«ما بعد الآفاق..اليوم نبني اقتصاد الغد» في منتدى جدة الاقتصادي

التقت «سيدتي» بعضو مجلس الإدارة في الغرفة التجارية فاتن بندقجي، وكشفت عن تكليفها إلى جانب الدكتور عبد الله دحلان بإعداد مشروع (مؤسسة) منتدى جدة الاقتصادي، الذي يتم وضع خطته في الوقت الحالي.

وترى أنه على الرغم من انعقاد 12 دورة للمنتدى الاقتصادي، إلا أن (مؤسسة) المنتدى الاقتصادي تضمن استدامته؛ عن طريق وضع آليات ونظام ثابت للعمل يسري على من سيقود المنتدى، ولا يسمح له بتغيير شيء من هذه القائمة المستوفاة للنظام، إلا وضع بعض من لمساته إذا أراد. وقالت: لدينا بعض الشركاء الأكاديميين والخبراء الخارجيين الذين نستطيع أن نستفيد من خبراتهم من النواحي التنظيمية من تنظيم المحاورين والمواضيع المتناولة والعلاقات العامة وغيرها.

 

وأضافت: في هذا العام أستطيع أن أقول إنَّ المرأة السعوديَّة بعد 12 عامًا من إقامة المنتدى الاقتصادي الدولي استطاعت أن تتحمل بنفسها تنظيم وإعداد هائل لمنتدى دولي عالمي كالمنتدى الاقتصادي، الذي يعتبر فخرًا واعتزازًا للمرأة.

 

 

اقتصادي وتوعوي

من جهتها تقول سيدة الأعمال والمستشارة الاقتصادية ريم أسعد: أرى أن المنتدى لهذا العام مماثل للعام السابق من حيث التوقيت، والتنظيم، والالتزام بالجدول. وأصبح هناك معيار فيما يتعلق بالدقة، والالتزام بالحضور، واحترام مراسم المنتدى الاقتصادي، وقد لفت نظري الحضور النسائي الكبير لهذا العام من المهتمات بالاقتصاد المحلي والدولي، مشيرة إلى أنَّ المنتدى لهذا العام هدف أكثر إلى أن يكون منتدى اقتصاديًا توعويًا وتثقيفيًا وتواصليًا بين المهتمين بالاقتصاد.

 

 

غياب المتحدثة السعودية

ثروة عطار، من إدارة التسويق في الغرفة التجارية في جدة، تحدثت لـ«سيدتي» عن اتهام العديد لغياب دور المرأة السعودية كمتحدث أساسي في المنتدى الاقتصادي، موضحة: بالنسبة لغياب العنصر النسائي من السعوديات كمتحدثات، فذلك يتوقف على ما سيناقشه المنتدى في كل عام، وهو حريص جدًا على وجود العنصر النسائي، سواء من حيث التنظيم أو خطة التسويق أو الإعداد للمنتدى.

 

المرأة شريك اقتصادي

أشاد المهندس عمر أحمد باحليوة، الأمين العام في لجنة التجارة الدولية في مجلس الغرف السعودية، بدور المرأة اقتصاديًا واستثماريًا، قائلاً: المرأة شريك الرجل في التنمية والاقتصاد، ومن الناحية الإسلامية المرأة لها حقها في الميراث، وبالرغم من أنها ترث، فإن لها الحق أن يصرف عليها من قبل زوجها أو والدها وولي أمرها، ومع ذلك فأموالها لا تمس، لذا نجد هناك مبالغ طائلة من الأرصدة في البنوك، والتي قدرت بـ19 مليار ريال، معربًا عن تفاؤله بمساهمة المرأة السعوديَّة اقتصاديًا وتطورها وأداء دورها في البيئة الاقتصاديَّة.

