أطلق المصمم نجا سعادة مجموعته لخريف وشتاء 2024- 2024، "Whispering Voices" واتخذ من الأصوات محوراً لها، وقد التقت "سيدتي" بالمصمم وكان لنا هذا الحوار عن تصاميمه الجديدة ومشاريعه المستقبلية، والذي أجاب خلالها على أسئلتنا بطيبة خاطر، والذي يُجسّد من خلالها أهميّة الأصوات وإلهامها وانعاكسها عليه والعلاقات الإنسانيّة المؤثّرة على رؤيته الفنيّة. يواصل نجا سعادة رغم الأزمات التي يمر فيها لبنان من خلال مجموعة "Whispering Voices" توسيع آفاق الموضة وتنفيذ قطع فنيّة راقية تتّسم بالحرفيّة العالية.
٠ لِم اتخذت من الأصوات محور مجموعتك الجديدة؟ ما العلاقة التي تربط بين الصوت والزي بمفهومك؟
لقد ترجمت من خلال كلّ تصميم الأصوات والأصداء التي أثّرت في حياتي. كلّ فستان يعكس همسات صوتي الداخليّ وأصوات الطبيعة المُحيطة بي، وكذلك كلّ الأشخاص الذين يُشكّلون جزءاً كبيراً ومُهماً في رحلتي. لا شكّ أنّ هذا المزيج المُتنوّع من الأصوات والأصداء الداخليّة والشخصيّة حوّل كلّ قطعة في مجموعة "Whispering Voices" إلى قصّة بخاصّة أنّني أردت أن أخلق رابطاً عاطفياً مع المرأة التي ترتدي من أزيائي يتخطّى حدود التصاميم والقماش. هناك الكثير من الأصوات التي تحيط بي تؤثر في، فكل صوت يصبح لوناً حسب تأثيره في حياتي. لقد كانت هذه المجموعة تجربة صعبة لي وتحدياً لطاقمي.
وتُعتبر مجموعة "Whispering Voices"، التي تتألّف من ثلاثين تصميماً من ضمنها فستان زفاف، سمفونيّة من الحرفيّة الراقية والعواطف الغنيّة، إذ إنّ نجا سعادة نفّذ كلّ تصميم بدقّة ليروي قصّة فريدة ويعكس مصدر وحيه من جوهر الأصوات التي طبعت حياته.
٠ لاحظنا تركيزك على ألوان ناعمة ومنها butter yellow وسومون في موسم الشتاء. لمَ اخترتها؟
لقد حاولت أن أتصالح مع الأصوات التي غيرت فيَّ فقد إراه بلون معين وبشكل معين، فلقد أعطاني هذا الصوت أحاسيس جديدة. لقد اتسمت مجموعتي بألوان هادئة لأن مفهوم الكولكشن كوتور لا تحمل تفاصيل كثيرة إلا إذا قررنا استعمال الفرو والجوخ وهي سمات شتوية. شملت المجموعة باقة مُنوّعة من الألوان الأساسيّة الرزينة التي تليق بكل المواسم، مثل الأحمر والأسود والأبيض والذهبيّ والفضيّ التي ترمز إلى الشغف وطاقة الأصوات البشريّة، أضف إلى ألوان الأزرق والنيود والتيفاني الكلاسيكيّ والزهريّ والبيج الورديّ والخوخي الناعم التي تُمثّل هدوء وسكينة الطبيعة. وقد استخدمت في هذه المجموعة الأقمشة الفاخرة مثل التفتا والدانتيل والرازمير واللوريكس والكريب دو شين والكريب المغربي والساتان التي تتناسب مع الدانتيل الناعم والتول المُطرّز والمصنوع يدويّاً.
