أقلام و نجوم

لقاء  

والتقينا بعد آلام البعاد

وتواعدنا عند ساعات الغروب

لنحلق لكلينا

لنشرب عبق الحب السجين

لنقول هذي صدفة الصيف القريب

لنغسل بدموع اللقاء آلام البعاد

وقبل الغروب وقبل الانتظار

ركبنا الموج بعنف وانتصار

فضاق الكون في لحظة

وكان أصغر ذرة في الانفجار

وكان الوهج، السكون والانصهار

عائشة العلوي عزيزي 

 

 

هزيمةٌ على مشارف روما «2»

أمسى الفؤادُ كليْلٍ كاسرٍ

خلف قضبانِ الحنين

مارست ألوانُ الطيفِ فيه

الكفَ والمكرَ

فغدت حياتي كرجلٍ ضرير

حُلمٌ بعيدٌ

عشقٌ عليلٌ

ليلٌ طويلٌ.. طويل

هزمتُ شرَ هزيمةٍ

وإلى بلادِ الحزنِ وحدي

عدتُ أمشي كالذليل

فما ذنبي غير أني

أعطيتُكِ مِن العشقِ حبًا

وكلامًا أصيل

ما رأيتُ في المهد غيركِ

لعبةً في يدِ طفلٍ صغير

أدمنتُ هواكِ

أتنفسُكِ في كلِ شهيقٍ

أخافُ عليكِ من كل زفير

ولم أنتبه لتلك السكين التي مزقت الروحَ

وقلبي المسكين حتى أصبح نعشًا كبيرًا

فبكت النساءُ

وأمطرت السماءُ سنين كثيرة

وفي تمام الأربعين

صرخَ القلمُ باكيًا مُعاتبًا خِلّهُ وهو حزين

رؤياكَ منقوصةٌ يا صاحبَ الظلِ الطويل

محمد إبراهيم قاسم – الأردن

  

 

 

 

رحيل 

عيوني إليك ترحل كل يوم

ولا أخشى في هواك اللوم

قربك مني الحياة وبُعدك الندم

وأزرع في قلبي هواك والهيام

ألا ليت شعري قد لاح لي الوهم

وأحاط بي الحزن وعانقني الندم

وما غادرتني الأشواق

وعاود فيّ الألم

وجعلتني عبدًا لك ولشعري

والقلم

عيوني إليك

عادل مصلح – الأردن 

 

 

 

 

 

 الحرية

لطالما تساءلت ما هو مفهوم الحرية، ماذا تعني؟ وأين هي؟ وكيفية العمل بها؟ 

البعض يفسر الحرية على أنها حرية التصرف، والتعبير، والتحدث شرط ألا تنتهك، أو تضر حرية الآخرين، والبعض يقول: إنها إحساس داخلي، وفكري بأنك حر من أي قضبان فكرية، أو عقلية، أو جسدية.

عندما كنت مراهقة، كنت أظن أن الحرية هي أن أفعل ما أشاء، ألبس ما أريد، أتحدث بالطريقة التي أريدها، أذهب أينما أريد. وهو بالتأكيد ما لم أكن أستطيع فعله. وكنت، وأعتقد الكثير مثلي يحسد الرجل على ما لديه من حرية تفتقدها المرأة في مجتمعنا.

لكن بعد قراءتي، وبحثي عن مصطلح الحرية، وأين هي بالنسبة لي كامرأة مسلمة عربية.اكتشفت أن معنى الحرية يختلف من شخص لآخر، فالحرية لها عدة مستويات، وأقلها هو حرية الاختيار، واتضح لي أننا جميعًا رجالاً ونساء مسلوبون من أبسط حق، وأقل مستوى من مستويات الحرية، وهي حرية الاختيار. نعم فالرجل في مجتمعنا يستطيع أن يخرج وقتما يشاء، وأينما شاء، لكنها ليست إلا حرية سطحية فقط!

للأسف فنحن جميعًا رجالاً ونساء لا نملك حرية الاختيار، وهي القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية في حياتنا دون تدخل من أحد، فكم من رجل وامرأة لم يكونوا قادرين، أو لم يترك لهم الخيار في اختيار تخصصهم الجامعي، أو مهنتهم، أو اختيار شريك حياتهم....أعتقد أن افتقادنا هذه الحرية قد أثر سلبًا، فلم نعد قادرين على فهم، وتحديد ماذا نريد!

