حنان الغزواني سيدة أعمال مغربية مقيمة بهولندا، دشنت منذ أربع سنوات مشروعها في تصميم الحقائب النسائية تحت علامة "نوراس" اختارت أن تصدر علامتها نورا من هولندا بنكهة مغربية تستثمر في التراث المغربي، حيث كل التصاميم تستوحى من الزليج المغربي الذي يزين جدران وأرضيات المعمار التقليدي، استطاعت أن تروج للعلامة بين أوساط راقية في المجتمعات العربية والأوروبية المخملية سواء من خلال محلها بأمستردام أو عدد من نقط البيع في المغرب أو عن طريق الانترنت. التقينا بالمصممة وكان بيننا هذا الحديث:
حوار: سميرة مغداد
كيف دشنت مسارك في عالم الحقائب النسائية؟
قد تستغربين إن أخبرتك أن اهتمامي بهذا العالم بدأ منذ الطفولة، منذ أن كنت ألهو بصنع عرائس صغيرة وحقائب من ورق نشكلها من الورق المقوى لعلب السكر، في الابتدائي تلقيت أول هدية من والدي رحمه الله، وكانت من بازار الرباط عبارة عن حقيبة جلدية بزخرفة جميلة أحببتها جداً ومازلت أحتفظ بها. خلال المرحلة الثانوية، كنت أرغب في الالتحاق بمدرسة التصميم، لكن العائلة اعترضت على ذلك، فالانتقال لمدرسة خاصة بعيداً عن التعليم العمومي آنذاك لم يكن أمراً مقبولاً في وسطنا الاجتماعي، خاصة وأنني كنت مدللة وسط أربعة إخوة ذكور. المهم درست في الجامعة وحصلت على ليسانس في التاريخ والجغرافيا، هاجرت إلى هولندا وتزوجت وكونت أسرة، ومع ذلك ظل الحلم راسخاً رغم اشتغالي في أعمال أخرى، خاصة في مجال التجارة والتسويق إلى جانب زوجي، انبثقت الفكرة بشكل عملي منذ حوالي تسع سنوات بدعم من زوجي، واستطعت أن أنطلق عملياً منذ أربع سنوات من التخطيط والجهد والتعلم.
قد يهمك أيضاً: أسرار اختيار أكسسوارات شتاء 2024 المناسبة لشكل الوجه والجسم
ماذا يعني اسم العلامة لك ؟
هو مستوحى من اسم ابنتي البكر نورا ويلائم روح المشروع الذي يسلط الضوء على تراث مغربي هو الزليج.
لِم اخترت الحقائب أساساً؟
لأنني أحبها وأعتبرها عنوان أناقة المرأة، كما لا يمكننا تصور امرأة بدون حقيبة تجمع فيها أغراضها الخاصة وربما حتى أسرارها.
إحياء للتراث والذاكرة
ولماذا الزليج بالذات وليس شيئاً آخر؟
سأعود بك مرة أخرى إلى الطفولة، أتذكر أن أول رحلة لي مدرسية في الطفولة كانت إلى معلمة صومعة حسان وضريح محمد الخامس وهو فضاء يزخر بالتراث المعماري الساحر ترسخت في ذهني جمالية المعمار وتضاريس الزخرفة بالزليج الأزرق والأخضر، كنت لأول مرة أعانق هذا التراث الذي يشعرك بالحميمية والانتماء، كما زاد تعلقي وحنيني لكل ما هو تقليدي بعد الهجرة إلى هولندا، كنت أعشق الدور التقليدية وأحب زيارتها، خاصة مدينة فاس كما كنت باستمرار أتوقف عند ورش صناعة الزليج في الطريق بين مدينتي القنيطرة والرباط، وحينما فكرت في خلق مشروع خاص بي استحضرت ذاكرتي وعشقي لهذه الصناعة التقليدية الرائعة.
