طفلة.. تسكنني
أيتها الطفلة التي تسكنني.. عمَّ تبحثين؟
تنظرين إلى أشلائي نظرة خائبة.. فيمَ تفكرين؟
هل تحطمت لعبتك؟!.. نعم فقد تحطمت آمالي
هل نزلت أدمعك؟!.. نعم فقد تناثرت دمائي
هل اكتشفت أن السماء ليست دائما زرقاء.. والحدائق تصفَرّ بعد أن كانت خضراء؟!.. نعم فقد مات خيالي
أيتها الطفلة التائهة اتركي سجني
ابحثي عن أرض تضمك دوني... فبقاياي رقع شوهت ثوب حياتي.. وأشلائي صخور تكسرت تحت شلال الآلام الدافق..
وأنا يا طفلتي.. يا مدللتي.. بقايا امرأة حلمت بسعادة الحياة.. وفتات حُب.. تجرأ أن يغرد في سمع الزمن..
ورمـــــــــاد نار.. أحرقتني من أول شرارة فيها..
أيتها الطفلة الحائرة.. فتشي عن أبويك..عن دفء أحضانهما.. عن عذوبة ضمة أم.. وعن أمان احتواء أب.. فإن وجدتهما فقولي: في تلك الأرض بقايا وفتات وأشلاء سألت عنكما،
تاقت لحضنكما، بكت شوقا إليكما، واحتاجتكما ولم تجدكما، فماتت بعد أن أشهدتني أنها رغم كل ذلك... تحبكما...
البتول
لعبة الحب
هو: الناس يتغيرون، حتى قلوبهم تتغير.. حتى الحب يتغير.. قلوب الناس تتبدل ميولهم مع مرور السنين، كذلك قلبي تغير كثيرًا مع الوقت.. أعتقد أن هذا الحب الذي تخيلته لا وجود له، أو أنه هو الوجود نفسه!
أنا لا أحب أن تنظري إلى غيري، ولا أحب أيضًا أن تستمعي لغيري، ثم من قال إني أحببتكِ؟ إنه مجرد كلامٍ أقوله، لا تسيئي فهم الأمر.
هي: أنت تقول كلاما لا يُفهم معناه إلا على نحوٍ واحد، لماذا دائمًا من الصعب عدم الوقوع في الحب، ألم تقل إن الناس يتغيرون وقلوبهم تتغير؟ ألم تقل ذلك؟!
هو: سيدتي لا تبحثي في هذا الزمن عن قيس بن الملوح، فقد جن ومات منذ زمن بعيد، لا تبحثي عن جميل بثينة، فبعد موت بثينة جن ورحل! فالحب المتعارف عليه في أيامنا هذه ما هو إلا أحاسيس ومشاعر سرعان ما تذبل ولا يجدر بنا الوثوق بها،
فقط كل ما في الأمر أني أشفق على الذي لم يجرب لعبة الحب، فلا أحب أن أراك تشفقين عليَّ بسبب لعبة؛ لذا أحبيني إن لم تحبيني من قبل، أحبيني إن لم تحبي من قبل... فلا أحب أن أراك تشفقين عليَّ؛ لأني لم أحب من قبل.
فهمي الفاضل – الرياض
ضوء القمر
منذ القدم كانت الطبيعة ملجئي، أحكي للقمر، وأشكو للبحر، وأتفاءل بالشمس، وأضحك مع الهواء. هذه أنا، هناك من الناس من يحبني ويرسمني بريشة ملونة، وهناك من يكرهني ويرسمني بريشة سوداء، ولكنني سأبقى أنا.
رأيت القليل، وسمعت المعقول، وقرأت الكثير، كنت أسير وحيدة دائما في طريق مظلم، في انتظار من يضيء لي آخره لأرى خطاي، وأتى ذلك اليوم.
رأيت من يضيء لي طريق مستقبلي وينتظرني في آخره، شعرت بسعادة غامرة، كان الكون لا يتسع لي ولسعادتي، وفي لحظة من الفرح، اتخذت قرارا غيّر مجرى حياتي، قررت ألا أستسلم للحزن ثانية، وألا أشعر باليأس ما دمت حية.
كان يغمرني هذا الشعور لساعة واثنتين، ويوم واثنين، وأسبوع واثنين، وشهر واثنين إلى أن شعرت بأنني كلما استمررت في الذهاب على ذلك الطريق اكتشف أن ذلك الضوء هو سراب لا أكثر، أصدقه لوهلة من الزمن وأجري إليه، ولكنه لا ينفك يجري هاربا، ضاع مني الأمان. لم أعد أثق بأي أحد.
أصبحت عندما أراه لا أكترث له. نسيت ذلك القرار الذي كنت قد اتخذته في لحظة من السعادة والتهور، أصبح الحزن يسكن عينيّ. واليأس يقطن داخلي.
شعور سيئ. أحسست بأن الكون يضيق بي لحظة بلحظة بعدما كان لا يتسع لفرحتي، أيقنت أن أحدا لا يستحق دموعي، ولكنها تنزل رغما عني، أحببت ما كان من الخيال، عشقت ما كان سرابا، وعشت مع الأوهام، تعلمت كثيرا من تجربتي مع الظلام، تعلمت أن لا أحد سيضيء لي حياتي غيري، تعلمت أن أسير وحدي وأمشي مع سعادتي... تعلمت أن لا أحد سيكون مثلي.. تعلمت أن أحبها رغم عيوبها، وأنا الآن في الطريق الصحيح أسير، ولكن في طريق مضيء بمستقبل واعد وحاضر جميل..وماض مرير...
خواطر صامتة
رائحة الحب
أين أنت بعدما بدأت تغزو عالمي الخاص، برصاصه حب أفقدتني توازني..!!
كيف تمكنت بوقت قليل أن تلعب لعبتك وتغادر؟ بأي سهم أصبتني؟
أكان السهر والشوق يرافقانك في كل مكان... مثلي؟ والحنين يقتلك، والأمل يتخبط مابين وجود وتلاش...مثلي؟ والناس أيضا يتهمونك بالجنون...مثلي؟ أكنت تبكي وتنتحب طوال الليل...مثلي؟ أكنت تتألم ولا تجد من يواسيك...مثلي؟
أكان طيفي يلاحقك كما طيفك الآن لا يغادرني؟
أنا أيضا أشتاق بجنون ولا أملك شيئا، أحبك كما قالها العشاق وأكثر
أحبك كما قتلت هذه الأحرف المجانين الذين سبقونا
أحبك كما تعلق طفل بثياب والدته والتمس الدفء من صدرها
لا جدوى مما نعانيه، كان واضحا من البداية طريقنا، أيمكننا التحايل على قدرنا؟
والسير دونما نظرة خاطفة إلى الخلف أم أن هوانا لا يختلف عن هوى غيرنا
بقصص الحب الحمقاء ذاتها؟ بالطريقة نفسها وبالنهاية ذاتها؟
آه لم يسبق لي أن أعرف الألم بحقيقته، كما عرفته الآن بحبك المستحيل.
لا يمكن أن يموت قلبي مرتين... قبلك دفنت جزءا منه
لا أحتمل أن أدفن جزأه المتبقي.....هذا فوق طاقتي وقدرتي على التحمل، أحبك رغم تحذيرات قلبي الذي يبدو أنه يكرر الغلطة ذاتها.
هيا ياقلبي الصغير لنحضر معاناة تليق بنصفك المتبقي، نصفك الذي يئن نازفاً ولتتبعه معاناة أخرى فلم يعد للسعادة مكان هنا..
إيمان عبدالله - السعودية