القفطان المغربي، شغف الطفولة الذي تحوّل إلى مهنة، وكونها مغربية الأصل؛ فلقد ترجمت المصممة سلمى بنعمر في قصاتها روح المغرب العربي بصحرائه المترامية وشواطئها اللازوردية. واليوم تحتل القفاطين التي تنفّذها، المرتبة الأولى في خزانة المشاهير، وهي خيارهن الأول في الكثير من المناسبات والحفلات، سواء أكانت خاصة أم عامة. أن تمتلكي قفطاناً من سلمى بنعمر، هو أن تمتلكي جزءاً من المغرب، والذي يميز القفطان المغربي هو التطريز اليدوي والأقمشة العريقة التي تُستخدم لتصميمه. فبالنسبة لسلمى بنعمر، كلّ نساء العالم ملهمات، وأقربهنّ إلى قلبها المرأة العربية؛ فامرأة سلمى بنعمر هي المعاصرة الجريئة، المتحررة الفخورة بأصلها. وهي المرأة الحالمة المحبة للأناقة والبساطة والمهتمة بالتفاصيل الدقيقة. والأهم من هذا كله، أن المرأة التي ترتدي لسلمى بنعمر هي المرأة الي تتطلع للتفرُّد. وبمناسبة عيد الفطر المبارك كان لنا حديث مع المصممة عن أسرار القفطان المغربي وجديدها الذي أطلقته للتوّ للعيد والشهر الفضيل معاً.

"القفطان يعكس هويتي وتراثي؛ فهو فخر أجدادي قبل أن يكون مجرّد زيّ جميل تتباهى به النساء حول الأرض. القفطان ميراثنا وحضارتنا التي نفتخر بها، وهو امتداد لمهن حِرفية تعود إلى أجيال، وله رمزية وطنية" بهذه الكلمات بادرتنا المصممة، "فعندما أصمم قفطاناً مغربياً، أكون كراوٍ يؤلّف قِصة تصل الماضي بالحاضر والخاص بالعام. عندما بدأت بتصميم القفاطين، لم أحسب أنني كما قلتِ أحصر نفسي بنخبة معيّنة من هواة هذا الزي؛ لأنني أردت من خلال تصاميمي أن أنقل هذا الزيّ خارج إطار المكان والزمان؛ ليواكب تطلعات المرأة العربية على اختلاف انتماءاتها. أردت أن أثبت للجميع أن القفطان المغربي قادرٌ على التطوُّر وعلى تطويع نفسه مع العصر الذي نعيش فيه".

- كم يستغرق تنفيذ قفطان واحد لديكِ؟
الحِرفية هي الأساس؛ فقد يتطلب تنفيذ القفطان معدل شهر حسب الجُهد والتفاصيل الغنية التي يقتضي تنفيذها؛ فالتفصيل والتنفيذ والتطريز وتنسيق الزيّ، تفاصيل معقدة تقتضي الاهتمام بها للخروج بتصميم راقٍ، والدِقة والصبر هما عاملان ضروريان. أؤمن بأن الجمال يكمن في تلك التفاصيل الصغيرة التي قد تظنينها غير مهمة، ولكنها تغدو هي الأساس.
- يقتني قفاطينكِ أبرز نجمات الوطن العربي، من لطيفة وسميرة سعيد ولجين عمران وأصالة وغيرهن، بِم يُشعركِ الأمر؟
ما يميز تصاميمي هو التوازن بين الأناقة العصرية والتراث الحِرفي؛ فأنا لا أعيد ابتكار الماضي؛ بل أترجمه بلغة تفهمها المرأة العصرية. القفطان يجب أن يُشعركِ بالراحة والثقة والرشاقة، وأن تشعري بأنكِ جذابة ومختلفة عن الآخريات، وهذا ما يجذب النجمات إلى تصاميمي؛ فلا يشبه أيّ قفطان لديّ سواه، ولا حتى يمكن مقارنته بغيره في الأسواق.

