لم تجد سيدة سعودية وابنتها مأوى لهما سوى العيش في الحرم المكي الشريف، بعد أن هربت من زوجها المدمن، الذي طردها هي وابنتها عندما رفضت الابنة الزواج برجل خمسيني تقدم لخطبتها عن طريق والدها، وقالت الأم إنّ زوجها المدمن قام بعقد قران ابنتها، التي لم تكمل ستة عشر عاماً، على الخمسيني من دون موافقتها.
وعندما أصرت الابنة على الرفض قام والدها بطردهما من المنزل، وتحدثت الزوجة عن المعاناة التي كانت تتعرض لها هي وبناتها من قبل زوجها من ضرب وإهانة وعدم استقرار، وانتقالهن المستمر من مكان إلى آخر لعدم قدرة الزوج على دفع الإيجار، واكتشفت أنّ زوجها يعاني من مرض نفسي، ولديها أوراق تثبت صحة ما تقوله، كما أنه مدمن وعاطل عن العمل، والآن يطالبها بأن تعيد ابنتها إلى منزل زوجها الخمسيني خاصة وأنه يسكن عنده في الوقت الحالي.
وأوضحت الزوجة أنها رفعت دعوى قضائية تطالب فيها بفسخ نكاح ابنتها، ولكن عدم حضور زوج الابنة الجلسات أدى إلى تأجيلها، وأضافت إنها لجأت إلى الجمعيات الخيريه لحل مشكلتها، إلا أنها لم تحصل على حلول أو إيجاد سكن يؤويها مع بناتها، وكل ما كانت تحصل عليه هو الأرز، كما حصلت على 7000 ريال عن طريق مسؤولة في جمعية أم القرى الخيرية لا تكفي لاستئجار شقه لفترة طويلة، وتنتظر من يمد العون والمساعده لها.
كما لجأت إلى جمعية حقوق الإنسان في مكة وحاولت التحدث للإدارة الرجالية أملاً في سرعة حل مشكلتها، إلا أنها تفاجأت بأحد المسؤولين يقوم بطردها ومعاملتها بأسلوب غيرلائق، ولم تخفي تخوفها من البقاء في الحرم الآن خاصة أننا مقبلون على موسم الحج وكثرة الزحام وانتشار الامراض ما زاد تخوفها من البقاء هناك.
يذكر أنّ وزارة العدل في السعودية شرعت بإجراء تنظيمي لحماية القاصرات من الزواج، وذلك بتحديد سن الزواج للجنسين، وقد بدأت الوزارة بتوزيع وثائق عقود أنكحة زواج جديدة على مأذوني الأنكحة الرسميين، التي تضمنت للمرة الأولى تحديد عمر الفتاة عند عقد نكاحها.
وكانت قضايا زواج القاصرات، التي تناولتها وسائل الإعلام الفترة الماضية، قد أثارت غضب المجتمع ورفضه لازدياد هذه الحالات، مطالبين الأوساط الدينية والهيئات الحقوقية في السعودية بالتصدي لهذه الظاهرة وعدم إتمام عقودها.