ملالا يوسفزاي.. طلقة غادرة حولت طريقها من المدرسة إلى المشفى!

تناقلت وسائل الأنباء العالمية مؤخراً خبر محاولة اغتيال الفتاة الباكستانية "ملالا يوسفـزاي"، 15 عاماً، في إقليم سوات الباكستاني. واعترفت حركة طالبان باكستان بأنها وراء محاولة الاغتيال، وقال متحدثهم الرسمي إنه كان من الواجب عليهم قتل كل من "يقود حملة ضد الإسلام"، حسب زعمهم! وإنهم على استعداد لمحاولة قتل ملالا مرة أخرى.. فمن هي هذه الفتاة التي أغضبت طالبان؟
ملالا يوسف زاي من مواليد عام 1997 وهي طالبة في الصف التاسع، تعيش في بلدة مينغورا في إقليم سوات. عرفت بأنها ناشطة في مجال حقوق المرأة، وحقها في التعليم في إقليمها حيث تفرض طالبان حظراً على تعليم الفتيات فوق سن 15 عاماً. وقد ذاع صيت ملال في بدايات عام 2009، وكانت في عمر الحادية عشرة، حيث أصبحت كاتبة مدونة لقناة BBC تتحدث فيها بالتفصيل عن حياتها تحت سيطرة نظام طالبان، وعن محاولات فرض نفوذهم في الإقليم، وتطرح آراءها لتشجيع تعليم الفتيات. كما قامت صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع ملالا وعائلتها بتصوير فيلم وثائقي عنها، كما قامت ملالا بعمل لقاءات في الصحف والتلفاز، و أصبحت رئيسة لجمعية الطفل لمنطقة سوات، ورشحت لنيل جائزة نوبل للسلام الدولي للأطفال، وأصبحت أول باكستانية تفوز بجائزة السلام العالمية للشباب.
لكن تميز هذه الفتاة لم يرق لطالبان، ففي التاسع من أكتوبر 2012م، قام مسلح طالباني بإيقاف باص المدرسة الذي كانت تركبه ملالا برفقة زميلاتها أثناء عودتهم من امتحان مدرسي، وصاح الرجل مطالباً أن تظهر ملالا نفسها وعندما تعرف إليها أطلق عليها طلقتين، واحدة عبرت رأسها واستقرت الأخرى بين عنقها وعظمة الكتف. تم نقل ملالا جواً إلى مستشفى عسكري في بيشاور، حيث هرع الأطباء محاولين علاجها حيث تورم الجزء المصاب من دماغها بشكل شديد. وبعد 3 ساعات من العمليات تمكنوا من إخراج الطلقة التي أصابتها في كتفها قبل أن تصيب عمودها الفقري، واستطاع الأطباء حتى الآن الحفاظ على حياة ملالا، لكن حالتها لاتزال حرجة.. وصرح السفير الباكستاني في الإمارات العربية المتحدة أنهم بصدد نقلها إلى دبي لاستكمال العلاج اللازم.
تعاطف العالم مع قصة ملالا واستعر الغضب، حيث قامت عدد من المظاهرات في كثير من المناطق الباكستانية تضامناً معها، كما رصدت الحكومة الباكستانية مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات تسهم في القبض على المجرمين، وقد تم القبض على عدد من المشتبه بهم، وتدعيم الأمن في بعض الدوائر الحكومية في المنطقة تحسباً من أي هجمة مضادة من طالبان. كما قامت مجموعة من نحو 50 عالم دين باكستانياً بإصدار فتوى تدين محاولة اغتيال طالبان للفتاة. واستنكر علماء مسلمين من حزب اتحاد السنة محاولات طالبان لتبرير جريمتهم الشنعاء دينياً.
وعلق والد ملالا على الجريمة قائلاً: "لن نترك بلادنا سواء نجت ملالا أم لا. نحن نؤمن بأيديولوجية تدعو للسلام. و لن تتمكن طالبان من إسكات الأصوات الحرة بقوة الرصاص".