أعتقد أنه شعور جميل للإنسان أن يتخذ قرارًا، وعندما يعود بذاكرته إلى الوراء يقول نعم لقد كانت لديّ حرية الاختيار، واخترت ما أريد ، وأنا سعيد لأنني أصبت في اختياري. وكم هو محزن ألا يستطيع الإنسان اختيار مسار حياته، فإن أصاب في هذا الخيار فلن يشعر بالسعادة، وإن أخطأ فلن يتعلم من هذا الاختيار ببساطة؛ لأنه لم يكن اختياره، ولأنه لم يكن المتحكم، والقائد في هذا القرار، وفي حياته.

مها فيصل – الرياض

 

 مدونات. كوم

تهللت أسارير المثقفين، وغير المثقفين عند ظهور المدونات، وظنوا أن خروجهم من قيود الصحف، وتحكم رؤساء التحرير، وما يفرضونه عليهم، وما يشطبونه من مقالاتهم سيؤدي حتمًا إلى انتشار حرية الفكر، ولكن....أمامي اليوم مئات من المدونات كل كاتب لديه (شوية) فلوس يؤجر مصممًا ليصمم له مدونته بالشكل الذي يضفي على الكاتب الهيبة، والجمال...ولم لا؟ فهذه هي فكرة المدونات في حقيقة الأمر....التمركز حول كاتب ما، وتمجيده من قبل نفسه إن لم يجد صحيفة تقبل بكتاباته (كما هي)!

إلى هنا ولا توجد مشكلة وكل واحد حر في نفسه؛ لكن مشكلة كتاب المدونات ليست في وجود أو عدم وجود عين ثانية تقرأ ما يكتب قبل النشر، بل في أن من يكتب في هذه المدونات ليس دائمًا على مستوى الكتابة، هناك مدونون، ومدوِنات يكتبون لإحساسهم بالملل، وهؤلاء يحصدون جماهيرية عالية لدى كل القراء الذين يشعرون هم أيضًا بالملل... هناك كتاب مدونات يكتبون بلغة غير لغتنا... لغة عربية لكن غريبة... لغة عربية لكن ليس فيها أي همزة لا فوق السطر ولا تحته... لغة تختلط فيها التاء المربوطة بالهاء، بالتاء المفتوحة....

إلا أن المشكلة تزداد تعقيدًا عندما لا يجد الكاتب شيئًا يكتبه سوى الشكوى، والتذمر من أحوال البلاد، والعباد الذين يعتبر الكاتب واحدًا منهم.

فالكاتب من هؤلاء يجلس على مكتبه الفخم في غرفة مكيفة، ومجهزة بأروع الأثاث، يمتد كرشه أمامه، وفنجان قهوة أو شاي على مكتبه مع طبق من التشيز كيك، أو طبق من التمرية بالقشطة صنعته له الشغالة الإندونيسية، أو طبق من سلطة الفواكه بالفراولة والكيوي والكريم شانتيه، وعلى الجانب الآخر من مكتبه الكبير العريض كمبيوتر، أو لاب توب من أغلى الأنواع، وخدمة الإنترنت عنده 24 ساعة، وزوجته وأولاده صرفهم من البيت إلى السوق مع السواق.

وبعد هذا كله تجد حضرة الكاتب طالع نازل، ينتقد في الدولة التي تسبب الفقر، وفي سوء العمالة الموجودة، وتجد أخانا في الله يدافع عن المرأة أكبر دفاع وهو لا يكترث أين تذهب زوجته، وتجده يقترح أساليب تربوية لتربية الأولاد؛ حتى يصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع وهو لا يعلم في أي سنة دراسية أولاده!!

وهناك كاتبات مدونات يكتبن الآه أكثر من كتابتهن حروف الجر، وحروف العطف، والنتيجة: القارئ المغلوب على أمره لا يجد سوى الشتم، والسلبية، ويحس أنه مجرد من الإنسانية، ولا يجد المسكين إلا أن يعلق على الكاتب العظيم: صح لسانك يا أستاذ! والله كلامك من ذهب... بجد نحن مو عايشين!!

إن مدونات الشحنات السلبية لم تخدم الغرض منها؛ لذا أنصح كل كاتب يجد في نفسه شحنة سلبية أن يذهب، ويضرب رأسه في أقرب جدار لعله يستفيق، ويبدأ بنفسه وأسرته بدلا من شحن الناس بثقافة الكره، والتمرد لقد أصبحت مدوناتنا مثل صفحات الحوادث والنكبات في جريدة لا تجد ما تملأ به صفحاتها الصفراء!!  كتابنا وكاتباتنا الأعزاء، رجاء غيروا النغمة قليلاً، اعزفوا ألحانًا جديدة، و نوعوا (النوتات) إذا سمحتم؛ لأن السلبية ليس مقدرًا لها في أي مكان وزمان أن تكون سلاح التغيير والإصلاح!!

مها نور