من عالم الأموال والأرقام البارد حيث درست، انتقلت لينا براكس من العاصمة الفرنسية إلى لبنان، لتبدأ رحلتها في عالم التصميم والابتكار في مجال الحقائب، ودفعها حبها للتصميم إلى ابتكار مجموعة أولى لترتدي منها، وسرعان ما لاقت رواجاً كبيراً، وهكذا كانت البداية فشكلت حقائب المينوديير الخشبية المحفورة بالليزر بصمة أيقونية لبدايتها، إضافة إلى حقائب البلكسي الشفافة التي روجت لماركتها في الولايات المتحدة وروسيا، واليوم تنتشر حقائبها في كل بقاع الأرض ومنطقة الخليج لا سيما دبي والمملكة العربية السعودية، في فترة قصيرة لمع اسمها، ولكن الأحداث المتسارعة في المنطقة جعلتها تبطئ من زخمهان ولكنها لم تطفئ شرارة الإبداع في نفسها، وهي تحضر اليوم لخط جديد ومجموعة جديدة، وسنشهد قريباً ولادة "طفلة" كما تصفها لينا بتعبيرها الخاص، فكل حقيبة هي بمثابة ابن جديد تضمه إلى عائلتها التي كبرت منذ تاريخ البداية أي منذ العام 2014.
تستعيد لينا فرح البداية، وتقول بأن الشغف لا يزال نفسه، ولكنها طوّرت نفسها بفضل التقنيات الحديثة، التي مكنتها من دراسة السوق ووسائل التسويق وتطوير تقنيات التصميم والتنفيذ، وهي فخورة بأن حقائبها مصنوعة في لبنان بلدها الأم، بالرغم من الصعوبات التي تواجهها.
وعن فترة الركود التي مرت بها الدار مؤخراً تقول: "منذ العام 2019 أثرت الأزمة الاقتصادية على زخم الإنتاج لدينا بفضل المشاكل الطارئة، فكنت أطلق تصاميم ضمن الخطوط الموجودة بألوان وخامات مختلفة، ولكنني سرعان ما استعدت ثباتي وقررت استكمال التصاميم وإطلاق خط جديد من الحقائب ضمن الماركة التي تحمل اسمي".
الحقيبة ومخاض الولادة العسير من التخطيط إلى التنفيذ
"الموضة حلقة مغلقة فهي تدور وتصل بنا الى أعلى نقطة لتمر بانحدار ثان، فهي مليئة بسلسلة من الانحدارات والارتفاعات، ومحمّلة بمحطات من الخيبة التي تمتزج مع فرح العودة وانتصارات الـ comeback". هكذا ترى لينا مسيرتها باختصار لذا ركزت في المرحلة السابقة على تصاميمها الأيقونية وعنها تقول: "أحب أن تكون تصاميمي أيقونية وذات بصمة وهوية مميزة مثل هيرميس Hermes فمن الجميل أن نترك أثراً تتناقله الأجيال وترثه الأم عن ابنتها، وهذا ما أحاول جاهدة أن أقوم به". ركزت لينا براكس مؤخراً على الخط الجديد الذي ستطلقه ولكنها فوجئت بالعديد من الصعوبات التي اختصرتها كما يلي:
- من الصعب جداً لا بل من الشاق أن نطلق خطاً جديداً، فنبحث عن مصدر إلهام يكفي لإطلاق خط سرعان ما سيتطور لينجب تصاميم بأحجام وألوان مختلفة، لقد وجدت صعوبة بالغة في استجماع أفكاري وحشد تركيزي للخروج بخط، فمررت بمخاض عسير من الأفكار يشبه مخاض الولادة، فكانت النتيجة إطلاق خط جديد هو نمبر 3 Number، ترتكز المجموعة الجديدة على ثلاثية الجسم والعقل والروح، فلكي تعيشي بسلام يجب أن ترتقي بأفكارك ويجب حصول التقاء لهذه العناصر، ومن الضروري حصول تجانس ما بين الماضي والحاضر والمستقبل؛ لذا أسميت المجموعة بالرقم ثلاثة، كما أطلقت باوتش داريا Daria Pouch بقياس واحد مثالي لكل النساء.
موضة الحقائب بين الميكرو والماكرو
تقول لينا براكس بعد دراستها لسلوك المستهلك العربي، وما يجري على منصات العروض العالمية: "إن السوق اليوم يعج بالحقائب الكبيرة مثل حقائب التسوق، أو تلك الكبيرة المبالغ في ضخامتها، والمصنوعة من الجلد والكانفاس أو القش أو حتى البلكسي الشفافة، وتضيف: "النساء ملت من حقائب الميكرو ولذا فمن يزر المعارض الكبيرة التي تعنى بهذا المجال ومنها Linea Pelle في إيطاليا و Premiere Vision في فرنسا يدرك أن الاتجاه يكون باستخدام مواد وتقنيات جديدة في التصنيع، فالحرفيون يعملون على تنفيذ حقائب تحافظ على ثبات شكلها ولا تفقد رونقها مع الوقت، فكم أحزن عندما أرى امرأة تبتاع حقيبة من تصميمي وتحشر فيها الأغراض لدرجة أنها تفسد زواياه وخطوطه الأنيقة، فالحقيبة الجيدة تكون متينة ولكنها تتطلب اهتماماً من المرأة لتحافظ على قيمتها".
