قطة!

 

قطة!

ذات يوم... سمعت جلبة في السجن.. الحراس يركضون في كل اتجاه... رئيس الحرس يصدر أوامره بصوته الصارم إلى الحرس ويوزع عليهم المهام، في غمرة حالة الاستنفار هذه توجه رئيس الحرس إلى مكتب المفوض.

- سيدي المفوض.. لقد هرب السجين رقم 785

- ما الذي أسمعه، سأعاقب كل من ثبت تهاونه أشد العقاب.. ابحثوا عنه في كل مكان....إذا لم تعودوا به في أسرع وقت سوف نتعرض للتوبيخ جميعا.. هيا أسرعوا إلىَّ به.

- حاضر سيدي

داخل أسوار السجن المحصنة -كما خارجها- لم يعثروا له على أثر، فأصدر المفوض أوامره بتفتيش الزنزانة تفتيشًا دقيقًا، بعد دقائق عاد رئيس الحرس بالنتيجة:

- سيدي المفوض لم نجد سوى قلم، وورقة، وساعة يدوية و.... قطة اعتادت الدخول والخروج من وإلى الزنزانة.

عبث المفوض بشاربه المعقوف ثم سأل:

* هل يزوره أحد هنا؟

لا يا سيدي... لا يكاد يزوره سوى تلك القطة!

أطرق المفوض رأسه... وسرعان ما تفتق هنه عن فكرة جهنمية:

- انشروا الإعلان التالي في الجريدة: إذا لم يعد السجين رقم 785 حالًا إلى زنزانته فسوف تقتل القطة بعد يومين!

عادت الأمور إلى حالتها العادية داخل أسوار السجن، وفي اليوم الموعود حضر المفوض إلى مكتبه مبكرًا على غير عادته، فاستفسر عما إذا كانت هناك مستجدات تخص قضية فرار السجين رقم 785 لكنه أجيب بالنفي! بعد دقائق رن جرس الهاتف ليطلب الطرف الثاني الحديث إلى المفوض بصوت متلعثم:

- سيدي المفوض... أرجوكم لا تقتلوا القطة.. سأعود حالا إلى زنزانتي... هل يعقل أن أكون إنسانًا بلا قلب حتى أسمح لكم بقتل القطة التي كانت مؤنسي في وحدتي طوال سنين؟!

 

زاكي عبد الرحمن ـ المغرب

 

بحر الانتظار..

 

على جانب التلال

نظرت للسماء

وخاطبت الشمس

وسألتها عنك

أين أنت..؟

وكيف أنت..؟

ومتى تأتي..؟

وكيف تأتي..؟

وهل تأتي..؟

فتجيبني بأشعتها قائلة..

انتظري.. اصبري

سيأتي غدًا..

أو بعد غد..

أعود وأسألها..

أغيابه سيطول..؟

أهجرانه سيدوم..؟

تصمت الشمس..

وتزول مع أشعتها خلف الغروب..

وقلبي أنا يظل في بحر الانتظار يذوب..

 

صاحبة الجرح السرمدي – جدة

 

 العراق

 

قالوا في العراق وميضا

قالوا في بغداد نخيلا

نعم ذاك رمز الرسول الحبيبا

في الرافدين إخاء ووئام

روحًا وجسدًا ودمًا اتحادَّا

فرات ودجلة شرايين والأهوار

رملًا وأديمًا وخضارًا الأوصال

لعنة مزقها جسد كان للتاريخ منار

سواد أصاب الروح بعد حرق بالنار

وخاب الوميض

وانكسر النخيل

حرق ذاك الوميض النخيل

بعد أن جاء ماردًا من حديد

أفلا نستحق بعد هذا أن نكون عبيدًا

يا حمائم السلام على العراق عودي

فقد وفىّ الطغاة بكل العهود

ما أسالوا دمًا ولا أذلوا معبودا

فها هو المتحف كما ترون شبود

وقطع من بقايا التاريخ معدود

أين السيف.. أين القوس.. أين هدير الرعود

تركت بسوس أخرى الفرق فيها لا قيم وضعف نفوس

أناشدكم أخوة في العروبة.. لا تدعوا أحدًا تاريخ العراق يدوس.

 

جاك أفرام ـ استوكهلم ـ السويد

 

 

تيمة لا مناص منها

 

«التواصل الدافئ» مبدأ سام، نفتقده في حياتنا اليومية بتفاصيلها الدقيقة، فاستصعبت علينا الوشائج والأواصر، وتناثرت بنا سبل العشرة الملتوية في أرجائنا المسيجة، تدمي صميم دواخلنا، وتلعب على الوتر الحساس في أعماقنا في صيغ غير مرئية... ضفاف تتلاعب شعيراتها الشائكة بوريقاتنا اليانعة...معترك يلفظ زمنه الصعب بطفيلياته، والتربة متعكرة، شموس تحتضر...بيادر غير مدروسة، هيأتها فصول أنامل تنقر برقتها وشفافيتها أبوابًا مشرعة على العطاء الدافق، ينكر ذواته، نبضاته وازنة تتسع لكل الأفئدة...

