الرجل خفيف الدم.. عملة نادرة!

أكدت دراسة علمية أن الرجال أكثر قدرة على سرد النكات من النساء، وأن الهرمون الذكوري «تستستيرون» يساعد على إشاعة المرح بين الجنسين، ويشجع على إطلاق الكلام المعسول الذي يستهوي المرأة ويدغدغ حواسها، ويشيع الفرح ويظهره في عينيها.

يقول البروفيسور سام شاستر، بجامعة نورفولك، في دراسته التي نشرت مؤخراً في «برتش ميديكال جورنال» إن الرجال أقدر بكثير من النساء على إثارة الضحك بين مجموعة الأصدقاء المجتمعين في مناسبة ما، حتى وإن كانت النكات التي يطلقونها لاذعة بعض الشيء، ويضيف شاستر، أنه على الرغم من أن النساء أكثر قدرة على السخرية، إلا أن الرجال يقلبون مواقف السخرية هذه ويحولونها إلى ضحكات تنطلق من القلب، وتساعد على تلطيف المواقف الحرجة الناجمة عن السخرية، وتحولها في النهاية إلى مواقف تبعث على المرح.

وتوصّل البروفيسور سام شاستر -في دراسته على 400 شخص من الجنسين بالتساوي، ومن مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية- إلى أنه باستطاعة 75% من الرجال إطلاق النكات المضحكة أو اللاذعة مقابل 25% من النساء، وإلى أن صغار السن (أقل من 30 عامًا) أكثر اندفاعًا في إطلاق النكات، في حين أن الكبار يطلقون الفكاهة المبطّنة التي لا تجرح سامعها إلا بعد التفكير فيها بتمعن.

ويفسر شاستر ما توصل إليه بأنه نتيجة للهرمون الذكوري الذي يكون أكثر حيوية في مرحلة الشباب المندفع، في حين أن النسوة يكنّ أكثر فظاظة في بداية العمر، وفي رأي شاستر أيضًا أن الذكور في بدايات البلوغ يكونون أكثر عدوانية ومغامرة، لكن مع بلوغهم تتحول هذه العدوانية إلى مرح. ويفسر عالم النفس الدكتور نيل نيف علاقة الهرمون الذكوري بالنكات بأنه علامة على تنافس الذكور فيما بينهم على قلب المرأة أو لفت انتباهها.

أما الدراسة التي أشرف عليها باحثون في جامعة ستانفورد الأميركية فقد أثبتت -بأدلة قاطعة- وجود اختلافات بين الجنسين في إدراك النكتة والمزاح.

وهذه الدراسة التي لم تكن نظرية أو أنثربولوجية، شملت مراقبة وظائف المخ وحركات العضلات، فقد لاحظ الباحثون المشرفون عليها، أنشطة المخ لمجموعة من الرجال والنساء أثناء مشاهدتهم الأفلام الكرتونية أو الكوميدية، وتوصلوا إلى أن بعض أجزاء المخ المسؤولة عن إدراك اللغة والذاكرة تنشط أكثر عند المرأة لدى مشاهدتها للأفلام الكوميدية المرحة والأمور الساخرة، إلا أن بعض أجزاء أخرى في المخ تثيرها النكات أكثر في النساء، ولوحظ أن النساء اللاتي شملتهن الدراسة كان مركز الاستمتاع لديهن أكثر نشاطاً منه عند الرجال، كما أظهرت دراسة في جامعة غرناطة أن الرجال والنساء عموما يضحكون للنكات التي تسخر من المرأة لا الرجل.

ونلاحظ في حياتنا العادية أن الرجل المرح مطلوب في السهرات والندوات، وأنه أقدر على لفت انتباه الحاضرين، ونلاحظ أيضًا أن الولد الذي يريد التعرف إلى فتاة عادة ما يروي لها نكتة أو يقوم بحركة مضحكة، وأن الفتيات عموما يُقبلن على الفتى المرح السريع النكتة، كما أن الرجل خفيف الدم يستطيع حل مشكلات الزوجة بتحويلها إلى موقف مرح، أما الرجل الجاد فيحولها إلى مأساة، فإذا كنتِ لم تتزوجي بعد، فاختاري زوجًا خفيف الدم، أما إذا كنت قد تزوجتِ،فالله معك.

أشياء أخرى:

«الكراهية ليست جديدة، الكراهية المنظمة هي الجديدة»