في تاريخ السينما العلمية، هناك نسختان من فيلم: The champ. النسخة الأولى تم إنجازها سنة 1931 من طرف المخرج كينغ فيدور، وقام فيها بدور البطولة والاس بيري.
أما النسخة الثانية، فكانت الأروع، والأجمل، وقد تم إنجازها سنة 1978 من طرف المخرج المقتدر فرانكو زيفيريلي، وكتب قصة الفيلم ويلي فان هايلين، أما دور البطولة فقد قام به جون فويت (إيلي فلين) الحاصل على جائزة الجولدن كلوب سنة 1980 كأحسن ممثل عن دوره في نفس الفيلم، والممثلة فاي دوناواي في دور «آني»، والطفل الموهبة «ريكي شرودر» في دور الابن.
إيلي فلين ملاكم متقاعد صال وجال على حلبات الملاكمة، حتى أصبح كل المنافسين يخشون ضرباته الصاعدة، وضرباته الخاطفة اليمنى واليسرى إلى أن حقق شهرة كبيرة على الحلبة التي كانت تحج إليها جماهير غفيرة.
يتقاعد إيلي فلين لتتغير حياته كليًّا، وهو الذي ألف الحلبة، وهتافات الجماهير، والشهرة، فيطرأ تغير كبير على حياته الخاصة... حيث يعيش مشاكل مع زوجته مما حدا به إلى إدمان الكحول... وتصل الأمور إلى أسوأ من ذلك، إذ تهجر «آني» بيت الزوجية، ويعيش «إيلي» مع طفله الصغير وحيدين.
ذات يوم تزور «آني» طفلها، وتتطور الأمور إلى نقاش حاد بينها وبين إيلي الذي تصفعه، لكنه لا يرد بالمثل، بل يقف جامدًا.
تمر الأيام، ويحمل «إيلي» طفله لرؤية والدته، ويتركه معها بعض الوقت.
وعندما يرجع لأخذه، وفي يده هدية عبارة عن «دب صغير» يراه عن بعد وقد لبس ثيابًا أنيقة، وجديدة، وحوله الكثير من اللعب.
يتراجع إيلي إلى الوراء، يتخلص من هديته المتواضعة...ويترك الابن برفقة والدته.
يقرر «إيلي» أن يعود إلى حلبات الملاكمة من أجل ابنه؛ حتى يثبت للأخير أن أباه كان بطلاً لا يقهر، ولا يشق له غبار، وليس شخصًا عاديًا.
يحصل «إيلي» على اتفاق مع منظمي المباريات... ويأتي اليوم الموعود، وتحضر زوجته وابنهما، وتنطلق المباراة... لكن شتان بين الأمس واليوم، فبطل الأمس تخونه عضلاته، ولياقته البدنية، والخصم كالثور الهائج قوي الشكيمة، متعطش للدم، البطل يقف شامخًا.. يقاوم... يستنجد بخبرته وتجربته... الجمهور يهتف... البطل ينال منه التعب، وينزف دمًا... ثم يسقط أرضًا... الحكم يعد الثواني... والبطل لا يستفيق من غيبوبته... يحملونه خارج الحلبة.
الطبيب يجس نبضه، ويحرك رأسه... الابن ينطلق كالسهم في اتجاه أبيه... يقترب منه وهو يطلب منهم أن يوقظوه!!
لم يدرك المسكين أنه في عالم وأن أباه في عالم آخر غير هذا العالم... وهو الذي أراد أن يبقى دومًا نجمًا، وبطلاً في عيون ابنه الصغير الذي أحبه حبًا كبيرًا من أعماق فؤاده.