لهذه الأسباب تراجعت مبيعات دور الأزياء العالمية.. وماذا عن الماركات الأكثر نجاحاً لعام 2024؟

لويس فويتون Louis Vuitton- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
لويس فويتون Louis Vuitton- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©​

تشهد الدور العالمية والماركات الراقية في مجال التصاميم المرفهة تراجعاً في المبيعات قد يعتبره البعض اعتدالاً بعد فورة الأرباح التي حققتها دور الأزياء والسلع العالمية بعد انحسار جائحة كورونا، فكان لا بد بحسب المحللين الاقتصاديين من إعادة تصويب المسار واعتدال المبيعات بعد طفرة النمو الهائل في المبيع.

هذا النمو المخيف في الأرباح يحلله علماء الاجتماع كردة فعل بعد الأزمات الاقتصادية والحروب العالمية، ويشبه الأمر وكأنه إقبال على الحياة بعد ركود، ولكن التراجع الكبير أقلق المجموعات الكبرى التي تعتبر حيتان عالم الموضة ومنها LVMH و KERING، فما الذي يحدث اليوم وهل نحن مقبلون على أزمة حقيقة؟

رئيس مجموعة LVMH برنارد أرنو في عرض ديور لصيف 2024- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©


على صعيد "إل في إم إتش" LVMH التي تحتل صدارة قطاع المنتجات الفاخرة عالمياً، فلقد أعلنت عن انخفاض صافي أرباحها بنسبة 14 في المئة في النصف الأول من السنة الحالية في ظل الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية وبسبب التباطؤ في السوق الصينية، وبعد الازدهار الذي عرفته المجموعة التي يرأسها رجل الأعمال برنار أرنو انخفضت مبيعاتها بنسبة واحد في المئة، عن مستوى توقعات محللي "بلومبرغ" (42,13 مليار يورو) في الطلب على المنتجات الفاخرة".
ومن أبرز ما عانته المجموعة التي تضم كلاً من لويس فويتون وديور وبيرلوتي، انخفاض مبيعات الأزياء والسلع الجلدية، بنسبة 2 في المئة إلى 20,77 مليار يورو.

تأثير الصين على الماركات الراقية

عرض لويس فويتون لخريف وشتاء 2024- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©


وعلى الصعيد العالمي، انخفضت مبيعات "LVMH" على أساس مماثل بنسبة 10 في المئة خلال النصف الأول في آسيا (باستثناء اليابان) وحتى بنسبة 14 في المئة في الربع الثاني، وعلى مستوى نصف العام، تحسّن أداء هذه الشركات في الولايات المتحدة (+2 في المئة) وأوروبا (+3 في المئة)، بل إنه شهد ارتفاعاً بنسبة 14 في المئة في اليابان، مستفيداً من انخفاض قيمة الين وسفر الصينيين.
وعلى غرار الشركات المنافسة لها، تواجه "إل في إم إتش" تباطؤاً في الاستهلاك في الصين، وهي واحدة من الأسواق الرئيسية للمنتجات الفاخرة، ويواجه العملاق الآسيوي أزمة غير مسبوقة في قطاعه العقاري الضخم، وغالباً ما يؤدي عدم اليقين الاقتصادي إلى تباطؤ القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة، ويؤدي بالتالي إلى سلوك "خجل من المنتجات الفاخرة"يشبه ما عاشته الولايات المتحدة خلال الأزمة المالية 2008-2009".
وفي الأسبوع المنصرم، شهدت دار "بربري Burberry الإنكليزية انخفاض أرباحها السنوية خلال سنتها المالية 2023-2024، وانهارت مبيعاتها بنسبة 19 في المئة في الصين في الربع الأخير منه.
وبدورها أعلنت مجموعة "كيرينغ" للمنتجات الفاخرة التي يرأسها رجل الأعمال فرنسوا هنري بينو زوج النجمة سلمى حايك والتي تمتلك ماركات؛ مثل غوتشي وسان لوران وألكسندر مكوين وبوشرون وغيرها انخفاض صافي أرباحها إلى النصف في الأشهر الستة الأوَل من السنة الجارية؛ إذ بلغ 878 مليون يورو، بفعل تراجع دار "غوتشي"، وتوقعت هبوط دخلها التشغيلي الحالي "بنحو 30 في المئة" في النصف الثاني.
وتوقعت المجموعة أن يكون النصف الثاني من السنة صعباً بسبب "المخاوف التي تؤثر سلباً على نموّ الطلب" على السلع الفاخرة "خلال الأشهر المقبلة"، و"بعد التباطؤ الملحوظ في النصف الأول من 2024".
وانخفضت المبيعات في النصف الأول بنسبة 11 في المئة على أساس سنوي؛ إذ بلغت تسعة مليارات يورو، طبقاً لتوقعات محللي بلومبرغ.

