الزوجة الثانية

الزوجة الثانية


سيدتي السلام عليكم. مشكلتي هي أنني خطبت لرجل متزوج وعنده أولاد. أنا في الثامنة والعشرين، وهذا الرجل الذي يكبرني كثيرًا تقدم لي من قبل عدة مرات ورفضت؛ لأنني تخوفت من الزواج برجل متزوج. بعد أن تقدم لي وخطبت، لم أوفق ولم أتزوج. الخاطب فيه كل المواصفات التي تحلم بها كل البنات، ومع ذلك أخاف من المتاعب مع زوجته الأولي. ولكني لا أنكر أنني ارتبطت به عاطفيًا. أتمنى منك نصيحة ولك شكري. 

عزيزتي الزواج نصف الدين، والتعدد مباح في الإسلام، ولكن في ظروف محددة. ولكي يكون موقف الزوجة الثانية مستقراً يجب أن تتوفر للزيجة شروط الاستقرار. ولذلك ينبغي أن تعرفي إن كانت زوجته وأم أولاده تعرف بمشروع الزواج وترضى به، وهل سألت خاطبك: لماذا يريد زوجة ثانية؟

واجهي الأمر بحكمة وواقعية؛ وهو أنك يمكن ألا تواجهي مشكلة إذا ما أدركت أن نصيبك في وقته. ويجب أن تعلمي إن كانت لديه الكفاءة المالية لفتح بيت آخر، والأهم هو أن تعرفي أن أولاده الصغار لهم حق عنده، ولو تسبب زواجك به في ضرب استقرار حياتهم فلابد أن ينعكس ذلك كله على حياتك معه.

الاختيار لك بالعقل. والزواج رزق من الله. ولو كان هو نصيبك فلن تغير نصيحتي من الأمر شيئًا. المهم هو أن تختاري وأن تتحملي نتيجة الاختيار.

 

طلاق بمعروف

 سيدتي أنا شاب أردني أعيش مشكلة تسبب لي الكثير من الحيرة والكدر؛ أحببت سيدة متزوجة وأماً لطفلة، واتفقنا على أن تطلق من زوجها ثم نتزوج. أنا أحبها وأحترمها جدًا. وأعلمك أن أهلها موافقون إلا شقيقها الكبير؛ لاعتقاده أن المطلقة لا يحق لها أن تعيش، بينما يقر أبواها أن ما تريده هو قرار شخصي، وأن من حقها أن تعيش كما تتمنى. زوجها كان كثير الشك، وكثيرًا ما اعتدى عليها بالسب والضرب، وأعتقد أن سلوكه كثير الشبه بسلوك أخيها، وكأن كليهما مصاب بأمراض نفسية. موقف الأخ يسبب لي الأزمات، ولكني أتماسك أمام من أحب؛ لكي تشعر بأنني أكفل لها الأمان.  كثيرون ينصحونني بتركها ولكني لا أستطيع؛ لأننا منسجمان نفسيًا وفكريًا، ولنا رؤية في المستقبل. وللعلم هذه السيدة متعلمة تعليمًا عاليًا، ولكن زوجها كان يعاملها كما لو أنها خلقت لكي تنظف بيته  وتربي أطفاله، ولا حق لها حتى في التعبير عن رأي. لقد استشرت أمي، ووافقت على المشروع. موقف أخيها يشعرني بأن الأبواب مغلقة في وجهي. هل أشجعها على طلب الخلع؟ بم تنصحينني. أرجو الرد؛ لأنني أحترم رأيك.

المعذب ح.ر

 عزيزي هناك علامات استفهام كثيرة قبل الإجابة عن تساؤلاتك؛ لأن هناك طفلة، يجب أن تؤخذ في الاعتبار، وهناك علاقة بين السيدة وزوجها، هل الحياة مستمرة بينهما  أم أنها تركت زوجها وتعيش في كنف أسرتها؟ إذا كان الزوج يسيئ معاملتها ويضرب ويشتم فلماذا لم تطلب الطلاق من قبل . هل طلبت الطلاق بعد أن تعرفت بك؟  كم عمرها؟ وكم عمرك؟ من حق الزوجة الكارهة لزوجها أن تطلب الطلاق، إذا كانت في عمر يؤهلها للاختيار فلها أن ترفع أمرها إلى القاضي، ولكن الأفضل أن يكون الطلاق بمعروف.. المهم هو ألا تستبقا الأحداث، إلى أن يتم الطلاق، وتوفي المطلقة عدتها.  لا يجب التفكير في أي احتمالات، وإن رضيت بعد ذلك أن تقترن بك فلا ضير. ولكن الأهم هو أن تنفصل عن زوجها بالمعروف من أجل ابنتها.

