منذ تأسيسها عام 1967 سعت دارُ المجوهراتِ الإيطاليَّة بوميلاتو Pomellato إلى تمكينِ المرأةِ، ومساندتها عبر خطواتٍ مبتكرةٍ، وهذا بالضبط ما تجسِّده اليوم سابينا بيلي Sabina Belli، الرئيسةُ التنفيذيَّةُ للمجموعة، فهي امرأةٌ قويَّةٌ، وحادَّةُ الذكاءِ، تحكي أناقتها تميُّزها، تماماً مثل النجاحاتِ التي حقَّقتها منذ توليها المنصبَ عام 2015، أبرزُها إطلاقُ حملةِ «بوميلاتو من أجل المرأة» في 2017.. حاورناها في «سيدتي» لنتعرَّف أكثر على مسيرتها، أفكارها، وعلاقتها الخاصَّةِ جداً بالمجوهرات.
سابينا بيلي
ما أهمُّ الإنجازاتِ التي حقَّقتِها منذ تعيينكِ في منصبِ الرئيسةِ التنفيذيَّةِ لعلامةِ «بوميلاتو» عام 2015؟
فخورةٌ جداً بتحقيقِ أمرَين اثنَين، الأوَّلُ على الصعيدِ المالي، حيث تمكَّنتُ من تعزيزِ النموِّ في عائداتِ الشركة، وكما تعلمون، بوميلاتو شركةٌ عائليَّةٌ إيطاليَّةُ المنشأ، ومن المُرضي أن نراها اليوم، تتخطَّى حدودَ أوروبا إلى العالمِ أجمع برؤيةٍ جديدةٍ وعالميَّةٍ، وتصبح واحدةً من العلاماتِ ذات الصيتِ الذائع، وأحدَ أهمِّ اللاعبين في عالمِ المجوهراتِ الفاخرةِ في كلِّ مكانٍ، ما يتطلَّبُ فهماً كافياً لأسلوبِ معيشةِ وأذواقِ معظمِ السيدات في آسيا، الشرق الأوسط، أمريكا، وبطبيعةِ الحالِ في أوروبا. أمَّا الثاني فالتجديدُ في الإبداعِ، إذ تعيَّن علينا ذلك، خاصَّةً أننا نستهدفُ اليوم فئةً جديدةً من النساء، وهنَّ حفيداتُ عميلاتنا التاريخيَّات. هؤلاء صاحباتُ أذواقٍ مختلفةٍ، تواكبُ عصرنا، لكنَّهن يتطلَّعن في الوقتِ ذاته إلى مستوى الجودةِ والاهتمامِ نفسه بأدقِّ التفاصيل. أيضاً، أضعُ في اعتباري أين، متى، وكيف يتمُّ ارتداءُ المجوهرات. ولنكن واقعيين، غالبيَّةُ النساءِ، ليست لديهن فرصةُ التألُّقِ في مناسباتٍ ضخمةٍ مثل السجادةِ الحمراء، لكنَّهن يحتجن بشدَّةٍ إلى مجوهراتٍ بالمستوى ذاته من الفخامةِ، والدقَّةِ الإيطاليَّة لإطلالاتِ العمل، أو السهراتِ مع الأصدقاء، وهذه التركيبةُ السحريَّةُ، تحقِّقها بوميلاتو.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
ما الرسالةُ الدائمةُ التي تحملها تصاميمُ بوميلاتو؟
سأقولُ إنها علامةٌ «وُلِدَت في ميلانو» بأسلوبٍ إيطالي فريدٍ، وعندما نتحدَّثُ عن إيطاليا، والوحي المستمدِّ منها، فنحن نقصدُ أناقةَ الأزياءِ، جمالَ العمارةِ، الأثاثَ الراقي، التصميمَ الداخلي، وحتى التصميمَ الصناعي الإيطالي، لذا نرى السيداتِ اللاتي وُلِدن في ميلانو، يتمتَّعن بالسحرِ نفسه من الرقي، و»الستايل» الطبيعي الذي يتحدَّثُ اللغةَ ذاتها، وهذا ما تحمله «بوميلاتو» في صميمها. في إمكاننا اليوم، أن نعلمَ أنها علامةٌ إيطاليَّةٌ دون الحاجةِ للإشارةِ إلى ذلك بوضوحٍ.