 

شابات الأعمال

كان لشابات الأعمال بعض المطالب التي أردن أن يطرحنها في المنتدى، وتحدثت عنهن رئيسة لجنة شابات الأعمال رانيا سلامة قائلة: مازالت لدينا عدة مطالب فيما يخص صاحبات المنشآت الصغيرة من شابات الأعمال، ومن أهم الأمور التي تحتاجها المنشآت الصغرى أن تجد الفرص المنافسة في السوق؛ التي تنمو من خلال التشغيل وليس التمويل فقط، فكل ما نطمح له من خلال لجنة شابات الأعمال وما نعمل عليه من خلال وزارة العمل هو كيفية مساعدة المنشآت الصغيرة، التابعة لشابات الأعمال؛ بأن تنمو من خلال عمليات التشغيل، وبالتالي وجود آلية أو موقع يجعل الشركات الكبيرة تعلن عن عقود لتدشين بعض المنتجات التي تسهم في تسويق وتشغيل منتجات شابات الأعمال.

 

والتقت «سيدتي» بإحدى الحاضرات من خارج السعودية؛ الإعلامية مهير عبد العزيز، مذيعة من قناة العربية، التي قالت: مشاركتنا في المنتدى الاقتصادي مشاركة سنوية، نحرص على حضورها ومتابعة جلساته، أما من جهة التقييم لهذا العام، فللأسف كان هناك حضور ضئيل جدًا، ولم تكن من ضمن الشخصيات المتحدثة أسماء مثيرة للاهتمام، كما عهدنا دائمًا، لكن كل ذلك لا يمنع أن المنتدى أثبت أهميته لجميع القائمين في المجال الاقتصادي.

 

اعترافات بالإخفاق.. وإصرار على النجاح

أثار المنتدى الاقتصادي منذ بدايته تساؤلات عديدة، وتصاعدت الانتقادات والاستفسارات عن الأسئلة التي لم يجد الصحافيون ردودًا لها من قبل القائمين على المنتدى، ومنها سر غياب أسماء لامعة في هذا العام أسوة بالأعوام الماضية، والاستعانة بأسماء أخرى اعتذرت أيضًا عن الحضور، كما تساءلوا عن تحول عناوين بعض الجلسات إلى نقاشات وقضايا لا تمت للمحور الأساسي بصلة، كما حدث في الجلسة الثالثة من اليوم الأول؛ والتي تحول محور الحديث فيها من اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي إلى حديث برنامج حافز، والبطالة في السعودية، وصالونات الحلاقة. إضافة إلى غياب التوصيات في منتدى 2012، وتحدُّث الشخصيات العربية باللغة الإنجليزية، رغم انتقاد أعضاء من مجلس الشورى لهذا الأمر.

وقد اعترف الشيخ صالح كامل بإخفاق الغرفة في اختيار الأسماء المتحدثة في جلسات المنتدى لمناقشة الشأن المحلي، وحدوث بعض الأمور الخارجة عن إرادتهم؛ كاعتذار بعض الشخصيات التي ورد ذكر أسمائها في أوراق العمل، مما تسبب في انتقادات طالت الغرفة والعاملين على تنظيم المنتدى. 

وعذر الشيخ صالح كامل المتحدثين في الجلسة الثالثة من اليوم الأول، حول اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي عن تهربهم من العنوان، متسائلاً: «ما الذي يمكن أن يقولوه في الاتحاد؟ هم ليسوا ساسة ولا قادة ولا يملكون القرار! ولا يعلمون عن أي خطوات إجرائية؟». 

واستنكرت الدكتورة لما السليماني اتهام إحدى عضوات الغرفة التجارية بتغيب مشاركة المرأة منذ تسلمت الدكتورة «لما» إدارة تنظيم المنتدى الاقتصادي، وردت على ذلك بقولها: «كيف غيبت المرأة والعاملون على تنظيم المنتدى أربعة أسماء نسائية، أنا واحدة منهن، إلى جانب حنة ميمني، ورشا حفظي، ونورة السقاف، جميع هذه الأسماء هي التي أدارت المنتدى، أما عن حضور النساء فنحن أرسلنا 6 آلاف دعوة لشخصيات نسائية وحضورهن يتوقف عليهن».

لينتهي المؤتمر الصحافي بإجابات قد تكون مقنعة لدى البعض، وقد يرى فيها البعض الآخر دبلوماسية لتهدئة الهجوم الذي طال المنتدى الاقتصادي.