في القرن الماضي كان تصميم الملابس وارتداؤها تعبيراً عن هوية ذاتية وعن رغبة في الاختلاف والتميز ضمن مجموعة، ولكن الوضع اختلف في الألفية الجديدة فالموضة باتت مرتبطة بالمسؤولية الاجتماعية، والالتزام بمعايير الاستدامة انسجاماً مع متطلبات الوعي الجماعي للأفراد، لذا كان من الضروري الغوص في تعاقب أجيال المصممين على بيوت الأزياء لمعرفة حجم التأثير على مصادر الإلهام، ومن هم الأكثر تأثراً بالآخر جيل الشباب ام الجيل الأكثر تقدماً في السن والخبرة؟ مواضيع شائكة ولكن شيقة نغوص في تفاصيلها لمعرفة ما إذا أمكننا الحديث عن انصهار للأجيال أم تصادم في الرؤيا.
مؤخراً، هز خبر اعتزال المصمم درايز فان نوتن التصميم بعد 38 عاماً من العمل المستمر أوساط الموضة مفسحاً المجال كما قال للمصممين الشباب "ليحملوا دماً جديدة الى الدار" التي أسسها على أمل أن يكون له صوت مسموع في الموضة فأبدع، ولكن الوقت حان برأيه للانكفاء، ففتح المصمم المجال للتكهنات بهوية المصمم الوريث الذي سيحدد مستقبل الدار التي باتت مملوكة من مجموعة PUIG. وترك خبره في نفوس عشاق الموضة اثراً كبيراً يتعلق بمدى قدرة الدور العريقة على مواكبة التطور والحفاظ على هوية الدار مع الدم الجديد الذي يضخ في الماركات العريقة. فان نوتن لم يكن السباق في هذه الخطوة إذ سبقه المصمم فالنتينو غارافاني الذي تنحى عن مهامه تاركاً الساحة لبيار باولو بيتشولي الذي حافظ الى حد ما على إرث الدار، ويبقى السؤال الأهم: كيف سيؤمن المصممون الكبار على مستقبل الدور التي أسسوها مع مصممين جدد؟ وهل ستكون النقلة ناعمة أم ستحدث شرخاً كبيراً؟
من يتابع أخبار الموضة والدور العريقة يدرك أن هناك منافسة خفية ما بين الدور العريقة مثل شانيل وديور ولويس فويتون ودوراً جديدة فرضت نفسها بفضل إقبال الجيل الجديد عليها ومنها أوف وايت ورونالد فان دير كامب وإيريس فان هربن وغيرها ولذا حاولت بعض الدور إدخال دم جديد اليها فانتقلت ديور من راف سيمونز والقصات الرجالية الكلاسيكية الى ماريا غراتزيا كيوري والعالم الأنثوي النسوي والتزمت شانيل بخط الراحل كارل لاغرفيلد عن طريق تعيين مساعدته فيرجيني فيارد للحفاظ على إرث الدار ووفاء لكارل، ولكن لويس فويتون قلبت المعادلة فأدخلت مع فيرجيل ابلوه النجم المعروف في أوساط الفن دماً جديداً الى الدار يختلف عن بصمة مارك جاكوبس خلال توليه المهام الإبداعية، ولكن التغيير حمل جيلاً جديداً يتطلع الى فاريل وليامز كما كان يتطلع الى فيرجيل أبلوه المصمم الراحل. إنه التغيير الصدمة ولكنها صدمة إيجابية انعكست على المبيعات واستقطبت الدار اهتمام مواقع التواصل ونقاد الموضة وهذا هو المطلوب.
تصميم الملابس: اختلاف في الرؤيا والمفهوم بين جيلين
قبل الغوص في التفاصيل، يجب علينا تحديد الفئات العمرية المنبثقة منذ منتصف القرن الماضي تمهيداً للوصول الى الجيل الحالي لفهم ما يحصل في عالم الموضة واستيعاب التحديات التي تؤثر على مستقبلها.
ما يهمنا في هذا التقرير هو ثلاث فئات عمرية وهي:
- Gen x: أي الناس الذين ولدوا من العام 1965 الى العام 1981.
- Millennials: وهي الفئة العمرية التي ولدت من 1981 الى العام 1996، وهي الفئة المخضرمة التي عاشرت الموضة قبل وبعد ابتكار العالم الافتراضي ومواقع التواصل.
