برغم كل الظروف التي مرت بها الأسواق سواء المحلية أو العالمية إلا أنّ الكثيرين جداً من المستثمرين والمستثمرات لا يزالون يقعون فريسة لبعض الأخطاء التي تتكرر بشكل كبير، وربما يعود السبب في كثير من الأحيان إلى أهلية مدى الشخص للدخول في الاستثمار وإدارة المحفظة بنفسه أو متابعتها، وغير ذلك فالكثيرون ممن أصبح لديهم بعض الخبرة في الدخول بالسوق والمتابعة يضعفون في كثير من الأحيان مقابل بعض الأمور الوهمية التي تؤدي بهم بالنهاية إلى الخسارة والخسارة الكبيرة.
يلخص المحلل المالي «سعود الشمراني» بعض الأخطاء الشائعة التي لا يزال البعض يقع فيها حتى اليوم، وبرغم كل ما مرت به الأسواق خاصة في ظل ضعف مؤشراتها بشكل عام، ويقدم بعض النصائح حول ذلك:
< يحرص الكثير من المستثمرين على شراء سهم منخفض السعر في سوق منخفضة في الأساس كما هو الحال اليوم، والمثل الشعبي السعودي القديم يقول «جود سوق ولا جود البضاعة»، ففي سوق منخفضة تجدين الغالبية من الأسهم منخفضة لذلك ليس هناك من مصلحة في مطاردة أسعار تحكمها السوق عموماً، ويجب ألا يكون هذا الفيصل في اختيار نوعية السهم.
< يركز بعض المستثمرين على أسهم الشركات ذات الأسعار الأقل بغض النظر عن أي تقييم أو علاقة بأسعار أسهم الشركات المماثلة ظناً أنّ الجميع يجب أن يتحرك في الاتجاه والمستوى نفسيهما، وهذا غير منطقي، فسوق الأعمال مفتوحة للمنافسة ولن تتساوى الشركات في الأداء، وبالتالي في أسعار الأسهم.
< نظراً لوفرة المعلومات وصعوبة تحليلها، يجنح الكثير في التركيز على الجانب الفني لتحليل واستقراء التوجهات المستقبلية لسهم معين أو للمؤشر عموماً، التحليل الفني لا يكون مفيداً إلا عندما تكون السوق عميقة وذات تاريخ طويل يسمح بمراجعتها تاريخياً, ومعرفة رد فعل المشاركين في عدة أوضاع وحالات، كما يتطلب التحليل الفني حالة من الاستقرار، حيث السوق السعودية قوية وسريعة التذبذب مقارنة بالأسواق الأكثر نضجاً، الأجدر بالمستثمر أن يعرف الكثير عن الشركة وأن يكون واعياً بحالة السوق والصورة الأساسية عن الاقتصاد والحالة النفسية للمشاركين.
الوقت المناسب
< يعمد بعض المستثمرين إلى الاقتناء لبعض الأسهم للأبد وهذا يحمل عدة مخاطر، فليس هناك قطاع أو شركة أو إدارة تحمل العصا السحرية، فالبعض يستمر في الأداء الجيد والعطاء المتجدد فترة طويلة ثم تراه يتراجع لسبب في تحولات اقتصادية أو قيادية أو حتى في موقعه في الصورة الاقتصادية الكلية، على المستثمر أن يكون واعياً، فحينما يسجل أرباحاً أكثر من المتوقع أو قريباً من المرجو حينما قرر الاستثمار في هذه الشركة أو تلك عليه بالبيع والبحث عن مرتع آخر.
< يظل الكثير من قليلي الخبرة في السوق يتمسكون بأسهم لشركات خاسرة لفترة زمنية كبيرة ظنا منهم أنها ستصل لأسعار خيالية جراء عمليات المضاربة عليها بالسوق فهذه العمليات حتى وإن حدثت فإنها تظل مغامرة خطرة جداً لأنّ المضاربة قد تكون سلبية على سهم معين لفترة زمنية كبيرة فنفقد أموالنا التي استثمرناها فيها .
< تتحرك جميع الأسواق في العالم بالأخبار والإشاعات التي في الغالب يكون مصدرها أشخاص غير مؤهلين محاولة منهم للتغرير بعامة الناس ليظفروا بأرباح عالية من خلالها, فالإشاعات هي مصدر خطورة كبيرة على الاستثمار.
تقسيم المحفظة
من أسرار النجاح لأي عمل وضع نظام وترتيب معين لرأس المال المقترح ثم وضع إستراتيجيات وخطط مستقبلية مدروسة فالعشوائية تفقدكِ الكثير من الفرص, ومن أهم الإستراتيجيات التي يجب أخذها في الاعتبار وضع احتياط مالي خارج السوق يعادل المبلغ الذي بداخل السوق ودخول هذا المبلغ الاحتياطي للتقليل من الخسارة المحتملة أثناء انهيار الأسهم, ويمكننا هنا وضع ترتيب مثالي بإمكاننا تغييره بحسب الظروف والمعطيات، وهو تقسيم المحفظة أو رأس المال إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول:
ويحتوي على ما نسبته 30% من رأس المال ويخصص للاستثمار طويل الأجل لأسهم لها مستقبل مشرق من خلال دراستنا الأساسية لقوائم الشركات.
القسم الثاني:
ويحتوي على ما نسبته 30% من رأس المال وهو مخصص للشراء بأسهم المضاربة المدروسة فنياً لفترة زمنية قصيرة جداً أو اصطياد فرص السوق أثناء انهيارات أو بعد عمليات التصحيح التي تحدث له.
القسم الثالث:
وهو القسم الأكبر أو مخزون الأمان ويحتوي على ما نسبته 40 % من رأس المال ويستخدم هذا الاحتياطي للتقليل من الخسارات لكي تعادل الكفة وتعديل سعر الشراء.
وبعد الانتهاء من ترتيب محفظتكِ الشخصية يجب معرفة طريقة عملية الشراء والبيع المثالية وهي التي يعمل بها كبار المستثمرين:
فإذا أردتِ شراء ألف سهم مثلاً في شركة ما يجب عليكِ ألا تدفعي بكميتكِ كلها بوقت واحد مهما كانت صغيرة أم كبيرة فيجب علينا تجزئة الكمية إلى كميات أصغر تختلف عن بعضها البعض من حيث زمن الشراء والسعر وهو ما يسميه كبار المستثمرين بالتجميع, ولعملية البيع فن آخر فيجب تجزئة الكمية في البيع إلا إذا أحسستِ بالاكتفاء والرضاء فيمكنكِ بيع كميتكِ دفعة واحدة.
فبعد إتقان فن البيع والشراء يجب أن نهيئ أنفسنا لاحتمالين هما الربح والخسارة وكيفية التعامل مع أي خسارة محتملة دون توتر نفسي ومن الأفضل وضع نسبة ربح مأمولة دون الطمع كثيراً, ووضع نسبة خسارة مسموحة وهي 8% تقريباً عندها يتم الانسحاب للتعويض مرة أخرى دون التورط في خسارة أكبر تُفقد الصندوق الكثير من الأموال فإنّ اعتمادكِ هذه النسب أثناء إدارتكِ لمالكِ وقت التداول هو أسلوب إداري راقٍ, فليس من العيب أن نخسر ولكن من الخطأ أن ننظر لضياع أموالنا دون حراك. ومن خلال وضع استبيان لبعض خبراء الأسواق وجدنا أنّ النسبة المقترحة للخسارة والمشتركة تقريباً بينهم هي من 5% إلى 8%.