السيد فرنسوا هنري بينو رئيس مجموعة كيرينغ في عرض غوتشي- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©

وانخفضت مبيعات "غوتشي" بنسبة 20 في المئة في النصف الأول إلى أربعة مليارات يورو، وتحاول "كيرينغ" منذ أشهر تحسين أداء العلامة التجارية الإيطالية التي تمثل نحو 50 في المئة من مبيعاتها وثلثي ربحها التشغيلية لا سيما وأن الدار تواجه تراجعاً كبيراً في قطاع المنتجات الفاخرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، هذا التراجع لم يشمل دار غوتشي فقط بل مبيعات "سان لوران" بنسبة 9 في المئة، فيما بقيت مبيعات "بوتيغا فينيتا" مستقرة عند 836 مليون يورو، وشهد قسم "الدور الأخرى" الذي يضم "بالنسياغا" انخفاضاً في مبيعاته بنسبة 7 في المئة بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، وفي المقابل حقق قسم النظّارات ومستحضرات التجميل، زيادة بنسبة 23 في المئة في مبيعاته؛ إذ تجاوزت قيمتها مليار يورو. وفي الوقت الذي انتقل فيه المصمم أليساندرو ميتشيل القادم من غوتشي إلى فالنتينو اشترت كيرينغ حصة 30% من فالنتينو، فلقد شهدت دار غوتشي فترة ازدهار على يد المصمم الذي غادر غوتشي منذ العام 2022 لينضم بعد سنتين إلى دار إيطالية بعد رحيل بيار باولو بيتشولي الذي لم يكمل مجموعته الرجالية لتعرض في يونيو الماضي.

حالياً يشهد عالم الموضة سلسلة من التحولات والانقلابات التي ستؤثر على مبيعات الدار وميزانيتها المستقبلية، وبانتظار ما ستؤول إليه الأمور مع انخفاض أرباح غوتشي 6% مقارنة بالعام الماضي، وفي السطور التالية؛ نقدم لك سيدتي لائحة بأبرز الماركات التي حققت الانتشار في النصف الأول من هذا العام.

المصمم أليساندرو ميتشيل- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©

ما الماركات التي حققت الانتشار الأكبر في الفصل الأول من العام 2024؟

عرض غوتشي ريزورت 2025- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©

تعتبر كل من غوتشي ولويس فويتون رغم كل ما يحصل الماركتين الأكثر شعبية في قطاع الماركات الراقية، ويليهما كل من شانيل وديور وبربري، ومن ناحية الماركات التي حققت الأرباح الأكبر في النصف الأول من العام فنعرضها على الشكل التالي حسب منصة Doofinder:
Nike – United States ($31.3 Billion USD)
Louis Vuitton – France ($26.3 Billion USD)
Chanel – France ($19.4 Billion USD)
Gucci – Italy ($17.8 Billion USD)
Adidas – Germany ($15.7 Billion USD)
Hermès – France ($14.2 Billion USD)
Dior – France ($13.2 Billion USD)
Cartier – France ($12.5 Billion USD)
Zara – Spain ($11.0 Billion USD)
(Rolex – Switzerland ($10.7 Billion US


هل يعتبر إنتاج الأفلام حلاً لدفع المبيعات وتعويض الخسائر؟

أعلنت مجموعة LVMH عن إنشاء شركة مخصصة للترويج لعلاماتها التجارية من خلال شراكات مع القطاعات الترفيهية لإنتاج أفلام ومسلسلات تهدف إلى تسويق منتجاتها الفاخرة.
وتتعاون المجموعة من خلال الكيان الجديد الذي أطلقت عليه تسمية "22 مونتين إنترتينمنت" (في إشارة إلى عنوان مقرها في باريس) وتتولى الشركة الجديدة "تنسيق العلاقات مع صناعة الترفيه نيابةً عن أكثر من 75 داراً تابعة للمجموعة من خلال التعاون مع أبرز الكتّاب والمخرجين والمنتجين والموزعين للمشاركة في إعداد أعمال وإنتاجها وتمويلها.
وسترتكز الشركة خصوصاً على المبادرات الناجحة كالوثائقي Inside the Dream عن كواليس دار المجوهرات الفاخرة "بلغاري" الذي عرض على منصة "برايم فيديو"، وليست عروض الأزياء المتداخلة مع قطاع الترفيه جديدة على ماركات المجموعة على غرار ديور ولويس فويتون.

Embed from Getty Images


فعرضت الشركة أول عمل تعاوني لها مع الموسيقي والمنتج والمصمم فاريل ويليامز بعد تعيينه مديراً فنياً لدار "لويس فويتون"، تميّز خلال الصيف الفائت بحضور عدد كبير من النجوم، في مقدمهم المغنية ريهانا والمغنية بيونسيه وزوجها مغني الراب جاي زي الذي قدم وصلة غنائية، وقامت دار سان لوران التابعة لمجموعة "كيرينغ" المنافسة لـ"LVMH" عام 2023 بتأسيس شركتها الخاصة للإنتاج، بعد عشر سنوات على إنتاج عمل يجسّد شخصية مؤسسها في فيلمين.
أما عائلة غوتشي فأسست شركة إنتاج وهي التي أنتجت فيلم House of Gucci من بطولة ليدي غاغا وآدم درايفر وآل باتشينو وجاريد ليتو، وفي الوقت الذي أعلنت مجموعة "أرتيميس" التي تملكها عائلة بينو في الخريف الماضي عن اتفاق جديد للاستحواذ على وكالة المواهب الأميركية "كرييتيف أرتيستس" Creative Artists Agency، كل هذه المشاريع محاولات مستميتة لاستعادة الأرباح الضائعة، ولكنها ككل الاستثمارات تتطلب المزيد من الوقت لتنضج ولتجسد أرباحاً بارزة لتغيير الواقع الراهن.
تابعي المزيد من غوتشي واكتشفي في أسابيع الموضة لربيع 2024 .. عودة الصيحات القديمة