حالياً، ما الذي يجعلُ بوميلاتو واحدةً من أبرزِ دورِ المجوهرات؟
لدينا اليوم أكثرُ من 100 صائغِ ذهبٍ، يتمتَّعون بالحِرفيَّةِ والبراعة. إذاً، كلُّ مُنتجٍ عندنا، يُصنعُ يدوياً، وهذه ميزةٌ فريدةٌ جداً في شركتنا، ونحن فخورون بذلك.
ومن عالم المجوهرات أيضأً اخترنا لك اللقاء مع المصممتان ابتسام وعهود الغفيلي
"كلُّ مُنتجٍ عندنا، يُصنعُ يدوياً، وهذه ميزةٌ فريدةٌ جداً في شركتنا"
أطلقتِ حملةً بعنوان Pomellato For Women عام 2017، ما السببُ وراءَ الخطوة؟
تعودُ الحكايةُ إلى بدايةِ تأسيسِ العلامة، وإدراكِ مؤسِّسها، أن إطلاقها يتزامنُ مع المرحلةِ الجديدةِ التي تسعى النساءُ إلى بلوغها، حيث أردن، أن تتمَّ رؤيتُهن، التعرُّفُ عليهن، تقديرهن، وتمكينهن. تخيَّلوا أنه بعد مرورِ عقودٍ على تلك الحركاتِ النسائيَّة، لا تزالُ الموضوعاتُ الشائكةُ التي تتعلَّقُ بالمرأةِ حاضرةً، ونحن نؤمنُ بأنه ما زال في إمكاننا فعلُ الكثيرِ لمساعدتهن.
الحملةُ كانت طريقتنا لمساندةِ النساء في الوصولِ إلى أماكنَ، يحلمن بها، مثلاً من حقِّنا نحن السيدات أن نعبِّرَ عن أنفسنا بالطريقةِ التي نختارها في أي مكانٍ، وأن نحظى بالخصوصيَّةِ في المنزلِ وأماكنِ العمل، وأن نحقِّقَ التوازنَ ما بين حياتنا الخاصَّةِ والعمليَّة، فهذه أمورٌ غير قابلةٍ للنقاش. كذلك هو الحالُ فيما يخصُّ علاقةَ المرأةِ مع شريكِ حياتها، فمن غير المقبولِ أن يُعنِّفها، أو يسيطرَ عليها، أو أن يتمَّ التمييزُ بينهما.
اليوم، لدينا جيلٌ جديدٌ من السيدات، يسرن بمنحى مختلفٍ في علاقتهن بالرجال، وفي حقيقةِ الأمرِ، هذا التغييرُ لم يكن ليحدث لولا وجودُ الرجلِ، فالأمرُ في النهايةِ، ليس صراعاً، وكلُّ ما يتطلَّبه وقوفهما جنباً إلى جنبٍ، وهذا الوعي يبدأ من التعليمِ، وكيفيَّةِ تربيةِ الأمهاتِ أبناءهن، ليصبحوا رجالاً جيِّدين مستقبلاً. نعم، الأمرُ بسيطٌ، وقائمٌ على الاحترام، كأن يستمعَ للمرأةِ، يتفهَّم مشاعرها، يتقبَّل رفضها أموراً محدَّدةً.
وكما تعلمون، ما زالت المرأةُ في أجزاءٍ من العالمِ محرومةً من حقوقها الأساسيَّةِ مثل التعليمِ، الاستقلالِ المادي، وحتى الرعايةِ الصحيَّة. هذا، عدا عن العنفِ القائمِ على النوعِ الاجتماعي Gender Violence بنسبةِ امرأةٍ واحدةٍ من بين كلِّ ثلاثِ نساءٍ! نحن نريدُ، أن يتمَّ تسليطُ الضوءِ على هذه القضايا المهمَّةِ لإيقافها.
لنتحدث عنكِ قليلاً، ما أحبُّ مجموعاتِ بوميلاتو إلى قلبكِ؟
هذا سؤالٌ صعبٌ، وكأنَّكِ تسألينني مَن طفلكِ المفضَّل. أحبُّ جميع المجموعاتِ، خاصَّةً أنني شغوفةٌ جداً بمجوهراتِ بوميلاتو منذ أعوامٍ طويلةٍ، ومن الصدفِ الجميلة، أنني حصلتُ على أوَّلِ خاتمَين من مجموعةِ Nudo قبل أن يقودني القدرُ للعملِ هنا. منحتني هاتان القطعتان التميُّزَ، فمثلاً أتذكَّرُ أنني كنت أرتديهما أعواماً عدة، وفي إحدى المرَّاتِ، أخبرتني صديقتي بأنها عندما تفكِّرُ بي، تفكِّرُ بالخاتمَين على الفور فقد أصبحَا جزءاً مني، وعلامةً تميُّزني، وما زلتُ أحتفظُ بهما، وبالمناسبةِ أصبحوا ثلاثةَ خواتمَ اليوم.