- ما الفرق بين القفطان المغربي وسائر القفاطين؟
لكلّ دولة عربية زيُّها التقليدي وبصمتها في القفاطين، ولكن القفطان المغربي مميز وله هوية خاصة؛ فمن طريقة هندسته وقَصته المتقنة وتطريزه الحِرفي، ولا ننسى الحزام المزخرف الذي يترافق معه. يروي لنا هذا التصميم التاريخ والأصالة. وهو ليس زيّاً كغيره؛ بل هو تحفة فنية. وقد أظهر الزمن أنه قابل للتعديل ولمحاكاة العصر الجديد من دون أن يفقد صلته بجذوره.
- تربطكِ علاقة وطيدة بالنجمات؛ فهل تعتقدين أن هذه الصداقات ساهمت بإطلاق الماركة؟
مما لا شك أنها فتحت أمامي الأبواب واختصرت طريق الشهرة؛ فالناس يستمدّون إلهامهم من النجمات ويُقبلون على شراء ما يرتدينه بدورهن. ولكن الأهم أن ترتديه المرأة بثقة لتشع به.

- ماذا تخبريننا عن مجموعة العيد؟
هي مجموعة تعكس النعومة والأناقة والحداثة في مقاربة الماضي؛ فالتصاميم جريئة ولكنها مريحة وتضمن للمرأة التألُّق. لقد أردتُ أن تشعر النساء بالخفة والأناقة، سواء أكُنّ في مناسبة عائلية أو رسمية هامة. أريد أن تمنح تصاميمي للمرأة الثقة والأنوثة التي تفتش عنهما، ولكن من دون أن يطغى الزيّ على صاحبته. لقد نفّذت 20 قطعة، وكلُّ واحدة مميزة ولا تشبه غيرها، ولكنها جميعاً تؤلّف قِصة واحدة.
تابعي المزيد عن فساتين خطوبة ناعمة لعروس العيد تناسب البشرة الحنطية

- ما هي الخامات التي استعملتِها؟
ركّزت على الحرير والشيفون والأروغنزا والكريب الحريري؛ فهذه الأقمشة تعكس الانسياب والأنوثة التي نفتش عنها في الأزياء. واستعنت بألوان جميلة مثل: البني والأحمر الداكن وألوان ترابية؛ فهذه الألوان تعكس أحاسيس جميلة، وهي مناسبة للاحتفال وهادئة في الوقت نفسه. تصاميمي منفّذة في دبي، ولكنني أحضرت الحِرفيين من المغرب لأحافظ على مصداقية القفطان المغربي، كما أستعين بفنانين وخبراء من كلّ الدول حسبما تقتضيه الحاجة. كلّ تصاميمنا مشغولة لدينا بإتقان وباليد، الأمر الذي أحرص عليه لضمان الجودة.

- وهل تعتبرين تصاميمكِ مستدامة؟
أجل؛ فأنا أحرص على اختيار نوعية جيدة، ونعيد تدوير أقمشة قديمة ومواد من فضلات مجموعات أخرى؛ فالاستدامة لدينا هي ضمن هوية الدار وليست مستجدة؛ فالقفطان زيّ عابر للزمن ولا يواكب الصيحات الآنيّة؛ مما يعكس قيمته الأزلية.

- ما هي رسالتكِ إلى النساء اللواتي يُقبلن على تصاميمكِ؟
رسالتي بسيطة؛ فأنا أشكرهن لأنهن يرَين أنفسهن من خلال إبداعاتي، ولأنهن يجسّدن شخصيات القِصة التي أرويها من خلال القفطان. هي قِصة أحتفي من خلالها بثقافتنا، وأنا أفرح عندما أرى أن تصاميمي تجمع وتوحّد النساء مهما اختلفت لغاتهن، وكأن القفطان بات بالنسبة لهن لغة مشتركة وأنا جزءٌ منها.
تابعي معنا واكتشفي أسرار القفطان في لقاء مع مصممات دار "كافتيش"
