تتنوَّعُ مناطقُ المملكة العربيَّة السعوديَّة في طبيعتها وتضاريسها، وتُشكِّلُ بالمجملِ لوحةً جغرافيَّةً غنيَّةً، تضمُّ عديداً من البيئاتِ المدهشة، من جبالٍ وهضابٍ وسهولٍ ساحليَّةٍ، وصولاً إلى الكثبانِ الرمليَّة، والجزرِ المرجانيَّة. هذا التنوُّعُ البيئي، ألهمَ الكثيرين للإبداعِ فنياً في مجالاتٍ عدة، خاصَّةً في تصميمِ الأزياءِ السعوديَّة التي تعكسُ روحَ هذه الأراضي الطيِّبة، إذ تتميَّزُ كلُّ منطقةٍ في البلادِ بألوانها الجميلةِ المستوحاةِ من طبيعتها وبيئتها، وهو ما استفادت منه دورُ الأزياءِ المحليَّة والعالميَّة بوصفه مصدرَ إلهامٍ، لا ينضبُ. سنأخذك في رحلةٍ عبر الألوانِ التي تُزيِّن أزياءَ المناطقِ السعوديَّة حيث تلتقي الطبيعةُ مع الثقافةِ لخلقِ أنماطٍ فنيَّةٍ، تجمعُ بين الأصالةِ والحداثة.
ألوان النخيل
تتمدَّدُ المنطقةُ الشرقيَّة على ضفافِ الخليج العربي، وتحتوي على كنوزٍ من الطبيعة، من واحاتِ النخيلِ في الأحساء إلى كثبانِ الرمالِ الذهبيَّة في صحراءِ الربع الخالي. وقد جاءت أزياءُ «الشرقيَّة» مواكبةً في ألوانها لهذه البيئة، إذ تعكسُ الثراءَ الطبيعي للمنطقةِ، ويغلبُ عليها اللونُ الأخضرُ بتدرُّجاته، المستوحى من النخيلِ والزرعِ في واحاتِ الأحساء. ويُضاف إلى هذا اللونِ لمساتٌ من الذهبي والفضي التي تُحاكي تألُّقَ الرمالِ تحت أشعَّة الشمس، ما يجعلها من أبرزِ العناصرِ التي تعكسُ جمالَ المنطقةِ الشرقيَّة، لا سيما في تصاميمِ الأزياءِ التي تبنَّاها عدنان أكبر، ووعد العقيلي.
- وعد العقيلي Waad Aloqaili.
- وعد العقيلي Waad Aloqaili.
- عدنان أكبر Adnan.
- هنيدة Honayda.
الأصالة الدافئة
في حين، تتَّسمُ الأزياءُ في المنطقةِ الشماليَّة، المعروفةِ بطبيعتها الخلابة والأجواء الباردة، بالألوانِ الداكنةِ التي تُعبِّر عن أصالةِ المنطقة، وطبيعتها الجبليَّة. ويغلبُ على هذه الأزياءِ اللونُ البنِّي الغامقُ الذي يرمزُ إلى الترابِ والأرض، كما نجده عند تيما عابد، إلى جانبِ الأحمرِ الغامق، لا سيما في تصاميمِ عدنان أكبر، مع وحي من النباتاتِ والحياةِ البريَّة في تلك المناطق. هذه الألوانُ بمنزلةِ تعريفٍ بطبيعةِ المنطقةِ الصعبة، وفي الوقتِ نفسه بتاريخها العريقِ، وأصالتها التي تُجسِّد تمازجَ الإنسانِ مع الأرضِ في أبسطِ وأجملِ تجلِّياته.
- عدنان أكبر Adnan Akbar.
- تيما عابد Tima Abid.
- تيما عابد Tima Abid.
- عدنان أكبر Adnan Akbar.
تدرجات القط العسيري
وفي المنطقةِ الجنوبيَّة حيث الجبالُ والوديانُ، تلتقي بألوانِ الطبيعةِ الخلَّابة، تتَّسمُ الأزياءُ بألوانٍ زاهيةٍ ومبهجةٍ، تنقلُ جمالَ البيئةِ الجبليَّة، وهو ما نراه في تصاميمِ نور الظاهري. مع ذلك، يعدُّ فنُّ «القطِّ العسيري» أبرزَ ما يُميِّز المنطقة، وقد أدرجته منظَّمةُ «يونسكو» أخيراً ضمن التراثِ العالمي اللامادي. ويعتمدُ هذا الفنُّ على تزيينِ جدرانِ المنازل بزخارفَ هندسيَّةٍ مستوحاةٍ من الطبيعةِ المحيطة، وتمتزجُ فيه ألوانٌ رئيسةٌ، منها الأحمرُ، والأصفرُ، والأسودُ، والأزرقُ بطريقةٍ فنيَّةٍ بديعةٍ. هذه الألوانُ الزاهية، لا تعكسُ فقط جمالَ الطبيعةِ الجبليَّة، بل وتُشكِّل أيضاً جزءاً أساسياً من الهويَّة الثقافيَّة لمنطقةِ عسير، إذ يرمزُ كلُّ لونٍ منها إلى قصَّةٍ تاريخيَّةٍ وثقافيَّةٍ.
يمكنك أيضًا الاطلاع على في يوم التأسيس: إرث سعودي يُحمل باليد
- نمط خاص بالمنطقة الجنوبية (مصدر الصورة: وزارة الثقافة السعودية).
- رسم للفنان التشكيلي ابراهيم الألمعي
- دار الهنوف Dar Alhanouf.
الكثبان الذهبية
أمَّا أزياءُ المنطقةِ الوسطى، فتتدرَّجُ بين الألوانِ المستوحاةِ من صحراءِ نجد، وهضابها الشاهقة، إذ تشتهرُ المنطقةُ بتضاريسها الصحراويَّة، وصخورها البنيَّة التي تعكسُ ثباتَ الأرضِ وجمالها. الألوانُ التي تُزيِّن أزياءَ هذه المنطقة، هي البنِّي والبيج والذهبي كتصميم محمد آشي، إضافةً إلى الأسودِ والأحمرِ حيث تُشكِّل مزيجاً، يعكسُ دفءَ الصحاري وجمالها المهيب. تلك الألوانُ الأساسيَّة، تُبرِزُ الطابعَ التقليدي والتاريخي للمنطقة التي لطالما كانت مركزاً حضارياً، يشهدُ على تطوُّرِ الثقافةِ السعوديَّة عبر العصور.
النغمات الفاتحة
وعلى سواحلِ البحرِ الأحمر حيث المنطقةُ الغربيَّة، تسودُ درجاتُ الأبيضِ، والألوانُ الفاتحةُ على الأزياءِ. هذه الألوانُ، تعكسُ صفاءَ البحرِ وهدوءه، إذ يميلُ سكانُ هذه المنطقةِ إلى استخدامِ الألوانِ الفاتحة، ونقشاتِ الورد، وهذا ما نجده في تصاميمِ هنيدة صيرفي، وكاف باي كاف. هذه الألوانُ المستوحاةُ من الطبيعةِ الساحليَّة، تسهمُ في خلقِ أجواءٍ من الانتعاشِ والراحة، وتستحضرُ في الأذهانِ صورَ البحرِ الهادئ، والأفقِ الواسعِ الذي تلتقي فيه السماءُ مع المياه.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
- هنيدة Honayda
- هنيدة Honayda
- كاف باي كاف Kaf By Kaf
- كاف باي كاف Kaf By Kaf
- هنيدة Honayda
