تختلف التوقعات هذا العام عنها في كل عام؛ فالتوقعات كانت بالعادة تعتمد بالشكل الرئيسي على التحليلات الفنية المستندة بالدرجة الأولى على حركات المؤشرات في الأسواق خلال الفترة التي تسبق فترة التوقعات أما هذا العام فقد طرأت ظاهرة جديدة على الأسواق وهي ما حدث بعيد الأزمة المالية والتي تسببت بتحركات غير متوقعة وغير منطقية للعديد من المؤشرات خاصة في أسواق المنطقة العربية والخليجية بالتحديد، مما استوجب التحفظ في التوقعات هذه المرة. هذا ما لاحظناه بكل وضوح في حديثنا مع عدد من المحللين الفنيين لمعرفة توقعاتهم خلال العام القادم 2010.
البداية كانت مع المحلل الفني ماجد بن سلطان الذي قال:«بحسب ما حدث وما يحدث الآن في أسواق الأسهم في الخليج بشكل عام وبالمملكة بشكل خاص وبشكل مجرد عن أي ظروف طارئة قد تؤثر على الأسواق نستطيع أن نقول بأنّ المؤشر تميز في العام 2009 بنوع من الاتزان أثر بشكل إيجابي على معظم العاملين بالأسواق، ومن المفترض والمتوقع أن يكون لهذا الاتزان نوع من التأثير الإيجابي على حالة المؤشر في العام 2010 مع مزيد من الدفع بالاتجاه الإيجابي إلى الأعلى كنتيجة طبيعية للثقة التي تكونت لدى المستثمرين والمضاربين خلال الفترة الماضية، وبالتالي زيادة في الإقبال على السوق تترجم لزيادة بالطلب فارتفاع بالأسعار بإذن الله تعالى، أما لو تحدثنا بشكل غير مجرد فإننا لا نستطيع أن نتنبأ بالظروف المالية العالمية وبالتالي فنحن لا نستطيع أن نتنبأ بحالة الأسواق عندنا فكل التجارب تثبت أنّ حدوث أي انتكاسة لأي من الأسواق الكبرى بالعالم يعني هبوطاً في أسواق المال لدينا. والأزمة المالية العالمية لا تزال موجودة حتى يومنا هذا مع التأكيد على انحسار تأثيرها بشكل واضح وكبير ولكنها موجودة بدون شك مما يعني أنّ كل شيء لا يزال وارداً وعلينا أخذه بالحسبان قبل أي توقع للعام القادم».
بينما كان للمحلل الفني يوسف ناصر العتيبي الرأي التالي:«لقد تعاملت المملكة مع الأزمة العالمية ومدى تأثر أسواقنا بها بشكل جيد وخبير، وجميعنا يشهد أنّ أسواقنا بحمد الله كانت الأقل تأثراً إذا ما قورنت بما حدث ولا يزال يحدث في العديد من الأسواق وبالتالي وبالاستناد على هذه التجارب نستطيع أن نقر أنّ السياسة المالية لدينا كانت ناجحة بشكل فاق التوقعات، وعلى اعتبار أنّ المملكة والأسواق المحيطة بها سوف تستمر بانتهاج نفس السياسة خلال الأعوام الأربعة القادمة على الأقل حسب ما تم الإعلان عنه فإنني أظن أنّ الأسواق سوف يسودها نوع من الانتعاش سينعكس بشكل واضح على أسواق الأسهم وعلى المؤشرات فيها مما يعني أنها معرضة بإذن الله لمزيد من الاتزان والارتفاع في الفترة القادمة ما لم تكن هناك أي ظروف طارئة تحدث وتؤثر بالشكل السلبي على حركة هذه الأسواق».
محور المشكلة
أما المحلل الفني عبد الرحمن يوسف الغامدي فقال:«لم نكن في الماضي وعندما حدثت الأزمة المالية محور المشكلة, ولم نكن على علاقة مباشرة بها، أعتقد أنّ أسواقنا مصابة بنوع من قلة الخبرة، فأشد ما يؤثر عليها هي الأخبار العالمية السيئة، والملحوظ فعلاً أنّ التعامل مع السوق بدأ بالتطور وأنّ هناك نوعاً ولو قليلاً من الوعي أصبح يميز المتعاملين بالأسواق، فأسواقنا على وجه التحديد وخاصة في الفترة الأخيرة مرت بالعديد من التجارب التي تركت ملامحها على المتعاملين فيها مما ساعد في زيادة الخبرة بالتعامل مع السوق، وهذا ما لاحظناه بالفترة الأخيرة، فكلنا سمعنا عن الأخبار السيئة الخاصة بديون دبي المتحدة التي أدت إلى موجة من الهبوط في أسواق الإمارات على وجه الخصوص، ونجد أنّ السوق السعودي لم يتأثر بل ابتدأ تعامله على ارتفاع بعد أن كان مغلقاً في إجازة عيد الأضحى المبارك، مما يعني أنّ هناك نوعاً من الوعي المتنامي لدى العاملين بالسوق ومحاولة لتحليل الأخبار الخارجية, ومعرفة مدى تأثيرها على الأسواق المحلية وعلى ضوئها يتم اتخاذ وتحديد إستراتيجية العمل والتعامل مع السوق. هناك اختلاف بسيط في طريقة تحليل الأخبار وربط تأثيراتها بالسوق المحلي, وهذا ما نطمح للوصول لدرجات عالية منه بإذن الله تعالى، وبالتالي نجد أنّ المرحلة القادمة إذا ما أخذنا ما سبق بعين الاعتبار ستكون أفضل من المرحلة السابقة طبعاً هذا لو افترضنا أنّ الظروف العامة جيدة ككل ولا يوجد ما يهبط بالأسواق كما حدث بالسابق».
وأخيراً كان للمحلل الفني مؤيد سالم الحوطي وجهة نظر مختلفة حيث قال:«لست على قدر كبير من التفاؤل بخصوص المرحلة القادمة، فأنا ممن كانوا متفائلين للعامين الماضيين نظراً لأني ظننت أنّ الأسواق سوف تحتكم فقط للتحليل الفني مهما كانت الظروف سيئة، وقد كنت للأسف ممن منوا بخسارات كبيرة جداً، ولذلك فأنا الآن لا أعرف بشكل دقيق ما الذي يحكم الأسواق, وهل للتحليل الفني دور في حكم هذه الأسواق؟، وبالتالي فأنا ممن لا يستطيعون الحكم أو التنبؤ بالمرحلة القادمة, أو بالعام القادم، فالأحوال حتى هذه اللحظة تدل على أنّ الأوضاع ستكون جيدة ولكننا لا نستطيع أن نجزم بأنّ هذه الأحوال الطيبة ستدوم لتصل للعام القادم, أو للذي يليه».