- Gen Z: وهي الفئة المولودة ما بين 1997 حتى 2012 وهي تحتل نسبة 25% من سكان العالم ولها تأثير قوي على الاقتصاد والثقافة.
هناك صدام بين ثلاثة أجيال في الموضة لكل منها آراؤها وتجاربها وهويتها، فكيف تستوحي كل فئة من الأخرى؟
في القرن الحادي والعشرين تتحكم اتجاهات الموضة ليس فقط بملابسنا بل بأسلوب حياتنا ككل حتى في اختيار المفروشات والمستحضرات التجميلية، فاتجاهات الموضة تختصر فكر جيل بكامله. فكيف تطورت الموضة مع المصممين في الألفية الجديدة؟
هناك ثلاثة عوامل أثرت على عالم الموضة وباعدت المسافة بين جيلين من المصممين وهي:
1- احتضان الشمولية في الموضة:
أي تقبل التعددية والخصوصية في الموضة التي باتت احتفاء بالتعددية والترويج للخصوصية فيها، فالمصممون يعترفون بجمال كل جسم من دون التقيد بالمعايير السابقة متخطين حواجز لون البشرة والطول والوزن المثالي. ولهذا السبب بدأنا نرى لدى المصمم جورج حبيقة على سبيل المثال عارضات ممتلئات يشاركن في أسابيع الموضة لعرض مجموعة الكوتور التي كانت سابقاً حكراً على النحيلات فقط. وهذا الفضل يعود الى انضمام ابنه المصمم جاد حبيقة الى القسم الإبداعي فباتت مجموعات الدار ممهورة بتوقيع الأب والإبن اللذين يحملان تجربة مختلفة نابعة من حياة كل واحد فيها، فطور جاد المجموعة التي باتت تشمل التصاميم الرجالية والعارضات الممتلئات لتعزيز جمالية الاختلاف فشكلت تجربتهما أصدق مثال على نجاح التعاون بين جيلين من المصممين تحت سقف واحد. وبدوره قدمت دار توم براون Thom Browne في مجموعتها الأخيرة المجموعة النسائية والرجالية في عرض واحد من باب توحيد الاهتمامات والذوق الشخصي وذلك في مجموعتها لخريف 2024. وأشركت دار بيربيري Burberry عارضات ملونات وممتلئات في عرضها لصيف 2024.
2- الموضة المستدامة بين جيلين:
يعيش في هذا العالم جيلان من المصممين في نظام بيئي واحد يفترض منهما التضافر بعيداً عن التفكير التقليدي الذي كان سائداً في تصميم الأزياء حباً بالتميّز. اليوم بات تصميم الأزياء مرتبطاً بمعايير أخلاقية ومسؤولية جماعية تجاه الكوكب، فلقد اختفى الحديث عن عجز الأقمشة المعادة التدوير عن مواكبة معايير الجودة ورفض استعمالها فيما يختص بالكوتور مع مصممين شباناً، مثل رونالد فان دير كامب الذي طوع الأقمشة العضوية والمستعملة بواسطة التكنولوجيا الحديثة لابتكار مجموعات راقية مطرزة باليد في مشغله في هولندا، وتصب في معايير غرفة نقابة الخياطة الراقية في باريس. لقد كانت فترة عمله لدى دور كثيرة منها سيلينCeline ومايكل كورسMichael Kors وبيل بلاس كافية بالنسبة للمصمم الشاب، لإقناع نفسه بأن الخياطة الراقية يمكن أن تتم بفضلات قماش ومن دون إنفاق الأطنان من الأقمشة الجديدة التي ستؤذي الطبيعة، فهناك جمال في ما هو موجود ولا حاجة لاستهلاك الجديد. وفي هذا المجال يقول المصمم الشاب عبر موقعه الإلكتروني: أحلم باليوم الذي تكون فيه الموضة رفاهية حميمة حيث تختار النساء ملابسهن بناء على خيار شخصي وينفقن مبلغاً على قطعة حرفية أحببنها وهي مشغولة بحب لإيمانهن بأنها ستدوم العمر كله. وفي هذا المجال تكاد تكون تجربة ربيع كيروز أصدق مثال على ما يحصل فلقد استغنى المصمم عن الخياة الراقية ومفهوم إطلاق 4 مجموعات سنوية بين جاهزة وراقية في سبيل تفكير مستدام يرى في إطلاق مجموعة أيقونية تحوي الرسمي والعملي معاً ولا تنقف الكثير من الميزانيات على مجموعات تشبه بعضها وتعزز مفهوم الموضة السريعة Fast Fashion على حساب ما يسمى بـ Slow Fashion.