هاجس الإبداع من التراث
ما هي الإكراهات التي صادفتك كمصممة مبتدئة؟
هي مثل كل الإكراهات التي تصادف مقاولاً أو مقاولة في بداياتها، خاصة وأن المنافسة شرسة وهيمنة الماركات العالمية على الأسواق أمر واقع، هناك تبعية ثقافية نعيشها في العالم العربي، حيث يبهرنا كل ما هو أجنبي وغربي أكثر، بالإضافة إلى غياب ميزانية للإعلانات كمقاولة صغرى، نعمل بإمكانيات بسيطة، في نفس الوقت فكرنا في خلق شبكة للمبدعين، نجتمع عندي في الشو روم وهي شبكة إلكترونية لتداول تجارب مقاولين عرب وتبادل الخبرات وكذلك لتشبيك العمل، نقترح مثلاً دمج التصاميم فيما بينها مثل تعاون بين تصميم مغربي وآخر سعودي وإخراجه إلى السوق بنفحة عربية أصيلة، مع الحرص أن يستجيب لمتطلبات العصر. لهذا نرحب بكل من يود الانضمام إلينا لمزيد من الإبداع والتعاون لمنح تراثنا المغربي والعربي والإسلامي بعده العالمي والإنساني.
ما الطريق الذي تسلكه حقائبك لتصبح جاهزة ؟
يأتي ذلك بالاستشارة مع بعض السيدات الخبيرات في المجال، والإنصات إلى طلبات الزبون، الأفكار تتحول إلى تصميم ورقي ثم تتحول إلى المعمل لصنع الحقيبة النموذج لتدارسها وتصحيحها تقنياً وفنياً، وقد تلغى نهائياً لنأخذ نموذجاً أفضل. هذه العملية تكلفنا كثيراً، لأن النسخة تكون انفرادية لك. مما يعني تكلفة كبيرة، بعد الاتفاق النهائي والمصادقة على النموذج، يتم الإنتاج الذي قد يستغرق ستة إلى ثمانية أشهر لتكون الحقائب جاهزة. هناك شركات تتعامل معنا كمقاولة صغرى لأجل التشجيع والدعم، وتطلب منا مواصفات معينة بألوان خاصة أو بعض التصاميم الأخرى التي نشتغل عليها ونلبي الطلب.
ومن يلهم تصاميمك عدا الزليج؟
كل تصاميمي تستلهم من ثقافتي المغربية والعربية، أنا عاشقة للتراث بكل ألوانه وتفاصيله، وأعتز بانتمائي لهذه الثقافة العريقة والتاريخ الطويل الذي تختزنه وما علينا سوى إعادة اكتشافه والاعتناء به والافتخار بأصالته.
الحقيبة حاملة أسرار
ماذا تعني لك الحقيبة؟
الحقيبة صديقة المرأة، والمرأة صديقة الحقيبة، تحمل فيها أغراضها الخاصة وأسرارها. ومن خلالها يمكن أن نتعرف على شخصية المرأة، وهي تضيف بكل تأكيد رونقاً وجمالية للمرأة.
وإلى ماذا تصبو حنان من خلال عملها ؟
أصبو لإبراز الجمال واستثمار التراث والدفاع عن الثقافة المغربية والعربية وترويجها في العالم، وأنا هنا أشجع كل امرأة لها حلم لكي تتشبث به وتثق به وتتوكل على الله لتخرج مشروعها إلى حيز الوجود، أصبو أن أحفز النساء لتحقيق أهدافهن فالطريق صعب ولكنه ليس مستحيلاً.
أجمل حقائبك ؟
سأكون أنانية وأجيبك بأن كل حقائبي جميلة ولكل منها قصة تسكنني.
أتمنى أن تحمل حقائبي كل من النجمتين أوبرا وينفري وأحلام لأنهما يجسدان المرأة القوية والمستقلة. (حنان الغزواني)
من من المشاهير تتمنين أن يحملن حقائبك؟
أوبرا وينفري أعتبرها عصامية وامرأة التحديات ومحبوبة جداً، استطاعت أن تبرز قدراتها في ظل ظروف قاسية وفي وقت صعب في الولايات المتحدة الأمريكية، فهي بنظري امرأة ملهمة حقاً.
ومن تودّين من المشاهير العرب؟
أحلام لأنها امرأة مثيرة للجدل وتعتني بالماركات، وسيكون لي الشرف إن هي اعتنت بمقاولة عربية صغيرة وحملت حقيبة من علامتي.
وماذا تجسد حقيبتك بالنسبة لك؟
تحمل كل شيء، عروبتي وأحلام الطفولة وتاريخ بلدي وتراثاً قديماً مازال صامداً في وجه العولمة. كما تحمل عطر الحياة.
قد يهمك أيضاً: أكسسوارات باللون الأحمر موضة 2024 عززي بها أناقتك في يوم الحب