من أنت؟

من أنت؟

عندما رأيتك لم تكوني أنتِ!!!

تذكرتك سحابة بيضاء!!

كنتِ كنقاء الثلج في أيام الشتاء الباردة جدًا...

كنتِ كالجدار الأبيض..

كنتِ كالقطن الناصع في بياضه

واليوم تبدلت سحبك غيومًا سوداء

وجدارك لوثته أيدي المراهقين، والأطفال

والقطن نهش الدود فيه!!

فمن أنتِ؟؟؟؟

ليست هذه روحك! بل هيكل نخر الزمان فيه..

 

رنين القوس - الرياض

 

أولادنا والصيف

 

قريبًا تدق العطلة الصيفية أبواب العائلات العربية، حاملة معها أيام الفراغ الطويلة المتاحة للأبناء والبنات من طلبة وطالبات المدارس والجامعات، بعض هذه العائلات لديها الدراية، والإمكانيات لإعداد برامج ترفيهية، وتثقيفية، أو تدريبية لأبنائها، والبعض الآخر-وهم الأغلبية- لا ينظرون بعين الرضا لهذه العطلة، ولا ينتظرونها بالترحيب، والحماس لأسباب كثيرة معروفة.

إذن نحن لدينا ملايين من الطلاب، والطالبات العرب في عطلة صيفية طويلة، تقارب الأشهر الثلاثة في كل عام. بعملية حسابية بسيطة نجد أن الطالب الذي ينهي دراسته الجامعية، يقضي اثني عشر عامًا في المدرسة، وأربع سنوات، أو أكثر في الجامعة -بحسب الكلية التي ينتمي إليها- هذا الطالب يمضي في حدود ستة عشر عاما على مقاعد الدراسة، مما يعطيه الحق في أربع سنوات إجازة، أما الطالب الذي لا يتم دراسته الجامعية فله الحق في ثلاث سنوات إجازة.

صحيح أن البعض يستغل العطلة بصورة بناءة، وصحيح أيضًا أن الأغلبية العظمى من أبنائنا يقضونها في قتل الوقت، تراهم يجوبون الشوارع، أو مراكز التسوق، تراهم أيضًا يسابقون الريح في سياراتهم ذهابا وإيابا، كأنهم يلهون بلعبة خطيرة، نرى بناتنا يحدقن في واجهات المحال التجارية؛ علهن يجدن شيئا يشترينه يملأ الفراغ الداخلي الذي قد يشعرن به، أو يخفف من الرتابة، أما أبناؤنا وبناتنا الذين يختارون التمترس في المنزل، فهم إما أمام شاشات التليفزيون، أو شاشات أجهزة الكمبيوتر، يقضون الساعات في الدردشة، واللعب، أو مشاهدة الفيديو.

لم لا يكون شعار هذا الصيف «صيف الهوايات»؟؛ صيف تتضافر فيه جهود العائلة، والحكومة، والمجتمع المدني للأخذ بيد أبنائنا، وبناتنا الطلاب، والطالبات؛ حتى يتعرفوا على هواياتهم، ويبدأوا بتطويرها كوسيلة تعليمية تمكنهم من التدرب على اتخاذ القرار، ووضع الأهداف، وحل المشكلات التي تقابلهم، وهي مهارات غالبا ما تكون غائبة في كثير من المدارس؛ بسبب طرق التعليم التي لا تشجع على الإبداع..

 الاستثمار في ثلاث، أو أربع سنوات من عمر الطالب يمكن أن ينتج عشرات المبدعين، والأبطال في كافة المجالات وما أكثرها، ليت كل عائلة تفرد وقتا

تتواصل فيه مع أبنائها، وبناتها، تناقش معهم مواهبهم، وهواياتهم، وكيفية دعمهم.

 

سلوى محمد

 

الحرب الباردة

 

الحلم الأكبر لكل فتاة هو الزواج بالدرجة الأولى، ثم بعد أن تتزوج يصبح همها الأساسي هو أن تنجب أطفالا؛ إما لتربط بهم عريس الغفلة، أو إذا كانت عاقلة لتنسى صدمتها في عريس الغفلة، وتجد في أطفالها خير العوض، أو إذا كانت قمة في العقل، والإدراك فإنها في الأساس تتزوج فقط لتنجب، وهكذا فإنها تختصر كثيرًا من حفر المآسي التي كان لابد لها أن تتعثر بها لتصل إلى المرحلة التي يصل إليها كل المتزوجين، ألا وهي مرحلة الرتابة، والروتين، أو ما أحب أن أسميه أنا بـ «الحرب الباردة»..

ولكن كم من الزوجات يستطعن الصمود، وتحمل الاستفزاز، والاستنفار الذي تحمله تكتيكات الحرب الباردة، أما الأزواج فهم «شارون» الحرب الباردة، بل إن «شارون» هو تلميذ مبتدئ لديهم، قدرة لست أدري هل هي هبة الطبيعة لهم؟ أم هبة الغرور، والتعالي، والنفخ المستمر من مجتمع ذكوري؟ فهم لديهم القدرة على وضع تكتيكات، وخطط، وإعادة تسليح، وبناء جسور، وهدم جسور، وفرض حظر تجول، وإطلاق نار، وحبس انفرادي، وأساليب متطورة جدا للتعذيب النفسي، والجسدي، يخجل منها القائمون على سجن «غوانتانامو».

أما المرأة -ولعاطفتها الجياشة- فإنها سريعًا ما تعلن الاستسلام، والرضوخ لرجل لا يعرف أساسًا ماذا يريد من الدنيا، ومن حياته الزوجية، ومن زوجته، بل هو لا يعرف لماذا تزوج أصلاً!

وفي النهاية أود أن أعطي نصيحة لكل امرأة تعيش، أو توشك أن تعيش في مناورات الحرب الباردة..

دعيه يناور ويقتحم ويتسلح ويضع خططًا، وتكتيكات، فهو لن يلبث أن يمل، ويكتشف أنه مثل «دون كيشوت» يتقاتل مع طواحين الهواء، ولا تظهري له أي نوع من المقاومة، ولا حتى الاستسلام، بمعنى آخر «طنشيه».

فصدقيني سيدتي كل معركة مع أي رجل هي معركة خاسرة؛ لأنه ببساطة شديدة أنتِ امرأة تعيش في عالم ذكوري شرقي.

عبير سميح البشير - الأردن