3- السوشال ميديا والموضة
إن ازدياد تأثير السوشال ميديا في عالم الموضة بات أعمق وأفعل بدليل أن عشاق الموضة لم يعودوا متفرجين ومقبلين لما يعرض بل باتت منصات تيك توك وانستغرام وغيرها مسافة لإبراز الإبداع ونلك ضمن تنسيقات مختلفة للتصميم. وبات المصممون الذين ينتمون إلى أجيال مختلفة يستوحون من الأجيال الجديدة تصاميمهم لتعبر عن الواقع ولتواكب المستقبل. ولعل اصدق تعبير ما صرحت به المديرة الإبداعية لدار ديور ماريا غراتزيا كيوري التي قالت في حوار أجرته دار LVMوسئلت فيه عن علاقتها بابنتها ومن يؤثر بالآخر، فقالت: " لا استطيع الابتكار لوحدي فأنا بحاجة الى عين ناقدة ومشاركة من فنانين ومصورين ولذا أعتبر أن ابنتي الشابة هي عيني على المستقبل، لأنها تسلحت بدراسة أكاديمية وهي تفيدني لأرى المستقبل الذي يتطلع اليه الجيل الجديد بوضوح أكثر لتحديد علاقتهن بالموضة. هذا الاحتكاك مع الجيل الجديد يجعلني أحدد مسار الموضة والتصاميم الذي ابتكرها.
وكان للمصمم روبير ابي نادر رأي في هذا المجال، في لقاء أخير معه فقال: " في الماضي كنا نتكّل على الزبائن والسمعة الجيدة ونولي اهتماماً بمكان العرض، ورقي المتجر الذي نفتتحه لينقل هويتنا واليوم تكفلت السوشال ميديا بهذه المهمة من خلال سفرائها من مؤثرات ينقلن الصورة بثوان الى الملايين." هذا التصريح أدركه المصممون الشباب الذين أدركوا هذا الواقع فأقاموا عروضاً افتراضية لمجموعاتهم.
الموضة وسيلة للتعبير عن الذات وكسر الحواجز
لقد تطورت الموضة ولم تعد مجرد ملابس تستر أجسامنا بل هي وسيلة للتعبير عن هواجسنا ومعتقداتنا ومزاجنا، ومبادئنا التي ندافع عنها... هذه هي الموضة... إنطلاقاً من هنا يمكننا فهم اسباب التباعد ما بين جيلين من المصممين. فالمصممون الجدد يسعون الى تصميم ملابس للجنسين معاً سعياً لترويج ما يسمى اليوم بـ Neutral Fashion لكسر الحواجز المتعلقة بالفصل ما بين الجنسين Breaking Gender Norms، فقد يذهب المصممون الكبار الى الترويج للفكرة ذاتها عبر طرق تقليدية كتنظيم عرض موحد للجنسين، ولكن المصممين الشباب يطلقون التصاميم الموحدة للجنسين سعياً لكسر القالب التقليدي السائد في الموضة بوجود ملابس خاصة بالرجل وأخرى للنساء، وبان هناك تصاميم خاصة بالنساء وأخرى للرجال فقط.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط انصهار الأجيال في عالم الموضة
مستقبل الموضة تكنولوجيا؟
في القرن الحادي والعشرين الموضة والتكنولوجيا توأمان لا ينفصلان فمن الأقمشة الذكية Smart Fabrics التي تتكيف مع الظروف البيئية الى التكنولوجية العملية فهذا التقاطع ما بين الموضة والتكنولوجيا يؤثر على تفاعلنا مع الأزياء. فالموضة المنبثقة عن جيل جديد من المصممين هي اليوم جريئة وتلبي تطلعات الشباب، فاتجاهات الموضة توحد بين الجنسين وهو ما يبرهن مدى سلطتها وتفوقها وما يجب على المصممين الأكبر سناً تدراكه ليظلوا في دائرة اهتمام الفئة الشابة من المستهلكين. وللاطلاع على نبض الشباب يكفي للمصممين الكبار النظر الى ما تقدمه المتاجر في الشوارع وخاصة ما نسميه بـ Concept Stores والتي تعرض الأزياء والإكسسوارات التي ينفذها المصممون المبتدئون والهواة والتي توضع في المتجر الى جانب الإكسسوارات المنزلية والتي تدل على توسيع رقعة انتشار الموضة لتطال أسلوب حياتنا بشكل عام. تفيد التقارير المعدة في عالم الموضة أن دوراً مثل نايكيNike وغوتشي Gucci وأديداس Addidas هي الأكثر رواجاً لدى فئة Gen Z بفضل دخول هذه الماركات الى العالم الافتراضي عن طريق برامج وألعاب على الكمبيوتر مثل روبلوكس ولا سيما غوتشي التي أعدت خزانة كاملة لهذه اللعبة، وهي تلاقي رواجأً كبيراً لتصاميمها.