 

أفيقي قبل فوات الأوان

 سيدتي أنا بحاجة إلى مساعدتك؛ لأني أحببت أحد أقاربي ولم أستطع نسيانه، علمًا بأن الظروف فرقتنا، حيث إنني سافرت وانقطعت أخباره عني، ثم عدت إلى الوطن والتقينا، فاعترفت له بالحب، وشعرت بأنه فوجئ باعترافي، ولكنه لم يرفض الفكرة، وداوم على التواصل معي، ثم بدأ يشك في تصرفاتي ويستجوبني إن كنت أكلم غيره. فشعرت بالإهانة؛ لأني في حياتي لم أحب غيره ولم أكلم غيره. أهلي ملتزمون ومحافظون ولا أعرف ماذا أفعل، خاصة وأنه لم يكاشفني بالحب، ولم يكلمني في موضوع الزواج، وأخشى أن يعلم أهلي بالعلاقة، ويا خوفي لو عرفوا. سؤالي هو: هل أستمر أم يفضل أن يذهب كل منا في طريقه؟

 

عزيزتي إني لا أفهم كيف فعلت بنفسك ما فعلت. لست من كوكب آخر ، أنت من نفس البلد ونفس الثقافة التي تعتبر مثل هذا السلوك سلوكًا منحرفًا، ومع ذلك تستغربين أنه يشك فيك. حين تعلن فتاة على رجل الحب فإنه في البداية يستغرب، ثم يستعذب ثم يتعود، ثم يحاول أن يحتفظ بالهدية مجانًا وبدون وعود أو التزام. هو لم يقل لك إنه يريدك بالحلال. ضعي نفسك مكانه: في البداية هبطت عليه هدية غير متوقعة من الحب الملتهب، فأرضت غروره، وبذلك تتضح الصورة. لن تحصلي على حبه ووعد بالزواج، ولذا اعلمي أن الطريق إلى ارتباط سوي معه مغلق. احتفظي باحترامه لشخصك وذكائك، واقنعي من الغنيمة بالإياب.

 

 لا داعي للعجلة  

سيدتي أنا فتاة عراقية مقيمة في دولة غربية، أدرس الباكلوريا حاليًا، وسألتحق بالجامعة العام المقبل. قبل فترة تعرفت على شاب من خلال موقع إسلامي على الإنترنت. الشاب عربي، مقيم في نفس الدولة التي أقيم بها، ملتزم ومحترم، وأفهمني أنه من عائلة ملتزمة بالدين... قبل أسبوعين حدثني عن ابن عم له وقال: إنه لم يكمل تعليمه، ويعمل في وظيفة بسيطة، ويبحث عن زوجة، وإنه سوف يدعمني في الدراسة، ولن يحاسبني على علاقاتي السابقة؛ لأن الله أمر بالستر، وقال لي: إن لغة ابن عمه الأجنبية ضعيفة، وطلب مني أن أفاتح أهلي لكي يأتي وأهله لخطبتي. أنا مترددة بسبب الفروق بيننا، ولكن هل لي أن أرفض رجلاً ذا دين وأخلاق طيبة لتلك الأسباب؟ انصحيني؛ لأني حائرة.

 

عزيزتي لماذا تتعجلين الزواج... أنت في المرحلة الثانوية، وأمامك سنوات لإكمال تعليمك. كما أن الزواج مشوار عمر، ولا يجب أن يتخذ القرار قبل أوانه. ثم إن إقامتك في دولة أوروبية يحميك من نوع الضغط الذي يمارس على الفتيات للزواج قبل اكتمال النضج النفسي والاجتماعي في بعض المجتمعات العربية.

ذكرت في رسالتك أنك ارتبطت بعلاقات سابقة، ثم أقلعت والتزمت بالحجاب وهذه نعمة كبرى. ولا يجب أن يدفعك الإحساس بالندم إلى اتخاذ قرار متسرع في مسألة الزواج. وعليّ أن أنبهك أن تعرفك على شاب في موقع إسلامي لا يعني بالضرورة أنه شاب سوي. هذه المواقع مفتوحة للجميع، ويمكن أن يتسلل إليها من يريد الوصول إلى أهداف معينة.

اهتمي بدراستك، وفكري بأن الشاب يزين لك المشروع؛ لكي يقنعك بالتواصل مع ابن عمه. ضعي ثقتك في ربك، وأكملي مشوار توبتك عن التفاهات إلى أن يأتيك النصيب في الوقت المناسب والظروف المناسبة. اعتذري للشاب بأنك غير مستعدة للزواج في الوقت الحالي، وانسحبي من تلك العلاقة تدريجيًا.