هكذا أضحى «التجاوب الصادق المشترك» مصطلحا تتجاذبه السلوكات الرعناء، والخلفيات المكلومة بتداعياتها الغائرة نتجاوزها بإخراج شعابها المستعصية من شرنقتها العسيرة...

لنفترضها ولادة قيصرية...لم لا؟ تحفظ الجنين، وتبعث حياة مشرقة في حضن أمومة غير الجسد والرغبة....

 

مليكة الجوهري ـ المغرب

 

الموءودة

 

أمواج حزينة تتقاذفها تعري موقفها ضعف ينتابها، واقع مخجل.. إيقافه صعب هروب من إجابات، وتبريرات أصعب... لا يد تتلقفها حين توجه لها..

صديقتها الغربية «ماري» المحبة للشرق قادمة لزيارتها، اعتادت حمل الهدايا لبنت الجيران «ملك» ثمانية أعوام.. محبة توطدت بين الاثنتين حين صادفت ماري ولادتها.. حملتها رضيعة، وكل سنة كانت تزور الشرق للسياحة، تطلب لقاءها حولت حبها لابنتها المتوفاة إلى ملك ذات الشبه الكبير بابنتها.

أمر تفهمته أم ملك وشقيقاتها الثلاث.

أحرجتها ماري التي لا تتقن العربية، فهمها لسلوك أم ملك، فهي لا تراها إلا في وضعية حمل أو رضاع! هاجس إنجاب صبي ربطته ماري بالدين، فحولت صديقتها انتباهها إلى رموز متخلفة تقاليد بالية ترمي بظلالها على دين بريء سما بالمرأة

تدفقت بعروقها كل البحار حين دق جرس الباب، إنها ماري وصلت حاملة هدايا وقبلات للصغيرة ملك..

ملك رحلت عن عالمنا مرغمة.. ذنبها أنها أنثى وأمها يائسة، دأبها التعرض لمهانة زوج متخلف يهدد بالطلاق والزواج من أخرى تنجب صبيًا.. إحساس مرير مهانة ويأس لم تتحملهما أم ملك أنهتهما منتحرة مع صغيراتها ملك وشقيقاتها..

مستوحاة من حدث حقيقي

 

نورة

 

 

«هابي ويك إند»!

 

إذا كنت ممن يعملون مع أجانب من العالم الآخر، أقصد المتحضّر، أو قمت بزيارة، أيًا كان نوعها إلى الغرب، فستلاحظ مدى أهمية، نهاية الأسبوع بالنسبة لهم، وكيف أنهم ينتظرونها بشوق ولهفة، ويحضرون لها التحضير اللازم، لينعموا بالراحة والاستجمام ويستمتعوا بالرحلات والسهرات بعد أسبوع عمل حافل.

في آخر يوم دوام من الأسبوع حاليًا الخميس، تسلم على زملاء العمل وتسمع من الغربيين «هابي ويك إند»،  ترد التحية بأحسَن منها، وعلى مبدأ من عاشر القوم صار منهم، ومبدأ التقليد الأعمى لكل ما هو غربي، صالحًا كان أم طالحًا، تحضّر نفسك لـ «ويك إند» على كيفك، ترفه به عن نفسك والعائلة الكريمة.

تتفق مع وزارة الداخلية والمالية والاقتصاد والتخطيط، أقصد المدام، لكي ترتب للويك إند. تعود للبيت، وبعد تناول الغداء والذي منّه، تأخذ قيلولة بعد الظهر، لكي تقوم وتستمتع ببداية الويك إند.

تصحو من النوم وتسأل شو الترتيب؟ فتبدأ اللخبطة، ومعها معاناة الويك إند، البنت جاءت صاحبتها عندها، واثنان من الأولاد راحا النادي، والباقي لا يريدون الخروج وبيتسلوا بالبلايستيشن، هذه البدابة فكيف النهاية؟

 

الدكتور نور الدين فرحان سلام ـ أبوظبي

 

 

ردود

 

إلى حسن القحطاني من السعودية: مادتك التي أرسلتها لا تناسب خط سير الصفحة، نتمنى منك متابعتنا، وكتابة ما هو مناسب.

 

إلى ديما فاعور من الأردن: سنأخذ اقتراحك بعين الاعتبار، فلا تبخلي علينا بأفكارك الجميلة.