في عالم تصميم الحقائب الفاخرة، تبرز المصممة ليليان أفشار باعتبارها أحد الأسماء التي استطاعت دمج الحرفية العالية مع لمسات مبتكرة تجمع بين التراث والتصميم المعاصر. بدأت رحلة ليليان في عالم الأزياء من خلال تصميم حقيبة كلاتش بسيطة خلال دراستها الجامعية؛ لتتحول إلى تجربة مهنية مبدعة وعالمية. تميزت أفشار في تصميماتها بالقدرة على دمج الأساليب التقليدية مع الابتكار، ما جعل علامتها تحظى بشعبية واسعة بين عشاق الموضة.
من خلال هذا اللقاء، نغوص في تفاصيل رحلتها المهنية، بدءاً من أولى خطواتها في عالم التصميم وصولاً إلى تطور مجموعاتها الحديثة التي تعكس شخصيتها الفريدة وأسلوبها المميز. كما تتحدث ليليان عن تأثير البيئة المحيطة بها في دبي في تصاميمها، وعن أهمية الاستدامة في علامتها التجارية، بالإضافة إلى كيفية موازنتها بين الجذور الثقافية والانتشار العالمي.
- ما الذي ألهمكِ لبدء تصميم الحقائب؟
بدأت رحلتي في تصميم الحقائب في أثناء دراستي في الجامعة، حيث قمت بتصميم حقيبة كلاتش ضمن مجموعتي للتخرج. ولدهشتي، عندما عرضت عملي على لجنة التحكيم، انجذب انتباههم إلى الكلاتش بدلاً من الملابس الجاهزة. وعندما قمت بنشر صورة للحقيبة على إنستغرام وتلقيت الكثير من التعليقات التي تطلب شراءها، أدركت أنني على وشك شيء مهم. كانت هذه إشارة واضحة أن هناك اهتماماً بما أنشأته.
- كيف تصفين فلسفة تصميمكِ؟ وما الذي يميز علامتكِ؟
فلسفتي في التصميم تتمحور حول فكرة الأناقة الخالدة والوظيفية. أسعى لتصميم قطع ليست جذابة بصرياً فقط، بل عملية ومتعددة الاستخدامات أيضاً. أعتقد أن ما يميز العلامة هو أنني أدمج التقليد مع الابتكار، وأرفع فن تصميم الحقائب إلى مستوى من الفن.
- كيف تستلهمين من التراث والثقافة الإماراتية في تصاميمك؟
يُستوحى تصميمي بشكل مباشر من حداثة دبي، من العمارة الأنيقة إلى غروب الشمس الذهبي الذي ينعكس على مباني المدينة الشهيرة. في الأصل، أنا من إيران ولكنني انتقلت كثيراً بين القارات، إلا أن دبي هي المكان الذي أعتبره موطني بكل فخر.
- ما أول تصميم حقيبة قمتِ بإنشائه؟
كانت أول حقيبة كلاتش بسيطة جداً، مصنوعة من الأكريليك الشفاف بلون واحد مع شعارنا في الأمام. ومنذ ذلك الحين، دفعت حدود استخدام الأكريليك، مستكشفة تقنيات وتصاميم جديدة تطورت بشكل ملحوظ على مر الزمن. قضيت السنوات العشر الماضية في البحث والتطوير المستمر، وهو ما أستمتع به رغم التحديات.
قد يهمك أيضاً: 5 موديلات حقائب يد مربعة موضة 2024 للمرأة الباحثة عن التميُّز
الحرفية والمواد المستعملة
- كيف تصفين مجموعتك الأخيرة؟
هذه المجموعة تجسد جوهر التحول، حيث تتحول الحقائب المسائية من مجرد أكسسوارات إلى تعبيرات تمثيلية فنية. حقيبة "جيلا" بتصميمها الجريء والمستدير هي شكل جديد يجمع بين اللعب والرقي. كما قمت بتجربة الأنماط المنحوتة ثلاثية الأبعاد؛ ما أضاف عمقاً وملمساً جديداً لكل قطعة، بأسلوب لم نستخدمه من قبل. إنها مجموعة تجمع بين الابتكار والحرفية، ما يجعل الحقائب تشعر بأنها معاصرة وخالدة في الوقت ذاته.
- هل يمكنكِ أن تحدثينا عن عملية التصميم من الفكرة إلى المنتج النهائي؟
كل حقيبة تبدأ برؤية إبداعية، وعادة ما أستلهم من القطع القديمة، خاصة من منتصف القرن. لكن هذه المجموعة كانت مرتبطة كثيراً بعصر "الريجينسي" في هوليوود. نستخدم الأكريليك من أعلى درجة، وأعمل من كثب مع فريقنا الداخلي من الحرفيين المهرة لتجسيد كل تصميم. تبدأ العملية من لوحات المزاج والرسومات، تليها اختبارات ونماذج باستخدام الألواح المسطحة، حيث إنني شخص يحتاج إلى رؤية الأشياء بشكل مادي. الجمال في الإنتاج الداخلي هو أنه عندما يأتينا الإلهام، يمكننا بسرعة تحويل الفكرة إلى عينة. كل قطعة تمر بصناعة دقيقة، تأخذ نحو 12 ساعة في المتوسط، مع تفاصيل مخصصة مثل مقابض الكريستال والزخارف المصنوعة في إيطاليا. وأخيراً، تمر حقائبنا بعملية مراقبة جودة صارمة لضمان أنها تفي بمعاييرنا العالية.
- كيف تلعب الاستدامة دوراً في علامتكِ التجارية؟
كنت دائماً أركز على الإنتاج المدروس وعدم الإفراط في الإنتاج. أحتفظ بجميع القطع الزائدة وأعيد استخدامها كلما أمكن. بالإضافة إلى ذلك، بدأنا في استخدام الأكريليك المعاد تدويره؛ ما يساعد في تقليل تأثيرنا البيئي.
هُوِيَّة العلامة وواقع السوق
- كيف توازنين بين جذوركِ ومحاولات جذب جمهور عالمي؟
لا أغير ممارستي التصميمية أو جذوري لتلبية الاتجاهات. أظل مخلصة لرؤيتي، مركزة على قطع خالدة ومبتكرة تتناغم مع الجمهور العالمي دون المساومة على الأصالة. ولهذا السبب، استطعت تصميم وبيع قطع خالدة تظل تروق الناس موسماً بعد موسم.
- كيف تصفين أسلوبكِ الشخصي؟
أسلوبي الشخصي كان دائماً يركز على الأكسسوارات؛ فهي كانت محور مظهري من البداية. منذ أن أصبحت أماً لولدين، تغير أسلوبي قليلاً، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع؛ ليكون أكثر رياضية. لكن حتى مع مظهر غير رسمي، مثل ملابس التنس، أتأكد دائماً من تنسيقه مع إحدى حقائبي.
- هل هناك مصممون أو فنانون يؤثرون في عملك؟
من المؤثرين في عملي بالتأكيد المعمارية والمصممة الهندية-الفرنسية "إنديا مهداوي" التي تعمل في باريس.
الرؤية المستقبلية والتحديات
- هل هناك مجموعات أو تعاونات مثيرة ستكشفين عنها قريباً؟
في المستقبل، يمكنكم توقع تركيز أكبر على مجال التصميم الداخلي، حيث إنه مجال يتوسع بسرعة بالنسبة لنا. أنا متحمسة جداً لتطوير هذا المجال؛ فقد أصبح مشروعاً ذا شغف بالنسبة لي.
تابعي أيضاً: الحقائب: هدايا بميزانيات مختلفة ليوم الأم 2024