احذري القلم الرصاص في مراحل تعليم ابنك الأولى!

تعودت الأم والقائمون على رعاية الأطفال في السنوات المدرسية الأولى على استخدام القلم الرصاص؛ اعتقادًا منهم بأنه الأقل خطأ وتوفيرًا للأوراق، إضافة إلى أنه يساعد الطفل على المحاولة مرات عدة، فما حقيقة قلم الرصاص؟


دراسة قام بها أحد العلماء البريطانيين (بجامعة يورك- بولاية ويلز)، أكدت أنَّ قلم الرصاص يقتل لدى الطفل الإبداع والإرادة ويضعف الثقة لديه؛ لأنه يتيح له التراجع إذا أخطأ، وهذا بحد ذاته تعويد غير مباشر على التردد، حيث إن الأطفال في هذه المرحلة العمرية أكثر ما يتعلمونه بالمحاكاة، فهم يقلدون كل ما يشاهدونه أمامهم، ويترسخ ذلك في العقل الباطن لديهم، فينشأ لديهم التردد وقلة الإرادة.

وبرأي الدكتور سامي الأنصاري، خبير تعديل سلوك الأطفال، فإنَّه من خلال الرسم يمر الطفل في مراحل تطوره المتكامل إلى جانب نموه في عدد من الجوانب، منها النمو الحركي الجسماني الذي ينحصر في البداية في العضلات الكبيرة، لكنه مع التمرين يسيطر على عضلاته الصغيرة، إذ لابد من الاهتمام بتزويده بمهارات تتطلب نمو العضلات الدقيقة كمسك القلم، وهذا ما أكده العالم ستانلي هول.

وعندما نعود أطفالنا على الكتابة بالقلم الحبر أو الملون وغيرهما فنحن ننمي فيهم الإرادة والإقدام وعدم التردد وزيادة الثقة؛ لأن الطفل يعلم أنه إذا أخطأ فليست لديه ممحاة ما يجعله يتقن .. فتزيد بذلك ثقته في نفسه.1


مستقبل طفلك
في هذه المرحلة تتكون المفاهيم الأساسية للطفل، أو ما يعرف «ببنك المعلومات أو حافظة المعلومات» الذي يستطيع مستقبلاً تطويره، ما يساعده على مسايرة التطور والنجاح وتحقيق الآمال، وقد اتفق علماء النفس أن السنوات الأولى من حياة الطفل من أهم المراحل في تكوين شخصيته وتوجيهها نحو بلوغ الهدف المنشود.

الصفوف الأولى.. القلم الرصاص
في دراسة أجريت على فئة من طلاب الصفوف الأولية ممن تعودوا على الكتابة بالأقلام الملونة، وفئة أخرى ممن تعودوا على الكتابة بقلم الرصاص، تبين أنَّ 85% ممن تعودوا على الكتابة بالقلم الملون هم أكثر نضوجًا وإرادة وثقة من غيرهم، الذين تعودوا على الكتابة بقلم الرصاص.

ويؤكد الأنصاري، أن على كل أم أن تتابع طفلها وتحاول مساعدته في الاعتماد على نفسه وتوثيق ثقته بها، فإطلاق العنان له في استخدام ما يحلو له من أقلام من دون تحديد القلم الرصاص هو أحد الأذرع القوية التي ستلعب دورًا في تقويم هذه الثقة وعدم التردد.