عُرف المصمم نمر سعادة، على مدى أكثر من عقد، في مجال تصميم البدلات الرجالية، خاصة تلك التي ترافق المناسبات المهمة؛ كالأعراس وحفلات السجادة الحمراء، ولكنه بدأ يتوسع مؤخراً ليصمم ليس فقط الملابس النسائية، بل البدلات النسائية المطابقة بخطوطها المُحكمة للقصات الرجالية، انطلاقاً من إيمانه بأن البدلة النسائية لا توحي بالثقة فقط لمن يراها، بل تمنح الثقة لمن ترتديها. قابلنا المصمم لمناسبة يوم المرأة العالمي، وسألناه عن جديده بالنسبة للتصاميم ومصادر إيحائه.
كيف ترى موضة البدلات بالنسبة للرجال والنساء؟
الاتجاهات المثيرة في الملابس الرجالية والنسائية لموسم خريف وشتاء 2024، تتمحور حول تجاوز الحدود واحتضان مزيج من الكلاسيكية مع خطوط معاصرة.
وما أبرز الاتجاهات فيها؟ هل تشكّل منعطفاً في تاريخ الموضة أم استكمالاً للعام الماضي؟
يقوم الاتجاه الرئيسي لموسم خريف وشتاء 2024 على دمج الأقمشة الفاخرة بخامات مختلفة، مما يضيف عمقاً وثراءً إلى الملابس. وتركز مجموعات خريف وشتاء 2024 على مزيج من الملابس الواسعة والهندسية. فالملابس الخارجية كبيرة الحجم، مثل المعاطف الطويلة والسترات الفضفاضة، منسقة ضمن طبقات متعددة في قطع منفصلة، مما يخلق تبايناً ديناميكياً للوك بشكل عام. كما عادت السراويل ذات الأرجل الواسعة والسترات ذات الشكل المربع Boxed Suits؛ لتقدم اللوك النسائي بطابع رجالي يلغي الفوارق بين الجنسين، إشارة إلى أناقة الماضي الخالدة مع الحفاظ على لمسة عصرية.
ما أبرز مصادر الإيحاء التي استوحيت منها مجموعتك الجديدة؟
تعتبر فترة العصور الوسطى وعصر النهضة مصدر إلهام لأحدث مجموعات الأزياء الخاصة بي. وبالاستناد إلى نسيج التاريخ الغني بالتفاصيل، سعيت إلى الإضاءة على الأناقة الباذخة والرومانسية، والاستيحاء من عظمة هذه العصور بهندستها ومبانيها، ولكن بقالب عصري. وركزتُ في القطع على تطريز الملابس بالزخرفات الذهبية والسوداء، التي تذكرنا بملكات وملوك العصور الوسطى وعصر النهضة. تم استعمال الأقمشة الفاخرة؛ مثل المخمل والحرير، بألوان الجواهر العميقة؛ مثل الزمردي والأحمر الياقوتي. من خلال مزج العناصر الحديثة مع أصالة الماضي الخالدة، وستنقل هذه المجموعة المرأة والرجل إلى العصر الماضي؛ لتحتفل بالجاذبية الدائمة لجماليات العصور الوسطى وعصر النهضة.
أما تصاميم السيدات، فتكرّس مفهومي القوة والرومانسية في الوقت نفسه، وهي تصاميم مستلهمة من أناقة الأميرات، المشغولة بقصات انسيابية، وتعكس الفرح والتألق. اعتمدت على أقمشة فاخرة ومفعمة بالأنوثة، وتم تطريزها بحرفية عالية وزخارف مستلهمة من حدائق القصور الملكية التي تظهر في فساتين الكوكتيل، وتصاميم الإطلالات الرسمية والمناسبات المسائية التي تراعي الإتيكيت، فهي تصاميم تمتد من أناقة الماضي بروح عصرية.
ركزت على المخمل والساتان والتطريز، فهل تعتبر أن الرجل بدأ يميل إلى البدلات المطرزة ويولي عناية أكثر بالزخرفات أكثر من قبل؟
هناك تحول رائع في ذوق الرجال عندما يتعلق الأمر بالمواد والزخارف على مرّ السنين، فلاحظت زيادة في اهتمام الرجال بالبدلات المطرزة وزيادة التقدير للزخارف. يشير هذا الاتجاه إلى الابتعاد عن الفكرة التقليدية المتمثلة في أن أزياء الرجال هي التي تركز فقط على البساطة. ينتهز الرجال اليوم الفرصة للتعبير عن تفردهم وذوقهم في الملابس؛ من خلال استخدام الأقمشة الفاخرة؛ مثل المخمل والساتان، بالإضافة إلى التطريز المتقن. يُظهر هذا الاتجاه الرغبة في التميز. إنه أمر ملهم حقاً أن نشهد الرجال وهم يتبنون البراعة الفنية والحرفية التي تدخل في صناعة البدلات المطرزة بشكل جميل، وأعتقد أن هذا الاتجاه سيستمر في النمو في شعبيته، حيث يصبح الرجال أكثر ميلاً إلى المغامرة والتعبير عن خياراتهم في الأزياء. لكن كل هذا لا يلغي أي شيء على الإطلاق من جمالية وأساسيات الملابس والأقمشة الرجالية الكلاسيكية، بل مزجهما معاً يخلق تناسقاً وتوازناً جميلاً يواكب رجل العصر. وفي المقابل تتبنى المرأة أكثر الإطلالات الرجالية بقصات أوفرسايز أو بدلات مستقيمة مع سراويل واسعة متخلية عن السراويل الضيقة الأنثوية، لتتقارب أكثر فأكثر من الرجل بلباسها.
