اختُتم أسبوع باريس للموضة لصيف 2025 بعرضين رائعين توّجا عشرة أيام من الإبداعات، في مجال الموضة الجاهزة لموسم ربيع وصيف 2025 المقبل؛ فلقد سحرتنا دار شانيل التي عادت إلى غراند باليه التاريخي، الذي طالما شهد على إبداعات الراحل كارل لاغرفيلد، ولكن بتنفيذ فريق الأستديو الذي صمم مجموعة غنية بشيفرات الدار، تهادت العارضات ومن أبرزهن كارا ديليفين، تحت قفص عملاق من الطيور، وقد شكّل الريش لمسة الزخرفة المشتركة لكل الإطلالات التي تم تنفيذها، بالتعاون مع ميزن لوساج الدار الفرنسية العريقة التي تُعنى بالتطريز اليدوي على أقمشة الدانتيل والتويد المشهورة لدى دار شانيل منذ عقود.
الريش لدى شانيل يثير استياء ستيلا مكارتني
قبل يوم واحد من عرض شانيل Chanel، عرضت المصممة البريطانية ستيلا مكارتني مجموعتها مندِّدة بتعذيب الطيور؛ داعيةً إلى التوقُّف عن نتف ريش الطيور للحصول على زخرفات للملابس؛ داعيةً إلى اللجوء لوسائل ومواد نباتية لابتكار مواد مشابهة معادة التدوير. لكن شانيل استعادت الريش الذي كان يجسّد الزخرفة المحببة لدى كوكو شانيل، وتم تنفيذ الديكور على شكل قفص عملاق للطيور، هو مستوحًى من إعلان قديم للدار يعود إلى العام 1992، الذي شاركت فيه النجمة فانيسا بارادي. واستعاضت الدار في العرض الجديد بحفيدة إلفيس براسلي Elvis Presley، وهي الحسناء رايلي كيوغ Riley Keough التي أدّت وصلة غنائية وهي مرتدية زيّاً من الريش. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن الدار دفعت 30 مليون يورو لقاء تقديم عرضها في هذا المَعلم التاريخي من دون مصمم أساسي.
وفي نهاية العرض، انحنى فريق الأستديو العامل بكامله أمام الجمهور، في أول عرض مستقل له بعد استقالة فيرجيني فيارد في شهر يونيو الماضي، التي تولّت تصميم أزياء الدار بعد وفاة كارل لاغرفليد في العام 2019. وقد حفِل العرض بفساتين التويد وشرايط الساتان السوداء والدانتيل. وطغى اللونان الأسود والأبيض على المجموعة التي ذكّرتنا بأيامٍ عاشتها الراحلة غابرييل شانيل في الدير. وسادت السترات الكروب والفساتين المصنّعة من الكروشيه، ولكن الريش الذي زخرف الفساتين والياقات وأطراف الأزياء والأكمام، كان العنصر المتألّق الذي ارتقى بالملابس الكلاسيكية محاولاً إدخال الحيوية إليها.
وفي هذا العرض استعادت الدار روح العشرينيات بطابعها الرومانسي المتألّق، ولمسنا إيحاءات من الكاتبة الفرنسية Colette كالأزياء المرتبطة بالموسيقى واللمسات الفنية. وعن التوقعات بشأن المدير الإبداعي الجديد للدار، أكّد براون بافلوفسكي رئيس الدار، أنه ليس مستعجلاً لحرق المراحل وتعيين اسم جديد للمرحلة المقبلة، التي يتوقع المراقبون فيها أن يعيد الاسم الجديد مكانة الدار المرموقة والمبيعات القياسية السابقة؛ فالمجهود الذي بذله لاغرفيلد في الألفية السابقة جبار. وقد شكّلت فيارد استكمالاً للمرحلة القديمة؛ لذا يتعيّن على الدار أن تعيّن اسماً قادراً على الارتقاء بالدار إلى مصاف آخر لمواكبة التغيّرات والألفية الجديدة.
تابعي المزيد من سكياباريللي تطلق مجموعتها للأزياء الراقية خلال أسبوع الهوت كوتور في باريس
لويس فويتون يحلّق بعرضه وأوف وايت تنتقل ملكيتها إلى مجموعة أخرى فما الذي يحصل؟
وبدورها أعلنت مجموعة "إل في إم إتش" العملاقة للمنتجات الفاخرة أمس، عن بيع العلامة التجارية "أوف وايت Off-White" التي أسسها عام 2012 المدير الفني السابق لتشكيلات دار "لويس فويتون" الرجالية فيرجيل أبلو، الذي تُوفي بمرض السرطان عن عمر يناهز 41 عاماً في نوفمبر 2021، إلى شركة "بلوستار ألاينس إل إل سي Bluestar Alliance LLC" النيويوركية. ويُذكر أن أوف وايت شهدت مبيعات هائلة على حياة المصمم؛ نظراً لقدرة فيرجيل أبلو على دمج الثقافة المدنية بالأزياء، وقد أرسى معايير جديدة تتماشى تماماً مع خطتي الابتكار العصري المندمج مع الرؤية المستقبلية.
وكان فيرجيل أبلو، نجم "جيل الألفية" الذي اشتُهر بأزياء الشارع الفاخرة، وهو أول مصمم ملوّن معروف في أوساط الموضة يعبّر في تشكيلاته عن الثقافتين الأميركية الأفريقية، وخلَفه في منصبه لدى "لويس فويتون Louis Vuitton" الموسيقي والمنتج والمصمم فاريل وليامز، الذي ختم أسبوع باريس للموضة لصيف 2025 بمجموعة تكرّم حب السفر وصناديق الدار التي اشتُهرت بها؛ فأطلق الفساتين والملابس بطابع تعدد الطبقات Layering، بأسلوب عصري، وجمع القمصان والسراويل البيرمودا مع السترات التويد التي حيّرتنا باقترابها من شانيل أحياناً.
ونفّذت الدار حقائب رائعة مثل: موديلات Petite Malle بصناديق خشبية مربعة ومزخرفة، وحقائب مونوغرام ومن نوع Speedy Bags بأحجام متفاوتة بنقش الدار. وقد استعانت الدار بذكاء من ألسنة الحقائب ومقابض الشنط والصناديق لتنفيذ أحذية بكعب عالٍ؛ لابتكار قطع معادة التدوير بأسلوب فني رائع، ولفتتنا الصناديق الخشبية الفنتدج التي حملتها العارضات والمزدانة برسوم فنية.
كما شكّل عرض كوبرني الضخم تتويجاً رائعاً لهذا النهار؛ لأنه أقيم في مدينة يورو ديزني على وقع المفرقعات، واتسم بأزياء ستريت ستايل متناغمة مع إيقاع موسيقي نابض بالحياة؛ لتعلن انطلاق عصر جديد من الموضة، في منتصف العَقد الثاني من الألفية الثالثة.
تابعي المزيد من نشاطات الدار الفرنسية واكتشفي: لِم الناشطون البيئيون مستاؤون من أسابيع الموضة العالمية والسبب؟
