ثقافة تنمية وتطوير الأعمال.. ثقافة الإبداع

تعد ثقافة الإبداع واحدة من أهم الثقافات التي يتوجب على أي صاحب وصاحبة استثمار العمل على اقتنائها وتنميتها لما قد يكون لها من دور رئيس في دفع عجلة الاستثمار والارتقاء به، والإبداع مطلوب لصاحب العمل نفسه من جهة وللموظفين العاملين من جهة أخرى كل في مكانه وحسب المهام الموكلة إليه، ومهارة الإبداع مهارة تصنع العجائب، وهي ليست قوة غامضة أو موهبة خارقة يحتكرها الأشخاص ذوو الحظ السعيد، بل يعتبر الإبداع طاقة يمتلكها كل إنسان بدرجات متفاوتة، ويمكن لكل شخص أن يكتسب هذه المهارة فيصبح من المبدعين.

 

 

 

مشعل العتيبي أستاذ علم الاقتصاد أفادنا عن الإبداع وأهميته في عالم الاستثمار كنوع من خلق جيل جديد يعمل على الإبداع والابتكار, ويخرج عن التفكير النمطي المتوارث مجارياً بذلك التطورات العالمية فيقول:

-  الإبداع: هو استنباط فكرة جديدة لنا.

-  الابتكار: هو التطبيق العملي للأفكار المبدعة.

-  التفكير المبدع: هي موهبة فطرية يولد بها الإنسان مع مجموعة من المهارات المكتسبة, واستخدامها من خلال حل المشاكل اليومية.

-  الأشخاص المبدعون: هم الأشخاص الذين لا يعوقون طاقة الإبداع الفكرية ويوجهون قدراتهم في مختلف جوانب الحياة.

 

أهمية الإبداع في الاستثمار:

إنّ أي استثمار ناجح لابد أن يهتم بناحية الإبداع بل ولابد أن يحفز موظفيه عليه فيوفر لهم الجو الذي يساعدهم على هذا الإبداع، فتكون النتيجة في النهاية أفكارا جديدة توفر التكاليف أو ترفع الأرباح وهذا هو الهدف النهائي لأي استثمار.

ويعتمد النجاح في فريق العمل لعملية الإبداع على نوعية الشخصيات المشاركة إضافة إلى نوعية المشرف الذي من أهم أدواره في عملية الإبداع أن يوفر المناخ الملائم للإبداع بتوفير الاحتياجات الإبداعية للموظفين مع الحفاظ على أهداف الشركة.

 

كيف تحفزين موظفيك على الإبداع:

-  أَشرِكي الجميع في بناء التعاون الإبداعي.

-  حثي الموظفين على كتابة كلمات تضاف إلى قاموس الفريق لتحويل الفريق إلى مجموعة أكثر ابتكارًا.

-  اطلبي من موظفيك ابتكار احتفال يساعد على ترسيخ أهمية الإبداع.

-  اطلبي من موظفيك كتابة بيان الرؤية الإبداعية.

-  اطلبي من موظفيك تقييم بعضهم البعض.

-  حثي على المسابقة في طرح الأفكار حتى ولو كانت من مصادر متنوعة.

-  استخدمي الديكورات المسرحية لمساعدة موظفيك على ابتكار الأفكار وحفز الإبداع.

-  اضبطي الوقت المناسب للعودة إلى نمط العمل المعتاد.

 

عوائق الإبداع:

وكما أنك تهتمين بالإبداع بين موظفيك عليك أيضًا أن تعملي على إزالة موانع أي إبداع كنوع من التحفيز على الإبداع نفسه ومن هذه الموانع:

-  المواقف السلبية: وتواجه بضبط الموقف والتركيز على الفرص الكامنة في المشكلة، فكل مشكلة لها جانب سلبي ظاهر وجانب إيجابي خفي، وللأسف فإننا دائماً نركز على الجوانب السلبية الظاهرية ونغفل الجوانب الإيجابية.

