هل تدين النجمة بشهرتها الى المخرج أم هناك دور أزياء وراء الشهرة؟

تجسّد نجمات عالم السينما الفخامة اللامتناهية، وإطلالاتهن البهيّة لم تأتِ من فراغ، بل حملت بصمات صنّاع الأفلام ذوي الخبرة الأسطورية. فهل تدين الممثلة الأيقونية بشهرتها للمخرج الذي آمن بها وأظهر طاقاتها، أم للتفاصيل التي عمل عليها لخلق شخصيتها. تساؤلات كثيرة في حياة النجمات اللواتي حققن شهرة، واستفهامات كثيرة تتعلق بطبيعة العمل والشركة المنتجة، ولكن الكيمياء البشرية تلعب دوراً كبيراً.

من هم رواد Storytelling وما علاقتهم بالموضة ؟

تساؤلات كثيرة طرحت عن المعايير التي يستند إليها المخرج لاختيار شخصيات أفلامه، فهل يدخل ضمنها ذوقه الشخصي، أم مقتضى العمل، أم أن هناك ظروفاً تساهم في إسناد أدوار لنجمة معيّنة فنرى اسمها يتكرّر في أكثر من عمل له؟ الشهرة، الحب، الكاريزما وغريزة التحكم، كلها عوامل تتدخّل بقرارات مصيرية في عالم السينما، يكون عادة للمخرج دور بارز فيها والمخرج البارع هو راو بارع لحبكة القصة ولذا يمكن تسميته بسيد الـ "ستوري تلينغ" Story Telling.

وينسب إلى المخرج صاحب البصمة الفنية لقب Auteur، أي المؤلف، لأنه قادر ببراعته على إظهار تطور الشخصيات وتوظيفها، لتواكب حبكة السيناريو والعقدة الأساسية التي ستؤدي إلى الخاتمة. ويأتي في طليعة الـ Storytellers كل من الفريد هتشكوك، وويز أندرسون، ومارتن سكورسيزي، وغيرهم من الذين كانوا يتدخلون في أدق التفاصيل المتعلقة بالفيلم، إضافة إلى الشركة المنتجة وكاتب السيناريو، ولكن بدرجات متفاوتة حسب شخصية المخرج ومدى حماسته للنجمة المرشحة، التي تنقلب في بعض الأحيان لتصبح شريكة حياة، كما حصل مع المخرج العالمي مارتن سكورسيزي، أو مع سام منديز، الذي تزوج من كيت وينسليت. إليك سيدتي نبذة عن أبرز المخرجين الذين تركوا بصمة على نجمات أفلامهن.

يمكنك متابعة المزيد من أناقة النجمات في حقبة التسعينيات التي تستمر في إلهام المصممين، واكتشفي كيف طبعت التسعينيّات عالم الموضة؟

Alfred Hitchcock يختار بطلاته من الشقراوات

عرف بأفلامه التشويقية الغامضة التي تعتمد على اللقطات القريبة Close Upshots وعلى الحبكة الغامضة والنهاية المبهمة أحياناً، والبطلة ينتقيها دوماً من الشقراوات، اللواتي يوحين بالنسبة له بالبراءة والصدق، الذي يبحث عنه دوماً في شخصية البطلة الضحية، اعتمد في الكثير من أدواره على كل من غريس كيلي Grace Kelly وكيم نوفاك Kim Novak. مثلت غريس كيلي ثلاثة أفلام معه، هي: Dial M for Murder، وRear Window، وTo Catch a Thief إلى جانب النجم كاري غرانت، وهو الفيلم الذي تعرفت خلاله على زوجها الأمير رنييه دو موناكو. لقد جسدت غريس من خلال أفلامه الثلاثة الرقي والبراءة اللذين كان يرسمهما لبطلاته. ويقال إنه عندما أراد تصوير فيلم Marnie الذي مثلته النجمة تيبي هيدرين Tippi Hedren، إلى جانب شون كونري، اتصل هيتشكوك بالأميرة غريس كيلي، ولكنها رفضت بحجة زواجها.

 

أورسون ويلز وريتا هيوارث والقوة الناعمة

تزوجت النجمة الشقراء ريتا هيوارث Rita Hayworth من المخرج الثري أورسون ويلز Orson Welles في العام 1943 لمدة خمس سنوات، ومثلت معه فيلم The Lady From Shanghai في العام 1947، وكانت شخصيتها تشبه الفتاة الناعمة الانقيادية تاركة له مجال التحكم بقراراتها المهنية. ولكنها تدين بشهرتها وبفيلمها الأيقوني Gilda للمخرج تشارلز فايدور Charles Vidor الذي أسند اليها البطولة وحوّلها من راقصة إلى نجمة سينمائية، فالناس أغرموا بشخصية غيلدا، وكانوا يطلقون عليها هذا الاسم وارتبط اسمها بالقفازات الحريرية التي كانت ترتديها في الفيلم، هي طلة اعتمدتها الكثير من النجمات آنذاك، ومنهنّ الممثلة الراقصة جينجر رودجرز Ginger Rogers.

