أقلام ونجوم

أبجدية الغرام

ما بين الراء والألف

نونٌ تثور وتختلف

قلبي لحبك ينجرف

والدال يعلن أنه

بين الحروف المحترف

الراء رمز للحنين

يبعد الدمع الحزين

ويناجي مد الآه

حين يعشقه الأنين

نون النجوم

تسبح في دال الدلال

وقرر مد الهيام

أن يهب القلب

إلى راء الغرام

مصطفى قرني سيد - مصر

 

 

قتلوها مرتين

يحزنني كثيرًا ما تتعرض له المرأة العربية المطلقة من ظلم واضطهاد، ألا يكفي ما لاقته من آلام نفسية مبرحة؛ نتيجة قسوة زوجها وقهره وهجرانه لها؛ حتى تضطر في النهاية إلى التسليم ورفع الراية البيضاء، وطلب الانفصال! رغم أنها لجأت لهذا الخيار المر بعدما سدت في وجهها الطرق المؤدية لإصلاح زوجها. إنها تطالب بالاستقلال بذاتها، وتطلب الانفصال، وتصر عليه، وهي في قرارة نفسها لا ترغبه، ورغم أنها تنهي استبداد زوجها وقهره لها، لكنه يظل يقتلها بديكتاتوريته وسيطرته على أنفاسها، وحسابه العسير لكل صغيرة وكبيرة تقوم بها، وبإحصائه لكل تحركاتها ودقائق حياتها، مع الاستعداد التام على جلدها على أي هفوة مقصودة. أما إذا ما فعلت ما يستحق الإشادة والتقدير، فلا يكلف نفسه عناء الثناء والمديح، ورفع روحها المعنوية. لقد ذبل قلبها الأخضر الشاب مبكرًا من كثرة الإحباط والتكسير.

لا تريد المرأة من زوجها الحبيب ذهبًا ولا فضة ولا قصورًا ولا سيارات فارهة، وإنما تريد كلمة طيبة أو إحساسًا يغمرها باحتوائه لها بحبه وحنانه، لا تكلف الزوج الكثير، ولكنه يبخل بها، ويأبى إلا عنادًا أو غرورًا، ويرى رجولته في انكسار زوجته؛ ليشعر برجولته الزائفة. هذه مواصفات شريحة معينة من الرجال. أما المرحلة الثانية من قتل المرأة المطلقة أو العقاب الأشد قسوة الذي ينتظرها، فهو عقاب المجتمع؛ حيث ينفض الجميع من حولها، وتصبح منبوذة، ويعاملونها كميكروب معدٍ ينبغي الفرار منه؛ حتى لا تنتقل العدوى وتصبح مطلقة مثلها.

ولو كانت متميزة في عملها عن زميلاتها، نشيطة، مبدعة، مخلصة، مواظبة ومحترمة، فإنها تظلم وينتقص من حقها، ويفضلون عليها المتزوجة، حتى لو كانت أقل أداء، وأقل إنجازًا وأقل إبداعًا؛ حتى تزداد اكتئابًا وحزنًا ونفورًا ممن بالمسكن والعمل، وكلما حاولت نسيان هذه الحقيقة المريرة، تجد من يذكرها بها، بل يعايرها بأنها مطلقة؛ أي مواطنة ناقصة. لا تصلح للاستفادة من قدراتها في أي مجال. هل حل هذه المعضلة في زواجها بأي شخص يتقدم إليها حتى ولو كان غير مناسب، أو لا تجد فيه المواصفات التي تتمناها وتفتقدها؛ حتى تتخلص من عذاب المجتمع؟ !

وفاء - مصر

 

 

حدود الحب

ما زلت أراك جميلة كالورد

منذ أول ربيع لك لم يذبل

ما زلت أرى على وجنتيك قصيدة

عن شاعر تسأل

ما زلت أرى في كفيك

تباريح طفولة

وعلى شفتيك ابتسامة

وعلى عينيك صفحة مكتوبة

للنسيم فيها تدلل

ما زلت أراك حلمي

وأول حب في قلبي

لم يتغير ولم يتبدل

يا سيدة الحب والطفولة

والريحان والياسمين

كيف يولد الشوق في خاطر عاشق؟

موته بين ذراعيك حبيبتي

يا حنيني وحبي وجنوني

ألا ليت على وجنتيك مذبحتي

فأموت شهيدًا ألف مرة أو أقتل

أميرتي إني لا أعرف

حدود الحب أين تكون

وإن كان الجنون جنوني

أم جنون اثنين

فذاك أمر طبيعي بين حبيبين

فلا تسألي الورد عني

ولا تسألي أقلامي ودفاتري

فهم يصرخون أني في حبك مجنون

فكم رقصت مع أقلامي

حتى رسمت قصائدي

وكم صادقت أوراقي

حتى أصبحت تكتب فوقها آلاف الكلمات

وكم أحببت فيك الحب

وكتبت فمن يترجم لكلماتي

في تغريد الطيور وزقزقة العصافير

وحوم الفراشات فوق أوراق الزهور

ومن ينثر في الذكريات أيامي

أو في السماء مثل الغيم

فتمطر السماء حكاياتي

وتزهر الأرض من الحب ربيعًا

وتظل الوردة على شفتيك لسنين

ونورث الحب جيلاً بعد جيل

ونعلم الورد كيف الحب فينا يكون

عادل مصلح- الأردن