" لا تقولوا عني إنني تقاعدت ... أنا لم أعتزل بل مضيت قدماً" (كارولينا هيريرا)
هل نحن مقبلون على تصادم أم انصهار بين جيلين من المصممين؟
إذا نظرنا الى أسبوع الهوت كوتور الأخير، نجد أن تصاميم ألكسندر مكوين بعيداً عن المصممة سارة بيرتون التي عملت كمساعدة للمؤسس، لم تعد تشبه المصمم نفسه لي الكسندرLee Alexander ، فمع عصر شون ماكغيرSean Mc Girr وداعاً للقصات الأميرية وطابع المحاربين والأسلوب الغوطي وأهلاً بالقصات الجنونية والأقمشة المتصلة ببعضها والتي لا تشبه جينات الدار. وفي مقابل ذلك، نلمح لدى غوتشيGucci التي عرضت مؤخراً مجموعتها لشتاء 2024 حنيناً الى زمن تألق فيه توم فورد Tom Ford لدى الدار بطابعه الهيبي الأنيق المستوحى من الستينيات على طريقة المصمم الجديد لدى الدار ساباتو دي سارنوSabato Di Sarno الذي خلف أليساندرو ميتشلAlessandro Michele إثر تنحيه من منصبه في العام 2022.
هكذا حال الموضة: مراسم من الاستقبالات والوداع فبعد عشرين عاماً لدى فالنتينو Valentino غادر بيار باولو بيتشولي الدار والشائعات تدور حول انتقاله الى جيفنشي، واحتمال انضمام أليساندرو ميتشل، ونشر المصمم بيتشولي رسالة وداع مؤثرة عبر حسابه على انستغرام مفادها: " عشت 20 عاماً أنسج الحكايا بفضل فريق شاركني أحلامي، وأغادر اليوم حاملاً معي هذا الإرث من الحب والجمال والانسانية الذي سيبقى معي للأبد". لقد شهد العقد الأول من الألفية الثالثة عدة تغييرات جذرية لإعادة تجديد الموضة فتنحي المصمم أوسكار دي لارنتا وسلم المصممان فرناندو غارسيا ولورا كيم المنصب الإبداعي منذ العام 2019، وسلمت المصممة كارولينا هيريرا التي تخطت الثمانين مهام التصميم الى ويز غوردون (31 عاماً) منذ العام 2016 بعدما عمل كمساعد لها سنة واحدة قبل تسليمه مهامه مؤكدة أنه الرجل المناسب رافضة فكرة الاعتزال الكلي بل استمرت كسفيرة عالمية للدار حسب قولها.
وفيما نغوص أكثر في تعقيدات القرن الحادي والعشرين الذي يقدّم لنا جيلين من المصممين ثمة حقيقة واحدة ساطعة وهي سلطة الموضة، هذه القوة الدافعة التي ستؤدي حتماً الى انصهار بين الجيلين، وعلى ما يبدو فأنها سطوة لا تتضاءل بل تزداد يوماً بعد يوم، والدور المستمرة للمستقبل هي تلك التي استوعبت الحقيقة واحتضنت التغيير عبر جيل جديد من المصممين الحاملين لأفكار واقعية، تراعي هوية الدار ولكن بمنظور مستقبلي مرن مع جهوزية للتكيف مع منعطفات جديدة في دروب الموضة. وانطلاقاً من هذه الخلاصة يمكننا فهم السبب الذي جعل المصمم درايز فان نوتنDries Van Noten يقرر الانكفاء عن التصميم في يونيو المقبل، تاركاً المجال على حد قوله لجيل الشباب ليطوروا الدار وليضيفوا بصمتهم الخاصة وسيحتفظ المصمم بحصة صغيرة ومنصب إداري وسيعود القرار لمجموعة Puig تعيي مدير إبداعي جديد ليواكب المستقبل.
