عيناي
أبصرت في هذه الدنيا على نوركما
من المهد حتى اللحد محتاجة لكما
ولـو أفنيت عمري كله لأجلكمــا
لن أوفي جــزءاً من حقكمــا
عيناي
أبي وأمي يشهد الله أني أحبكما
أرجو السماح إن قصرت تجاهكما
وان صدر خطــأ مني لأحدكمــا
إغفراه لي
فمن يغفر الزلات بعد الله غيركما؟
عيناي
هذه الدنيا لا تساوي شيئاً بدونكما
فأنتما عيناي وفوق رأسي مكانكما
عيناي
إن سعدت في دنياي ذلك بفضلكما
لرضاكما عني وكذا ....دعاؤكما
عيناي
إن رأيت يوماً من يضمكما
أختـاً لـي أو قريبــاً زاركما
فعينـاي تدمعان وأنا أراكمــا
ليس حقداً مني ولا أحسدكما
بل.....غيرة من قلبي عليكما
يخيّل لي أنني وحدي بقلبكما
وحبي تربع دون سواي عندكما
عيناي
أنتما عظيمان بارك الله فيكما
ولا فـرق بيني وبينكمــا
فاتن عبد الحفيظ كشميري
ذكريات
حبيبتي، ما زلت أذكر تلك الليلة جيدًا؛ حيثُ كان القمر بدرًا ساطعًا وضياء وجهك لامعًا؛ وانعكس ضوؤكما على بعضكما البعض؛ فلم أستطع أن أفرق بينكما؛ بل إن ضوءه خسف عندما هب النسيم من بين شفتيك؛ حينما انفرج ثغرك بالابتسامة.
امتدت يدي لتحتضن يديك؛ وقتها شعرت برعشة تنتابك، عندئذ سألتك: أتخافينني؟ أتذكرين ماذا كان جوابك؟: كيف أخافك وكلانا نفس واحدة، وأنت الروح التي تبث فيها الحياة، بعدها فقط أدركت أن ذلك هو الحياء الذي يزين العذارى، ليلتها تعانقت قلوبنا في لحظة صفاء؛ لحظة وفاء؛ لحظة حب، لكننا شعرنا بالخوف عندما تساءلت: لماذا دائمًا نخاف عندما تغمرنا لحظات السعادة؛ وكأنك كنت تشعرين بما حدث بعد ذلك من الفراق والبعاد، عندما خنت العهد الذي كان بيننا، ورحلت وتركتني وحدي حزينا؛ أذهب كل يوم لنفس المكان منتظرًا قدومك؛ لكنك لم تأتي، وكان طيفك دائمًا رفيقي؛ يمنحني الصبر؛ ويشجعني على النسيان، ولكن كيف أنسى الروح التي سكنت نفسي؟
حاولت أن أنساك، لكن طيفك لم يكن ليتركني أهنأ، فيزورني يوميًا ليعيد لي ذكرى المكان في نفس الزمان، حيثُ كنت دائما قلقة مما لا تدرين، طالما رجوتك أن نعيش لحظات السعادة دون تفكير في المستقبل المؤلم، لكنك كنت دائما تخشين منه؛ وكأنك كنت تعلمين ما يخبئ لنا القدر.
ما زلت أذكر تلك الليلة التي رجوتك ذكرى، لكنك رفضت بلا مبرر ولا سبب؛ وكأنك كنت ترغبين في أن ترحلي وتتركيني بلا أمل، ولكن كيف أعيش الآن من دونك، ترين هل هناك من سيملأ الفراغ الذي تركته؟ إن قلبي مجروح برحيلك؛ مجروح بالحرمان منك، لقد وجد نفسه فجأة بلا رفيق، ولا حبيب فكيف يعيش؟ ولماذا يعيش؟ إن قلبي جريح، ولا يملك إلا «ذكريات العاشق».