-  الخوف من الفشل: حيث يضع البعض احتمالات الفشل عند أي عمل يقوم به، وبالتالي هو حكم على نفسه بالفشل قبل أن يشرع في العمل، فهو يخاف من الفشل طيلة أدائه لهذا العمل الذي سوف يكون مصيدة - لا ريب- للفشل؛ لأنّ ما تفكر به يحدث لك.

-  الإجهاد الزائد: لا شك أنّ هذا الأمر له أثر كبير على الحالة النفسية مما يولد الضغط، فتضعف المشاعر ويضعف معها التفكير، وبالتالي ينخفض مستوى الإبداع؛ فالإبداع لا يعمل إلا بوجود جو من الهدوء والاطمئنان والاستقرار والاسترخاء العميق الذي يهيئ جسمك وعقلك للإبداع.

- .اتباع القواعد الجامدة: إنّ اتباع القواعد والتعليمات حرفياً يشكل للإنسان نمطًا واحدًا من الفهم مما يعوقه عن عملية الإبداع، ويشعره بأنّ هذه القواعد لا تنفذ إلا بهذه الطريقة؛ فتنغلق لديه منافذ الإبداع، لذا كسَّري هذه القواعد والتعليمات البالية خصوصاً ما يتعلق بالأعمال اليومية الاعتيادية، واعملي على استكشاف طريقة مبتكرة وإبداعية تحققين بها ما تريدين من أقرب طريق.

-  وضع الفرضيات: إنّ وضع الفرضيات العامة على الأمور قد يجعلها مسلمات، والمشكلة الكبرى أن تكون هذه الفرضيات خاطئة ولا تستند إلى دليل، وهذا الأمر يعوق عملية الإبداع ويجعل الفكر جامدًا، لذلك دققي في المعلومات قبل إصدار الأحكام.

-  الاعتماد الزائد على المنطق: الاعتماد بشكل دائم على المنطق يشكل أحد معوقات الإبداع، بينما تجدين أنّ المفكرين المبدعين يخطون الأساليب المنطقية لحل المشكلات.

-  الاعتقاد بأنك لست مبدعة: لقد دلت الأبحاث على أنّ طاقة الإبداع في مخ الإنسان لا حدود لها، والقيد الوحيد على ذلك ينبع من داخلنا من خلال معتقداتنا بأننا لسنا مبدعين, والمشكلة عندما نتقبل هذا الأمر دون أي تفكير أو نقاش؛ لذا يجب علينا أن نؤمن بأننا مبدعون ويكون ذلك بداية من داخلنا بتغيير اعتقادنا الخاطئ الذي يجعلنا على هامش الإبداع.

ولكي ترفعي من هامش القدرات الإبداعية عندك وعند فريقك عليك بالتدرب بشكل مكثف على ما يلي:

-  تدربي على التنبؤ بالمستقبل، والمقصود أن تحاولي أن تتخيلي ما قد يحدث بالمستقبل.

-  تخيلي نفسك تؤدين الواجب قبل حدوثه حقيقة، وبالتالي تتخيلين ما قد ينتج عنه وعليه تستطيعين أن تقرري كيف يجب أن يكون الأداء المثالي.

-  لاحظي مشاعرك وأحاسيسك التي تتجاهلينها عادة، وأعطيها الفرصة للنمو, وادرسي ما قد يترتب عليها.

-  احتفظي بسجل لأفكارك بشكل دائم حتى لا تعودي كل مرة لنقطة البداية.

-  تعلمي التأمل أو التنويم المغناطيسي الذاتي، وبهذا تستطيعين أن تعيشي بداخل أفكارك المستقبلية وتبتكري الطرق المثالية لتطبيقها.

-  وتعلمي أيضًا التصور الرمزي بحيث إنك تدرسين آثار هذه الأفكار قبل حتى أن تطبيقيها.