أقراط الأذن من أهم قطع المجوهرات التي تحرص النساء على اختيارها بعناية، لما تلعبه من دَور هام في إبراز جمال الوجه وتعزيز ملامحه الناعمة.
ورغم اختلاف تصاميم الأقراط، وما تحظى به بعض التصاميم من رواج كبير بين النساء، تظل الأقراط الحلقية Hoop وأساور الأذن Cuffs من أهم صيحات الموضة التي لا تنتهي على الإطلاق، رغم أن تصاميمها الأولى تعود تاريخيًا إلى عصور ما قبل الميلاد!
ولكن هل فكرتِ يوماً في الفرق بين أقراط Hoop بتصميمها الدائري اللافت، وأقراط Cuff ذات تصميم الأساور التي تُطوّق الأذن بأسلوب عصري جذاب؟
في السطور التالية، يُطلعكِ «سيدتي.نت» على الفرق بين أقراط Hoop وأقراط Cuff، وكيف ظل هذان النوعان من الأقراط مُتربعيْن على عرش الموضة لقرون طويلة.
تاريخ أساور الاذن Ear Cuffs
تحظى أقراط Cuff المعروفة باسم أساور الأذن برواج كبير بين النساء من جميع الأعمار؛ خاصة مع خصائصها التي تُمكنهن من ارتدائها من دون ثقب بالأذن؛ إذ يتم ربطها بالحافة الخارجية لغضروف الأذن، أو من خلال سلسلة تلتف خلف الأذن لضمان بقاء الأقراط في مكانها.
ويعود تاريخ الأقراط الـCuff إلى قرون طويلة؛ إذ كانت ترمز إلى المكانة الاجتماعية الرفيعة.
ونجد هذه الأقراط بوضوح في الاكتشافات الأثرية للمصريين القدماء؛ إذ حرص الملوك الفراعنة ومن ينتمون إلى الطبقة الرفيعة في مصر، على ارتدائها.
وفي الحضارة اليونانية والرومانية، ارتدى الارستقراطيون القدماء أساور الأذن Ear Cuffs للتعبير عن المكانة الاجتماعية المرموقة، وكانوا يحرصون على ارتداء أقراط من الذهب مرصوفة بالأحجار الثمينة.
عودة صيحة أقراط الـCuff في القرن العشرين
في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، عادت صيحة أقراط Cuff من جديد تتربع على عرش الموضة؛ خاصة مع انتشار الموضة البوهيمية؛ للتعبير عن الحرية.
وفي حقبة الثمانينات والتسعينيات، زادت شعبية أساور الأذن Ear Cuffs بشكل لا مثيل له، ومع بداية القرن الحادي والعشرين، حرص مُصممو الأزياء والإكسسوارات، مثل: ألكسندر ماكوين Alexander McQueen، وفيفيان ويستوود Vivienne Westwood، على تقديم أقراط Cuff بتصاميم عصرية ساحرة؛ مما جعلها تحظى برواج لافت بين النساء والصبايا.
ومع عودة صيحة موضة تكديس المجوهرات، أصبحت أقراط Cuff موضة رائجة بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة؛ مما جعل الكثير من النساء والصبايا يبحثن عن أكثر التصاميم الأنيقة والعصرية؛ حتى تمنحهن إطلالة عصرية تخطف الأنظار.
وتوجد أقراط Cuff بالعديد من التصاميم؛ فالبعض منها يكون مُتدلياً ومُصمماً من المعادن، مثل: الذهب بألوانه الوردي أو الأبيض أو الأصفر، كما تُصمم أيضاً من الفضة والبلاتين، بينما تحرص العديد من الماركات العالمية على رصفها بالأحجار الكريمة الفاخرة، مثل الألماس أو الأونيكس.
وهناك أيضاً Ear Cuffs تُشبه الأساور التي تُطوق الأذن بالكامل، مثل تلك التصاميم التي تُقدمها علامة: بوشرون Boucheron، بياجيه Piaget، وميسيكا Messika.
