حَفِل اختتام أسبوع الموضة في ميلانو لصيف 2025 بالمفاجآت، ومنها دعوة الضيوف في عرض بوتيغا فينيتا Bottega Venetta إلى الاستلقاء على وسائد جلدية ضخمة بأشكال حيوانات، فيما كان عرض دولتشي أند غابانا Dolce & Gabbana تحية للنجمة العالمية مادونا التي تقدّمت الحضور خلال عرض وقد غطّى حجاب ملامح وجهها، فيما كانت إطلالات العارضات على المنصة بمثابة تحية لصاحبة أغنية "ماتيرييل غيرل"، إذ وضعن شعراً مستعاراً أشقر يذكّر بالفنانة. وقد استعادت الدار ضمن عرضها أزياء اشتهرت فيها النجمة في التسعينيات وهي تحمل توقيع المصمم جان بول غوتييه الذي كان يصمم لها الكورسيهات التي كانت تظهر بها في جولاتها الفنية. وشكلت عروض كل من موسكينو وفيرساتشي وغوتشي استعادة لإرث الدار وتصاميمها الأيقونية، فيما زكزت بعض الدور على إشراك عارضات ممتلئات وأخريات متقدمات سناً كعرض Sunnei، إذ تم إشراك نحو 30 عارضاً من الفئة العمرية المتقدمة ولكن في قمة الأناقة. كما حفل أسبوع ميلانو للموضة بالكثير من الصيحات مثل صيحة أحذية الباليه التي طغت على عرض فيراغامو. وسنحصر اهتمامنا بثلاثة عروض يعوّل عليها القيمون في عالم الموضة، لأنها حققت نمواً وازدهاراً في العالم الموضة مؤخراً وهي دولتشي أند غابانا، وبوتيغا فينيتا، وبرادا.
بوتيغا فينيتا.. حنين إلى الطفولة
لقد تضمن عرض دولتشي أند غابانا فساتين مطبعة بالورود وهي منفذة من الحرير والساتان والدانتيل وهي مزودة بكورسيه مع تنانير ميدي ضيقة تمتد حتى الكاحل، وذلك ضمن التشكيلة التي أطلقت عليها اسم الجمال الإيطالي.
أما عرض تشكيلة بوتيغا فينيتا Bottega Venetta، فأعادنا الى مرحلة الطفولة. وقال المدير الفني للدار ماتيو بلازيي لوكالة الصحافة الفرنسية أن فكرة العرض، انطلقت من مشهد في فيلم +إي تي+ للمخرج المبدع ستيفن سبيلبرغ Steven Spielberg، حين تفتح فيه الأم الخزانة ونكتشف عالماً من دمى الحيوانات المحشوة" حيث كان كائن الفضائي يتظاهر بأنه أحدها. لقد جسّد العرض عالماً خيالياً، ففي عالم الطفولة كل شيء ممكن، وهو عبارة عن لعبة وبهجة ومغامرة". ونفذت الدار تصاميم بينها فساتين واسعة جداُ مضغوطة عند الصدر، وسروالاً تنورة بساق واحدة فقط، وملابس مجعّدة ومن طبقات عدة.
ومن الأزياء التي عُرضت أيضاً فستان مطرّز بالكبريت، التي تستعيد هذه الأداة التي كان الأهل يحرّمون أولادهم استعمالها. وأفاد بلازي بأنه استوحى أيضاً في تصاميمه "تصرفات بسيطة جداً من الحياة اليومية لا ينتبه لها أحد، كرجل يرتدي بدلة أنيقة يصطحب ابنته إلى المدرسة ويحمل على كتفه حقيبة ظهرها الوردية"، ألهمت أحد تصاميمه، وهو عبارة عن حقيبة وردية مع أرنب كبير.كما نفذت الدار القمصان من أوشحة حريرة مطبعة بطابع عصري يتناسب مع سروال عالي الخصر ويمكن تنسيقه في العمل والإطلالات المكتبية مع أحذية مربعة الواجهات مصنوعة من الجلد الملون.
وانضمت دار بوتيغا فينيتا Bottega Venetta التي تأسست عام 1966 في فيتشنزا والمشهورة بمصنوعاتها الجلدية إلى مجموعة "كيرينغ" عام 2001، وتعوّل المجموعة عليها لتعويض التراجع العائد إلى انخفاض مبيعات دار غوتشي Gucci التابعة لها بنسبة 20 في المئة. لكنّ مبيعات بوتيغا فينيتا لا تشكّل سوى قطرة في محيط مجموعة كيرينغ العملاقة إذ إنها، رغم نموّها بنسبة 3 في المئة، لم تتعدّ 836 مليون يورو خلال النصف الأول من السنة الجارية، في حين أن مبيعات "غوتشي"، رغم انخفاضها، بلغت 4,1 مليار يورو خلال الفترة نفسها (حسب مصادر أ.ف.ب)
برادا.. الدار الأكثر إثارة للاهتمام في الآونة الأخيرة
وبدورها عرضت دار برادا Prada خلال أسبوع ميلانو للموضة لصيف 2025 تشكيلة جعلت خلالها المرأة البرجوازية تشبه بطلة خارقة، في وقت تشهد مبيعات الدار نمواً مناقضاً لتراجع يعانيه القطاع عموماً، فما سر ازدهار الدار وسط الأزمات؟
من تابع العرض الذي تضمن التصاميم الخمسة والأربعين التي أطلقتها تشكيلة كل من ميوتشا برادا وراف سيمونز يكتشف رؤية عصرية لامرأة برادا الوفية لهوية الدار وهي مجموعة مستوحاة من أزياء الدار القديمة الأيقونية، وهي مزيج من الماضي والحاضر، على ما أوضح المصمم في نهاية العرض.
وتتيح المجموعة الجديدة من برادا Prada لصيف 2025 لكلّ امرأة "إمكانات لإيجاد طريقتها الخاصة لتكون بطلة خارقة"، و"لتحديد مكامن قوتها الخاصة". وتضّمنت التشكيلة المعروضة تنانير ضيقة تطول حتى الركبة مزينة بأحزمة وحمّالات تسلّق، وفستاناً من الريش مع معطف مشمّع برتقالي، وسراويل ضيقة مع أحزمة، وأحزمة خادعة مطبوعة على السراويل أو السترات.
وتحتل دار برادا" في المرتبة الثالثة ضمن تصنيف "هوتست براندز Hottest Brands الذي نظمه موقع الموضة المتخصص ليست" Lyst، مباشرة بعد ميو ميو MiuMiu، العلامة التجارية الأخرى للدار التي تتخذ من مدينة ميلانو مقراً لها.
وسجلت مبيعات برادا في النصف الأول من السنة الجارية زيادة بنسبة 6 في المئة في مبيعات التجزئة، في حين شهدت ميو ميو نمواً هائلاً لمبيعاتها بأكثر من 90 في المئة، رغم الظرف الاقتصادي والجيوسياسي الصعب.
وأنشأ الأخوان ماريو ومارتينو برادا الدار عام 1913، ثم استحوذت الحفيدة ميوتشا برادا على المنصب القيادي، حيث تتولى حالياً منصب المديرة الفنية للدار منذ عام 1978 ، وباتت اليوم تشكّل ثنائياً مع راف سيمونز الذي سبق وعمل كمصمم لدى كل من ديور وكالفن كلاين.
تابعي المزيد من نجمات وسوبر موديلز يجتمعن في أسبوع ميلانو للموضة لصيف 2025