علي عفيفي علي غازي
تعلمت
تعلمت من شخص ما أن أصنع من الفكرة موضوعًا، حتى وإن كانت كلماتي غير مرتبة أو منسقة، تعلمت منه أن أصوغ أفكاري بما يحلو لعقلي من ترجمة، وعليّ أن أتقبل انتقادات الآخرين ورفضهم لها، وإن كان تصرفهم خاطئا.. تعلمت أن أشرح موقفي.. وأطرح قضايا عقلي، وإن كانت غير مهمة بالنسبة لهم، فهي بالنسبة لي شيء ثمين، تعلمت منه أن أثقل ميزان قبولي لأفكاري.. لأن ذلك يعكس على الآخرين مدى قبولهم أو رفضهم، تعلمت منه أن أكون أكثر تفتحًا وقبولاً للأفكار الغريبة، والمواقف التي تبدو غير طبيعية لأول وهلة، كم كان شخصًا رائعًا حينما علمني أن أكتب كل ما في خاطري، غير آبهة لردات فعل الآخرين؛ لأنه ليس لأحد الحق في أن يوقف نزف فكري، وإن كان لا يروق له..
فلكل وجهة نظر.. وعلى الكل أن يحترم وجهة نظر الآخر...!!
شكرًا لك من الأعماق يا من علمتني أن أفتخر بذاتي دومًا، لأن ذواتنا تستحق الشكر والتقدير..
يسرا ثابت
سأجدك فكن في انتظاري
سأسافر إلى كل الأماكن سأبحث عنك في أروقة الشوارع، سأمشي في كل مدن العالم سأفتش عن طيفك اللامع، آه يا قمري أين عساك أن تكون؟ أين سأرى ذلك الوجه الباسم مجددًا، اخترت الرحيل وتركتني وحيدة كي لا أعاني وأنت مريض يا نور حياتي.
بقائي معك هو أسعد اختياراتي، مهما ابتعدت سأعثر عليك، سأكون بجانبك، سأثبت على حبي لك، ألم أعاهدك على الإخلاص والبقاء؟ ألا تثق بحبي لك.
لا يهمني ماذا سيقول الناس عني.. لاتهمني نظراتهم إن بدأت أعرض صورتك في الشوارع كي أجد خيطًا يوصلني إليك، حياتي هي بجانبك، سعادتي تكون برؤيتك، بقائي معك هو أحكم قراراتي، سأبحث عنك ولو كلفني الأمر حياتي، ماذا عساي أن أقول؟ صوتك الشادي لا يغادر مسمعي، وابتسامتك الهادئة هي دوائي، سأجدك فكن في انتظاري.
لولوه ناصر
النسيان
لماذا لا أنسى كل شيء، وأمضي في طريقي نحو المستقبل، وأرمي بالذي فات عرض الحائط، وأبدأ من جديد في كتابة قصتي، وبناء حياة ومستقبل واضح الملامح، وأرسم أحلامي التائهة، هي نفس الأحلام، لكن احذف شخصًا واحدًا منها، وهو الذي أحببت وسأظل أحبه وحده، شاء القدر ألا يكون لي ولا أكون له؛ لأني بكل بساطة لا استحقه.. أنام واستيقظ على أمل أم على يأس، أمعقول أن يأتي بعد الألم أمل؟
أأنساه وأتذكره فقط على أنه وهم كان وسيبقى لي قصة غامضة لا أدرك خيوطها وروابطها المعقدة، أشعر أني بطلة، أو بالأحرى ضحية قصة فيلم في بدايته رومانسي وفي نهايته درامي، مؤلفه واسع الخيال، وذكي في سرده للأحداث المتتابعة والمفاجئة، ومبدع في تصوير وإيصال المشاعر التي تكون أغلبها ألما، أكثر من سعادة ولحظات سلام.. لا أعلم ولست متأكدة هل ستكون نهايتها في الوقت الحالي أم أنها ستلاحقني طوال فترة حياتي؟ إلى أن ألقى حتفي بسبب قوة وقع حقيقتها المرة والموجعة على قلبي الغبي.. أجل غبي، لأنه لا يعرف كيف يرفض حبا ومشاعر أهديت له وقبلها بلا تردد، وبدون أن يتوقع الأسوأ لمصير الحب المقتول، لماذا قلبي لا يعير عقلي أي أهمية ولا يأخذ به؟
لماذا قلبي دائما هو المنتصر على عقلي ولكنه مهزوم في الحب والسعادة؟!
ليتني أتمكن من أن أتغير وأصبح إنسانة قاسية القلب، باردة المشاعر لا تهزها أقوى الصدمات، لا لشيء أريد ذلك غير أن استطيع العيش، وأتحمل ما سيأتي من مآسٍ وجروح؛ لأني أحس بأني ضعيفة محطمة أمام كل البشر، وضعيفة أكثر أمام نفسي.