٠ في مجموعتك تصاميم تتراوح بين الجاهزة والكوتور. هل تعتبر أن الكوتور لم يَعد الخيار الأول للسيدات؟
هي مجموعة كوتور بامتياز فما يجعلنا نصنف الكوتور هو معايير التقنيات في التنفيذ والقصات وتداخل الأقمشة المستعملة التي تجعلها تصنف ضمن خط المجموعة الراقية. ففي مجموعتي أدخلت تطريزات ذهبيّة مُميّزة بالأسلاك المعدنيّة والتي تُشكّل تجربة ملموسة تعكس الدرجات المُتعدّدة للصوت. أضف إلى التطريزات التي اعتمدتها بشكل الزهور والأوراق على التصاميم والتي ترمز إلى تنوّع الأصوات في الطبيعة. أمّا فستان الزفاف من حرير الميكادو في هذه المجموعة، فقد جمع بين البساطة والفخامة، بحيث استخدمت تقنيّة دقيقة في التطريز لإبراز الزهور بشكل طبيعيّ وحقيقيّ. ويبقى الكوتور أساسياً بالنسبة للسيدة الشرقية التي تسعى إلى ارتداء فستان مميز في تنفيذه وقصته، ولا بديل له في المناسبات الرسمية.
٠ بين التطريز وطابع المونوكروم ماذا تُفضل؟
تتنوّع القصّات في "Whispering Voices" تماماً مثل تنوّع الأصوات التي استوحيت منها هذه المجموعة، التي تمثّلت بالأحجام والخطوط المُنسّقة بوضوح التي تنقل قوّة الأصوات المؤثرة في حياتنا وكذلك برز الـكاب الحاضر بقوّة في المجموعة والذي يُخبّئ في طيّاته أسرار الناس وهمساتهم، فتصاميمي لا تقتصر فقط على الأزياء والموضة والجمال، بل تتجاوز ذلك لتخلق رابطاً عاطفياً عميقاً يُحاكي كل امرأة ترتديها. أحب التطريز الناعم وأعتمد تعدد الطبقات في التطريز وهي تقنية معقدة ترتقي بالفستان وأحب طابع المونوكروم وأعتبره يجسد الرقي ولكن للتطريز مكانةً مميزةً لا يستطيع الفستان الموحد أن يبلغها.
٠ في عصر السوشيال ميديا هل تعتقد أن العروض الحية لا تزال تحظى بإقبال؟
يمكننا صنع أفلام للموضة يمكن أن يوصل الفكرة وراء شعار المجموعة، ولا أعتقد أن السوشيال الميديا والعروض الرقمية قد تلغي العروض الحية على المنصات التي تؤمن تفاعلاً مباشراً مع الحضور وعشاق الموضة.
٠ نلاحظ أنك مقلٌ في مقابلاتك الصحفية لِمَاذا؟
أحاول إجراء مقابلات صحفية هادفة للأعمال التي أحاول الترويج لها سواء مجموعة جديدة أو أي عمل إنساني أُشارك فيه. أحب أن أكون متواجداً عندما يستدعي الأمر ذلك ولا أسعى وراء الاستهلاك وإغراق المواقع بمقابلات متكررة تشبه بعضها.
. هل تعتبر أن التعامل مع النجمات والمدونات يُساهم في الترويج للماركة أم أنه يجعلها أكثر شعبيةً؟
من المعلوم أن ثمة نجمات ومدونات من الصف الأول وهناك مدونات موضة يسعين إلى ترويج صورتهن، فالمهم ليس أن ترتدي نجمة أو مدونة موضة زياً لي، بل ما يهم هو الذكاء في اختيار الوجه ومن الضروري أن يكون هناك قواسم مشتركة جوهرية بين جينات الدار والمحتوى الذي تقدمه النجمة أو المدونة.
٠ ما المشاريع التي تحضرها والتي تستغرق الكثير من وقتك حالياً؟
كل ما نقوم به مدروس بعناية ويستغرق الكثير من الوقت والجهد في اختيار المود بورد والقصات والألوان والذكاء في اختيار الصورة التي نريد إظهارها، وأنا بصدد العمل على مجموعة جاهزة، وهناك مجموعة فساتين الزفاف التي نعمل عليها لنستمر مع الحفاظ على روح التجدد.
تابعي المزيد عن المصمم نجا سعادة: دراستي للطب هي مصدر الإلهام في تصميم أزيائي