ما رأيكِ بمشاهدة المزيد من مجوهرات ملكية فاخرة مرصوفة بحجر الجشمت
تاريخ الأقراط الحلقية Hoop Earrings
هل تتذكرين تلك الأقراط الدائرية الكبيرة التي كنتِ تلاحظينها دائماً تتدلى بِحرية من أذن جدتكِ، وتجذب العيون إلى ملامحها الحنونة وضحكتها المُبهجة؟
هذه هي أقراط Hoop التي لازالت منذ مئات السنين هي الخيار الأول والمُفضل لدى النساء من مختلف الأعمار؛ فرغم ما قدمته الدُور من صيحات موضة عديدة ومتنوعة تناسب مختلف الأذواق، إلا أن أقراط Hoop تظل مُتربعة على عرش الأقراط الأكثر رواجاً بين النساء.
وتُعَد أقراط Hoop هي أقدم الإكسسوارات التي وُجدت منذ فجر التاريخ؛ إذ اختارها المصريون القدماء واليونانيون والرومان القدماء لتزيين إطلالاتهم.
وكان الملوك والملكات يحرصون على ارتدائها للتعبير عن المكانة الاجتماعية الرفيعة والسلطة والقوة.
وظهرت أولى الأقراط الـHoop في عام 2500 قبل الميلاد في النوبة جنوب مصر؛ حيث كانت تُصمم الأقراط من الفضة والذهب والبرونز.
وفي عام 1000 قبل الميلاد، انتشرت الأقراط الحلقية Hoop ولكن بتصميمها المُدبب، وانتقلت إلى ثقافات أخرى حول العالم.
وفي عام 1500 قبل الميلاد، كان الرجال والنساء المصريون يتباهَون بأطواق رائعة على آذانهم، لاعتقادهم بأن هذه الأطواق ستُبرز جمالهم.
وتم تصميم هذه الأطواق "وهي في حقيقة الأمر أقراط حلقية" باستخدام أسلاك ذهبية مرنة وخرز، بينما ارتدى الملوك أطواقاً ذهبية أكثر سُمكاً وفخامة؛ للتعبير عن قوتهم وثروتهم الطائلة.
وفي الحضارة الرومانية واليونانية القديمة، نجد النساء يرتدين المجوهرات بشكل عام، والأقراط الحلقية Hoop بشكل خاص، في الكثير من المناسبات.
أما الرجال ذوو المكانة الاجتماعية العالية؛ فقد حرصوا على ارتداء هذه الأقراط أيضاً؛ إذ تُصوّر المنحوتات في بلاد فارس القديمة، جنوداً يرتدون حلقاً واحداً في كل أذن.
تطور تصاميم الأقراط الـHoop في العصر الحديث
خلال القرن الثامن عشر، حظيت أقراط اللؤلؤ الصغيرة المُصممة على شكل كمثرى، برواج كبير في جميع أنحاء القارة الأوروبية، وأخذت مكانة الأقراط الـHoop تقل؛ خاصة بعد أن توقف الرجال عن ارتداء الأقراط واكتفاء البعض منهم بقرط في أذن واحدة فقط.
وفي فترة عشرينيات القرن التاسع عشر، كانت الأقراط الحلقية الخفيفة تحظى برواج أكثر شيوعاً عن المجوهرات ذات الوزن الثقيل، كما لجأ المُصممون إلى استلهام تصاميم الثقافات الرومانية القديمة لتصميم مجوهراتهم؛ مما أعاد أقراط Hoop الذهبية الكبيرة للساحة من جديد.
عودة أقراط Hoop لعرض الموضة في القرن العشرين
في القرن العشرين وتحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية، لم تحظَ الأقراط الحلقية برواج بين النساء؛ بل توقفن عن ارتدائها حتى لا يُعتقد أنهن مهاجرات؛ نظراً لأن هذه الأقراط كانت عنصراً أساسياً في إطلالات النساء في الثقافة اللاتينية الأصلية.
ولم يستمر رفض الأقراط الحلقية في أمريكا لوقت طويل؛ فبحلول عام 1910، ظهرت تسريحات الشعر البسيطة والمرفوعة لإبراز الأذنين، والملابس ذات القَصة المنخفضة؛ مما أعاد الأقراط الـHoop إلى الساحة من جديد؛ لتصبح رمزاً للقوة ومقاومة التمييز والهوية.
وواصلت أقراط Hoop رواجها بين النساء من مختلف الأعمار والثقافات طوال فترة التسعينيات من القرن العشرين وحتى يومنا هذا؛ خاصة مع انتشار الثقافة اللاتينية والهيب هوب.
ربما يهمكِ أيضاً الاطلاع على 5 تصاميم للأقراط.. لا تتخلي عنها في تنسيق إطلالتكِ اليومية.