فريق العمل الناجح هو السر وراء تحقيق الإنجازات

يقول الأستاذ معن العتيبي الأخصائي في تطوير الشركات الناشئة حول السر وراء تحقيق بعض الشركات لمجموعات متكررة من النجاحات المتتالية: "إن السر وراء النجاح والإنجاز يتلخص ـ بعد توفيق الله ـ بالعمل من خلال روح الفريق الواحد والذي يعلم كل فرد فيه ما دوره، وما المطلوب منه، وكيف يؤديه على الوجه الأكمل وفي الوقت المحدد، ليشكل في النهاية أحد أركان المنظومة الكاملة التي تصل في النهاية لعمل متكامل وناجح تحت قيادة رشيدة ومتطورة". ويقول إلكساندر جراهام: "إنّ الاكتشافات والإنجازات العظيمة تحتاج إلى تعاون الكثير من الأيدي".

 


 

لكل زمان طريقته في الإدارة والقيادة، ولكل عمل طبيعته وبالتالي فلكلٍّ طريقته في الإدارة والقيادة وترتيب خطوات فريق العمل، ولعلك تتساءلين حول كيفية تحديد النمط الأساسي لإدارة شركتك أو مؤسستك الصغيرة بحيث تحقق هذه المؤسسة فكرة العمل من خلال فريق عمل ناجح:

< أوجدي شعورًا مشتركًا لتحقيق الهدف: اعلمي دومًا أنّ أكثر ما يعطي فريق العمل الدفعة القوية لتحقيق إنجازات هائلة هو وحدة الرؤية التي يشترك فيها جميع أفراد الفريق تحت قيادتك أو قيادة رئيس الفريق، والذي يجب أن يتمتع بنفس الروح والرؤية، فهذه الروح من شأنها أن تبث طاقة هائلة لديك ولدى الآخرين، وما تحتاجينه فعلاً هو أن تعملي على تركيز هذه الطاقة في المصلحة المشتركة للعمل.

< اجعلي الأهداف أهدافًا جماعية: بحيث يمكنك الآن أن تزيلي الفوارق بين أعضاء الفريق ككل، وتجعلي الفوز فوزًا للفريق ككل، فلا أحد يفوز حين يخسر الفريق، ولا أحد يخسر حين يفوز الفريق، وكأني أتذكر تشبيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للناس بأنهم «قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على منْ فوقهم فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذِ منْ فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا».

< تعاملي مع الموظفين على أنهم أفراد وليس بصفاتهم العملية فقط: فعندما يتجمع الأفراد في فريق عمل لا تتبخر صفاتهم الفردية، فمازالت لهم شخصيات مختلفة، وأيضًا مهارات مختلفة، وآمال ومخاوف مختلفة، والقائد الموهوب هو منْ يُقر ويعلم بهذه الاختلافات ويقدرها ويُحسن استغلالها لصالح الفريق وبالتالي لصالح العمل ككل.

< اجعلي كل فرد من فريقك مسئولاً بشكل مباشر أو غير مباشر عن إنتاج الفريق: اعلمي أنّ الناس يحبون بفطرتهم وطبيعتهم أن يشعروا بمشاركتهم في أمر مهم وإلا فسوف يقل اهتمامهم بالمهام الموكلة إليهم، واجعلي المشروع خاصتهم، واستخرجي أكبر قدر من القرارات من المجموعة ذاتها، وادعيهم بشكل دائم ومتكرر إلى المشاركة، وحاولي ألا تملي عليهم الحلول بشكل مباشر ولا تصرّي أبدًا على أداء العمل بشكل معين.

<  شاركي في الانتصار وتقبّلي اللوم: فعندما يقوم فريق العمل بعمله على الوجه الأكمل ويلقى الاستحسان ويحقق النجاح أو الإنجاز المنشود يكون من مسئولية القائد في المقابل أن يوزع الفوائد على الجميع، بل لابد أن يُربت على كتف أعضاء الفريق، وأن يعطي حوافز مالية، وأن يذكر هذا النجاح في منشورات الشركة، أيًّا كان من هذه الأساليب التي يحصل فيها كل عضو في الفريق على نصيب من التقدير المعنوي أو المادي.

< استغلي كل الفرص لبناء ثقة الفريق: فالقائد الحقيقي هو الذي يؤمن بإمكانات فريقه، ويظهر هذا الإيمان من خلال تعاملاته معهم، مما يعطيك الفرصة لبناء قدر كبير من الثقة بكِ من قِبَلهم ويساهم أيضًا في توطيد العلاقات بينكم، ويشجّعهم مستقبلاً على العمل إيمانًا منهم بأنّ حقوقهم لن تذهب سُدى، وأنه سيتم تقدير جهودهم المبذولة.

<  كوني ناصحة مخلصة: فمن أهم أعمال القائد أن يُطور مواهب أعضاء فريق العمل لديه ويدعم بشكل متوازٍ قدراتهم، فتخيلي معي كيف سيكون حال أعضاء الفريق إذا كان لديك اهتمام بحياتهم وتحمل لمسئولية مستقبلهم المهني والاجتماعي بشكل يشعرون به.

< تأكدي من فهم وإتقان كل فرد من أفراد الفريق لوظيفته ولواجباته: فقد يصبح العمل مجرد شكليات ومحاولات لإرضائك يقول «إيريك جيرشمان» مؤسس شركة «ببليك إيميج»: (لقد كانت لدينا شركة يعتقد موظفوها أنّ وظيفتهم هي إسعاد رؤسائهم بدلاً من خدمة عملائهم، ولهذا كان علينا أن نُحدث تغييرًا جذريًّا في شركتنا).

 

كيف تُصبحين وفريقك في المقدمة؟

ميزتان تجعلانك وفريق عملك في المقدمة، ولابد أن تراعيهما عند اختيارك لفريق عملك:

الأولى: أقل حجمًا وأكثر ذكاءً وخفة

 يظن البعض عند اختيار فريق عمله أو التأسيس لشركته أنه يحتاج إلى عدد كبير من الموظفين لتسيير العمل في المؤسسة، إلا أنه يعود ويكتشف أنه ما من داعٍ لتعيين كل هؤلاء، فيقع في مأزق التخلص من العمالة الزائدة، لذا عند اختيارك لفريق عملك حدّدي حجم العمل المطلوب واستعيني بأفضل الموظفين الذين تحتاجين إليهم، أي يمكنك اختيار فريق العمل الأقل حجمًا والأكثر ذكاءً.

الثانية: مبتكر وقابل للتكيف

 عندما تسعين لإمداد شركتك بأكفأ الموظفين يمكنك الاستعانة بالأكثر ابتكارًا والأسهل تأقلمًا مع الظروف المحيطة به، فجميع الشركات قد تواجه أوقاتًا عصيبة، تحتاج من أجلها تغيير ظروف العمل، وهذا الذي لن يستطيع أن يتكيف مع هذه الظروف سيتحول إلى عبء إضافي عليك وعلى الآخرين.