 

المخرج هوارد هوكس ولورين بكال: رؤيا فنية مشتركة

بعد ظهورها على غلاف مجلة Harpers Bazar في عام 1943، وقع المخرج هاورد هوكس مع Betty Joan Perske، عقداً مدته سبع سنوات براتب أسبوعي قدره 100 دولار وبدأ شخصياً في إدارة حياتها المهنية. قام بتغيير اسمها الأول إلى لورين، واختارت هي باكال، كلقب شاشة لها. كما أخذت زوجة هوكس الممثلة لورن باكال Lauren Bacall تحت جناحها، فدرّبتها على اللبس بأناقة ووجهتها في مسائل اللباقة والأخلاق والذوق. وبناء على اقتراح هوكس، تم تدريب باكال من قبل مدرب صوت للتحدث بصوت أقل وأعمق بدلاً من صوتها الأنفي عالي النبرة، والذي سحر الجميع في أفلامها، ومنها To Have and Have not، وThe Big Sleep، والفيلمان من بطولتها وزوجها Humphrey Bogart. مع الوقت بات لباكال صورة المرأة الشقراء الأنيقة، والتي تؤثر ارتداء الأزياء الرجالية، كما اشتهرت بارتداء تصاميم أيقونية من إيف سان لوران وبيار كاردان، ولاحقاً جان-بول غوتييه.

 

 

Julia Roberts جسّدت الشباب الأميركي برؤية واقعية

تمتلك النجمة جوليا روبرتس Julia Roberts الأعلى أجراً شركة إنتاج سميت تيمناً باسم عائلة زوجها Red Om، وتعمل فيها مع شقيقتيها ليزا روبرتس جيلان ومايزا يريس جيل، وتولت إنتاج العديد من الأفلام مثل Eat Pray Love، وHomecoming، إضافة إلى فيلم American Girl الذي يروي حكاية الدمى الأميركية. وحلت النجمة سفيرة للعديد من الدور مثل جيانفرانكو فيري Gianfranco Ferre، ولانكوم Lancôme، وأيضاً شوبارد Chopard التي أعلنتها في العام 2023 سفيرة عالمية للدار. ومن الطبيعي أن تتأثر نجمة Pretty Woman المعروفة بأسلوبها البسيط في اللباس باتجاهات الموضة، عبر احتكاكها الدائم بالدور العالمية، حتى في أعمالها، سواء أمام الكاميرا أو وراءها. لقد أنتجت جوليا روبرتس أربعة أفلام من سلسلة American Girl في محاولة لمقاربة دور الفتاة الأميركية التي تتعامل مع مرحلة المراهقة وأزمة الوجود والضغط النفسي للمراهقين، لتقديم رسالة إيجابية عن الحياة. وتمت الأفلام بالتعاون مع شركة ماتيل Mattel للدمى، وكان الهدف التركيز على واقعية الحياة والإيجابية في التصرف، لذا نرى في أفلامها طغيان أسلوب التسعينيات في اللباس، حيث يترجم اللباس واقعية الحياة، ويتم التركيز على الطابع البوهو العصري والدنيم بأشكاله مع الليغنغ واللباس المريح البعيد عن التكلف، حتى رغم اعتماد الأزياء المنعشة والفرحة أحياناً.

فيلم Maleficient
الإنتاج يتحول إلى علامة تجارية

حققت النجمة الحسناء أنجلينا جولي Angelina Jolie أول نجاح لها في عالم الإنتاج عبر فيلم Maleficient، وتم التعاقد مع المصممة آنا شيبارد لتجهيز النجمة التي تؤدي دور البطولة. كما تعاقدت أنجلينا جولي مع فريق من المصممين الجدد لتحضير ثماني إطلالات لها مع الإكسسوارات اللازمة. ومع مرور الوقت، أعلنت النجمة توقفها عن التمثيل بسبب تغير رؤيتها للحياة ولصناعة السينما، لتنتقل بمساعدة أولادها بعد الطلاق إلى مرحلة جديدة، وهي تصميم الأزياء المستدامة. ولم تتوقف النجمة عن إنتاج الأعمال الهادفة التي تؤمن بها، فأنتجت مسرحية غنائية عرضت في برودواي The Outsiders.

المخرج وودي ألن وجد نجمته الأيقونية في ميا فارو

ميار فارو Mia Farrow هي ابنة المخرج جون فارو، أدت أدواراً صغيرة في أفلام في بداية مسيرتها، إلى أن التقت بالمخرج وودي ألن، الذي أغرم بها، فهي تجسد مثال النجمة التي يفتش عنها في أفلامه بعفويتها وجمالها الهادئ البعيد عن التكلّف، فكتب لها سيناريوهات كثيرة، ومثلت أمامه 13 فيلماً، ونقلها إلى عالم الأضواء والشهرة. وعن التمثيل إلى جانب ألن تقول: «كنت أريد رجلاً وأريد مهنة عظيمة وحياة جميلة، فأنا لا أريد أن أعيش مجهولة!». وودي ألن، يقوم بدفع بالنجمات اللواتي يؤمن بهن ويختارهن بشعر أشقر ومكياج مينيمالي، سواء أكن صديقات مقربات، أم مجرد زميلات مهنة.

المخرج ويس أندرسون وغوينيث بالترو

اشتهر المخرج ويس أندرسون باعتماد الخلفية الأنيقة في كل أعماله بما فيها مروحة الألوان القوية والشخصيات المميزة التي يضيء عليها في أفلامه. ولقد تعاونت النجمة سكارليت جوهانسن Scarlett Johansson معه في أكثر من فيلم، كان آخرها Asteroid City. وهو مريح في التعامل كما صرّحت النجمة، لأنه يشرف على أدق التفاصيل، ويترك لها المجال لترتاح كي لا تصاب بالإرهاق نتيجة العمل المتواصل وحبه للتنقل بهدف التصوير في دول أجنبية. كما تعامل أندرسون مع غوينيث بالترو Gwyneth Paltrow في فيلم The Royal Tenenbaums حيث تظهر فيه البطلة بأسلوب بوهو في فستان مقلّم من لاكوست Lacoste، وارتدت فوقه معطفاً من الفرو.

تعمقي أكثر في هذا الموضوع عبر قراءة مجلة سيدتي وانقري الرابط أدناه أناقة سرمدية