تابعي معنا المصمم العالمي طوني ورد لـ"سيدتي": مجموعتي من وحي الصحراء ورحلات السفاري
تحديات المرحلة القبلة مع جورج حبيقة
- كيف تصف هذا العصر الجديد للموضة؟
لقد تطورت الموضة نحو عالم خاص ولكنه غني بتعدديته ويحتضن أشكالاً جديدة من القدوات والنجوم وأشكال الأجسام والمقاييس، ويختزن جنسيات وعرقيات مختلفة وهويات فهذا التطور يعترف بالجمال تحت مسميات جديدة وبأشكال متعددة فالموضة اليوم احتفاء بالأناقة والتعبير عن الذات. لقد باتت الموضة مرتبطة بالتكنولوجيا التي دخلت في صناعة الموضة من مواد متطورة وتقنيات تصنيع حديثة وتسوق الكتروني فرض معه تجارب جديدة في قياس الملابس عبر عالم افتراضي ونظام الذكاء الاصطناعي الذي بات يؤثر حتى في صناعة الملابس وتقرير القصات والاتجاهات المعتمدة بفعل دراسته لشخصية المستهلك وحركة السوق العالمي. لقد تغير مشهد الموضة عن الوقت الذي انطلقت منه واليوم يجب على كل دار أزياء ان تؤمن للمستهلك تجربة متكاملة تبدأ بطريقة عرض القطع وابتكار قصة تحاكي أجيالاً مختلفة.
- وما الجديد الذي أضافه انضمام ابنك ابنك جاد منذ توليه مهام التصميم الى جانبك؟
لقد شكل قدوم جاد قوة دافعة لتحقيق تواصل فعال مع المستهلكين وتمكن من استيعاب وفهم متطلباتهم وضاعف جهوده لتقديم خط المجموعة الجاهزة بطريقة مثيرة للتجار والوكلاء وللمستهلكين على حد سواء.
- وما الذي تعلمته من جاد؟
أن أتحلى ببصيرة وأفق واسع وأنفتح على أفكار ومعطيات جديدة وأتخلى عما يعيق تطور الدار من موظفين وتقنيات واساليب عمل قديمة وشجعني على تطوير العمل كشركة عن طريق عمل ممنهج سعياً للارتقاء بالدار الى مصاف العالمية.
- هل من الصعب التعامل مع بعضكما وما هي نقاط الاختلاف بينكما؟
نحن ننتمي الى جيلين مختلفين وهذا يشكل تحدياً وحافزاً مشوقاً في الوقت نفسه. ثمة جمالية في دمج عالمين مختلفين بتجارب متفاوتة. أعتقد باننا نستلهم من بعضنا لما فيه خير الدار لتحقيق أعلى المستويات . وأعتقد أن أوجه الاختلاف تكمن في إدارة الوقت فأنا من جيل عملي ينظم الوقت وهو لا يزال كشاب يمتلك النظرة الحالمة والرؤيا الإبداعية فهو يود أن يحقق دائماً النسخة الأفضل من كل ما يريد ابتكاره وهذا يستهلك الكثير من الوقت.
- وكيف ترى تطور الموضة والمسار الذي تنتهجه اليوم؟
لم تعد الموضة تتقيد بالاتجاهات فالأولوية تحقيق سعادة المرأة عبر ابتكار قطع تلبي حاجياتها وتعبر عن ذوقها وميولها وأسلوب حياتها.
- وما هي استراتيجية الدار لمواجهة التحديات الجديدة خاصة في عالم الكوتور؟
في كل مجموعة نحن نروي قصة تحتضن التجدد والتقينات الجديدة لدمجها في مسارنا الإنتاجي ونحب تجربة مواد وأقمشة جديدة ننفذ عليها تقنيات التطريز والتفصيل ونفتش عن أساليب متطورة للارتقاء بكل قطعة فتغدو تحفة فنية لا تشبه قطعة أخرى.
تابعي معنا المزيد عن المصممين واكتشفي في يوم الأم: المصمِّمان دينيز وجاد سودا: علاقةٌ تخطَّت حدود الأم وابنها