وماذا عن الألوان والخامات المستعملة؟
بالنسبة لحقائب الباوتش التي نفذتها بقياس واحد، استعنت فيها بألوان الباستيل الناعمة وأطلقت "نمبر 3" بألوان أساسية ثلاث حتى الساعة وهناك المزيد من الولادات التي تنتظر تحت هذا الخط.
أما بالنسبة إلى الخامات فالجلد الطبيعي هو الأقرب لي والجديد إدخال جلد Scotch المغربل إضافة إلى الخشب الذي اشتهرت به.
- وأين تصممين حقائبك؟
الجلود مستقدمة من إيطاليا والأكسسوارات مصممة ومنفذة في لبنان، والتصنيع يتم في مشغل لبناني، وأنا فخورة بقدرتنا على تصميم وتنفيذ حقائب بتوقيع محلي وتضاهي معايير الجودة العالمية، لأنني أطور نفسي باستمرار، فبالإضافة إلى دراستي في مجال الموضة التي حرصت على اكتسابها لصقل الموهبة، سرعان ما تتعلمين من أخطائك وأنت في طور التصنيع، فمع مرور الوقت تبدأين بإدراك أن هذه الخامة لا تصلح لهذا التصميم، وأن الحقيبة الجيدة لا تكمن فقط بجودة المواد بل بقدرتها على الثبات ومتانة ودقة تفصيلها وحياكتها، وأنا أرتاد على الدوام معارض أوروبية عالمية لأواكب الجديد في هذا المجال.
تابعي معنا المزيد من تصاميم الحقائب واكتشفي أجمل الحقائب باللون الأصفر لربيع 2024
كيف تصفين علاقتك بالسوشال ميديا وبالمؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي؟
أعتبر أن هذه المنصات أداة تسوق ولكن يجب استخدامها بذكاء للارتقاء بصورة الماركة، ولذا أنا متواجدة على منصات انستغرام وتيكتوك؛ للترويج لما نقوم بها من تصاميم مشغولة بحرفية وبهوية عربية، تناسب المرأة الراقية والتي تتمسك بجذورها، مع نفحة أوروبية لا يمكن الاستغناء عنها، فالجديد في التقنيات نستقدمه من الخارج بفضل التقنيات التي تمتلكها المشاغل في تلك البلدان، والتي سبقتنا في مجال التصنيع والأعمال الحرفية المتقنة، أما فيما يختص بالمدونات في مجال الموضة فأحرص على التعاون مع وجوه تضيف رصيداً لي، وترتقي باسم الدار، وقد تعاونا في أسبوع ميلانو للموضة مع المؤثرة الألمانية الحسناء جيني نيللي ستين Jenny Nelly Steen.
وما الجديد في اتجاهات الحقائب للعام 2024؟
الاتجاه هو في التصاميم الهندسية والزوايا غير المتوازية، فالحقيبة تحاكي اللوحة الفنية وعلى المصمم أن يبدع في تصاميمه، ولا يمكن نسخ التصاميم المتواجدة، فنحن نستوحي من إرث المصممين العالميين، ولكن أين العظمة في الاستنساخ؟ لقد لاحظت مؤخراً غزو الحقائب التي يمتزج فيها التطريز بالستراس خاصة على الشباك Fishnet، فالشفافية تخلق عالماً انثوياً وتوحي بالغموض.
ذكرت ما يزعجك في طريقة تعامل المرأة مع الحقيبة فما الذي تنصحين به النساء لدى تنسيق الحقيبة؟
أنصحهن بتخصيص حقائب مسائية وأخرى نهارية فما يليق بالليل لا يمكن ارتداؤه في النهار تماماً كما تختلف حقيبة المناسبات عن حقائب العمل، يحب أن تعامل النساء حقائبها كما تعامل أزياءها، فحمل حقيبة باهظة على شاطئ البحر يفقدها رونقها مهما كانت طريقة التنسيق بارعة، فسر الأناقة لا يكمن في جمع القطع الباهظة بل في تنسيق اللوك وتجميع قطعه وكأنك تركّبين لعبة Puzzle.
يمكنك متابعة المزيد من الأخبار عن المصممين العالميين واكتشاف لقاء مع تايلر إليس : تعجبني ثقافة المرأة الشرق أوسطية تجاه الجمال والموضة