أريد أن أكسر عواطفي وأمزق أحاسيسي، وأرميها في مهب الريح، يأخذها لمكان بعيـــــــــــد عني كي أكمل العيش بدون هذا القلب الذي أشقاني وأشقى نفسه، وتلك المشاعر التي تحتاج من يبقيها دافئة؛ كي لا تتجمد وتذبل ثم تموت، الحب إن لم تكن أعمدة قاعدته الأساسية نابعة من قوة في النهاية سينهار ويهدم قبل أن تكتمل قمته.
هذه أنا بعد أن أعماني الحب ودمر كل ذرة أمل كانت تسكن روحي، ضعت وضاعت مشاعري على المستحيــــــل.
جـريحة الماضي
عند كل مساء
حالما تسدل الستائر..وينشغل كل منَّا بأحلامه، فيخيم السكون.. وتزداد ظلمة الليل سوادًا، أقبع هناك! أنظر لكل من أحب وأتساءل: لماذا نحب رغم أن سفنه بلا مرسى، وأجواءه أعاصير وشتاء، وألمه ألم دهر وفناء؟ لماذا؟ ونحن نرى كثيرين من ضحاياه اختاروا ركنًا مظلمًا من الحياة، وأبوا أن يكملوا الطريق.. لماذا يكون في الحب ألم رغم أنه «الحب»؟.لماذا لا يكون كل الناس سعداء في الحب؟ وإن كانوا غير ذلك في الأمور الأخرى، فعلى الأقل يلقى الشخص منهم القليل من السعادة التي تجعله يبتسم... لماذا أيها الحب؟ لم تزر كل الناس وتتمنى أن يُملأ العالم محبين؟
وعندما تصبح ملكا تتركهم وترحل دون أن تبقي أي أمل يصبرهم على تتمة حياتهم؟!
عند كل مساء.. وأنا أنظر للقمر أسأل نفسي! وللأسف لا أجد لأي منها إجابة...
ولا لأي صور من الصور التي في ذاكرتي أي تغير أو اختلاف...
وتمر أيام ومساءات أخرى، ولا أجد للحب أي تغير ومعنى...
فراولة الحلوة
دنيا ذات وجهين
كانت صفة ذي الوجهين تقتصر على البشر، ولكن في زمننا هذا أصبحت حياتنا ذات وجهين وجه مر ووجه حلو، ليست المشكلة بالوجهين بحد ذاتهما، فالمشكلة بمن يرتديهما، أصبحنا نرى الوجه الحلو لهذه الحياة ولكن دون فائدة، فسرعان ما نستيقظ على طعم المرار الذي تجرعناه منها، تُخيل لنا السعادة ونَرسم لها الآمال لنعيش في الأوهام، وعندما نستيقظ يكون قد فات الأوان، هناك حقيقة واحدة حلوة ومرة، حلوة على من يستطيع إدراك نفسه في الوقت المناسب، ومرة على من طبع على قلبه أن يعيش في الهوان، حقيقتنا هي ألا حلاوة في الحياة بل الحلاوة بعد الحياة، إما جنة وإما نار.
آلاء محمود شيحة
أريد أن أنساك ساعدني
أريد أن أنسى أي ذكرى جمعتني يومًا معك
أريد أن أنام الليل وأرتاح، لا صوتك يأتي ناحيتي ولا ذكرى تعيد يجـ ـ ـ ـ
هلا.. ألو.. ألو.. ألو؟ والصـمت يستمر... أغلقت هاتفي! قلبي تشتد نبضاته أحسست به رغم أنه لم ينَطق بكلمة ولا همسة، ولا أيضا سمعت أنفاسه، لم يكن توهما ولا تكهنا بل أحس به القلب، ربــــــاه ليته يعاود الاتصال، لن انتظره يتحدث... سـ سأبتدئ أنا
انتظرت... وانتظرت ويـا له من انتظار مؤلم ومُّر
عاود الاتصال وابتدأت يداي ترجفان
ولبسني الارتباك
ولم أعد قادرة على نُطق حرف..
استمع لنغمة الرنين واسترجع قصتي معه
وأضع هاتفي جانبًا
ولكن لا أعلم، شيءٌ ما لعلهُ الحنين والشوق
جعلا يدي تجيب على ندائه
أإآ ااا
وإذا به يسمعني (افتقدتك) تليــها (صدقيني عجزت أن أنساك)
حينها بدأت عيناي تدمعان، ولم يمهلني قطع الاتصال، وقُطعت أنفاسي معه..
«غلا الروح»