قد يهمك متابعة أجمل موديلات بدلات نسائية باللون الأحمر.. نسقيها لإطلالة أنثوية ساحرة
لقد توسعت ماركتك منذ فترة لتشمل التصاميم الرجالية والنسائية، فما الجديد الذي ترغب بإضافته إلى عالم الموضة النسائية؟
باعتباري مصمماً للرجال، قمت مؤخراً بتوسيع علامتي التجارية؛ لتشمل التصميمات النسائية، وأشعر بسعادة غامرة لتقديم منظور جديد لعالم الأزياء النسائية، خاصة البدلات، ومن خلال التركيز على الخياطة والفهم العميق لفن البدلة، وأهدف إلى تقديم مستوى جديد من التطور والتمكين لخزائن الملابس النسائية، فالبدلة توحي بالثقة بالنفس لمن ترتديها، وهي تمنح الثقة من خلال المظهر العملي الرسمي الذي تضفيه. وأعتقد أن ما يميز البدلات النسائية التي ابتكرتها في عالم الموضة النسائية؛ هو مزج العناصر الذكورية والأنثوية. من خلال دمج العناصر المرتبطة تقليدياً بالملابس الرجالية، مثل الخياطة الدقيقة والخطوط الواضحة والقصات الهندسية، لا يلغي الأنوثة، ولكنه يرفعها إلى مصاف أخرى من الرقي.
في تصاميمك نلاحظ مدى تركيزك على القصات المتقنة والبدلات، فما الذي تمثّله البدلة بالنسبة لك؟
إن التركيز على القصات والبدلات المثالية له أهمية كبيرة بالنسبة لي. تمثل البدلة الأناقة والرقي والقوة وتتجاوز الاتجاهات الآنية، ويقف كرمز للثقة والرقي. إن الخياطة الدقيقة والملائمة للبدلة ليست فقط لافتة للنظر، ولكنها أيضاً بمثابة انعكاس لاهتمام مرتديها بالتفاصيل والثقة بالنفس. البدلة الجيدة الصنع لديها القدرة على تحويل الفرد، وغرس الشعور بالتمكين، وتعطي إحساساً بالقيادة. إنها متعددة الاستخدامات، يمكن ارتداؤها في مناسبات مختلفة، بدءاً بالمناسبات الرسمية وحتى المهنية، مما يجعلها ضرورية في أي خزانة ملابس. بالنسبة لي، تمثل البدلة مزيجاً متناغماً من الحرفية والأسلوب الراقي، وهي تجسيد لهوية الشخص الذي يرتديها.
تأثرت في تصاميمي باثنين هما المبدع جورجيو أرماني صاحب اللمسة الأيقونية على البدلات، والمصمم توم فورد الذي اتسمت قصاته بالجرأة الراقية، وعلماني تطوير أسلوبي في التصميم والقصات لمحاكاة الجيل الجديد"
تابعي المزيد عن تصاميم جورجيو أرماني واكتشفي ورود أرماني تختتم أسبوع ميلانو للموضة لخريف وشتاء 2024- 2025
من المصمّم الذي تأثرت به منذ البداية؟ وما الذي تغيّر في أسلوبك مع مرور الوقت؟
منذ بداية رحلتي كمصمم أزياء، كان للمصمم جورجيو أرماني Giorgio Armani تأثير على عملي. لقد ألهمتني دائماً براعته واهتمامه بالتفاصيل وقدرته على ابتكار قطع خالدة. لقد أعجبت بقدرته على المزج بسلاسة بين الرقي والبساطة، وخلق الملابس التي تعكس الأناقة والثقة.
ومع استمراري في التطور في مسيرتي المهنية، كان هناك مصمم آخر أثر على أسلوبي؛ وهو توم فورد Tom Ford. لقد دفعني أسلوبه الجريء في الموضة إلى الخروج من منطقة الراحة الخاصة بي، وتجربة أفكار جديدة، حيث جازفت بتصميمات جريئة وبراقة كانت استفزازية للبعض، ولكنها مصقولة في نفس الوقت.
أنت من القلائل الذين لم يربطوا اسم الماركة بنجم معين؟ فهل الأمر مقصود؟
أعتقد أن التركيز يجب أن ينصبّ دائماً على الإبداع والمهارة الفنية للتصميم نفسه، بدلاً من التركيز على المشاهير الذين يرتدونه. أختار عمداً عدم ربط اسم علامتي التجارية بنجوم أو فنانين محددين؛ لأنني أريد أن تتحدث تصميماتي عن نفسها.
في ثقافة اليوم، يبدو أن فخامة الماضي تهيمن على حاضر أكثر بريقاً، لذا أريد تكريس الاتصال بالزمن، وأجسّده عبر ابتكار عالم من السحر والحرفية والأناقة.
لِمَ لا تتابعون معنا ربطات العنق الرجالية تتألق على النجمات العربيات.. فمن هن وكيف كانت الإطلالات؟