يحفظها عن ظهر قلب ثم أعطته بضع رشفات من الحليب وسحبته مرة أخرى إلى غرفة نومه وهي مهتاجة وتركته على السجادة بعد أن البسته ثيابه وخرجت، وبعد عشر دقائق عادت لترى أن ابنها يرتعش ويهتز بقوة ثم تقيأ بعض السوائل قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وبسرعة أحضرت من المطبخ السائل الذي يستعمل في إشعال النار عند الشواء ( باربيكو) وسكبته في البيت وأشعلت النار وهي تفكر بحرق جثة ابنها واخفاء الجريمة، وقد ظن رجال الشرطة في البداية أن الحادث هو قضاء وقدر خاصة بعد أن شاهدوا الأسى والحزن الذي أبدته الأم على موت ابنها وصراخها بالناس كي يخرجوه من ألسنة اللهب وينقذونه من الموت.
ولكن الأمر اختلف تماما بعد أن أكد خبراء الطب الشرعي في التقرير النهائي أن الوفاة قد حدثت قبل الحريق وأن الطفل المسكين كان يشكو من كدمات وآثار تعذيب وضرب تسبب في موته قبل أن تحترق جثته.
وفي نهاية هذه القصة المأساوية اعترفت الأم بالجريمة بعد أن غيرت افاداتها أكثر من مرة وقالت للمحكمة أن الشيطان هو الذي أمرها بقتل ابنها، وأضافت :"لقد تحسنت حالتي النفسية كثيرا بعد موته وكأن عبئا ثقيلا قد انزاح عن صدري "!.
وبذلك أنتهت فصول هذه الجريمة المروعة التي كانت ثقيلة على نفوس المجتمع البريطاني والتي وضعت الجالية المسلمة في حرج كبير رغم إدانة أفرادها بكل قومياتهم لهذا الفعل القاسي الذي لا علاقة له بالإسلام ولا بتعاليم الدين السمحة ورغم خروج رجال الدين على شاشات التلفزيون وبقية وسائل الإعلام كي يشجبوا ما فعلته هذه المرأة ويستنكروا ربطها بين العنف الأسري وبين الدين .
أما المحكمة فقد قررت إدانتها والحكم عليها بالسجن المؤبد على أن يعلن هذا الحكم رسميا في مطلع العام القادم .