ومن القطعِ المحبَّبةِ لي أي قطعةٍ مرصَّعةٍ بحجرٍ كريمٍ ملوَّنٍ من بوميلاتو، فهي من أفضلِ العلاماتِ التي تتلاعبُ بألوانها وقطوعها.
نقترح عليك أيضًا متابعة هذا اللقاء مع د. زينث داوود مصممة المجوهرات والحاصلة على الدكتوراه في علم الباراسيكولوجي
"من الصدف الجميلة، أنني حصلت على أوّل خاتمَين من مجموعة Nudo قبل أن يقودني القدر للعمل هنا"
ما الذي تعنيه المجوهراتُ لكِ، وما حجركِ الكريمُ المفضَّل؟
أنا مفتونةٌ بمفهومِ المجوهراتِ، والمعنى الفلسفي لها، فلماذا تجذبُ الجميعَ ببريقها ولمعانها؟! ببساطة، في كلِّ حكايةٍ خرافيَّةٍ هناك صندوقُ مجوهراتٍ، يمتلكُه قرصان، وهناك مجوهراتٌ بشكلِ حشراتٍ، كما نرى تاجَ الملكةِ المرصَّعَ بالأحجارِ الكريمة. كلُّ هذه الأمور، تمنحني شعوراً درامياً قوياً، وكأنَّها حلمٌ، فكلُّ مَن يرتدي قطعةَ مجوهراتٍ، يدخلُ في لحظةٍ من الضوءِ! وهذا يختصرُ معنى المجوهراتِ بأن ترتدي شيئاً قيِّماً جداً، يحملُ مشاعرَ، أو رموزاً، وأعتقدُ أنه من المتعةِ بأن تنظرَ لشخصٍ ما، فترى شيئاً فيه يلمعُ.
من الغريبِ، أنني كنت أفكِّرُ بهذا الأمرِ قبل أيامٍ فمن المستحيلِ، أن أرى سيدةً لا ترتدي أي قطعةِ مجوهراتٍ حتى لو كانت قطعةً صغيرةً من أقراطٍ، أو سلسلةً، أو سواراً، وهي ظاهرةٌ لافتةٌ للانتباه، وكأنَّ كلَّ سيدةٍ، تربطها علاقةٌ خاصَّةٌ بمجوهراتها.
أنا أؤمنُ بوجودِ طاقةٍ، يجلبها كلُّ حجرٍ كريمٍ، فأنتِ لا تنجذبين إلى اللونِ نفسه في كلِّ اللحظاتِ والأيام. في بعض الأوقاتِ، أميلُ لاختيارِ الأحجارِ الكريمةِ الزرقاء والبنفسجيَّة، وفجأةً أجدُ نفسي أبحثُ عن حجرٍ وردي من الكوارتز. أعتقدُ أن هذا الأمرَ يفوقنا، ويرتبطُ بحالتنا النفسيَّة. إذاً للإجابةِ عن سؤالكِ: لا يوجدُ حجرٌ كريمٌ واحدٌ لا أحبُّه.
في النهايةِ، ما عواملُ نجاحِ الرئيسِ التنفيذي والعلاماتِ الفاخرة؟
أولاً تحقيقُ التوازنِ ما بين الاستراتيجيَّةِ العقلانيَّةِ الواضحة، والعقلِ التحليلي، مع التمتُّعِ بمهاراتٍ ناعمةٍ أخرى مثل تنميةِ الجانبَين الجمالي والثقافي كالإحساس، وتقديرُ الجمالِ والجماليَّاتِ، كلُّ ذلك للتمكُّنِ من مخاطبةِ العملاء بطريقةٍ عاطفيَّةٍ تشبههم.
هل أنت مهتمة بمتابعة لقاءات مع مصممين المجوهرات ..تابعي اللقاء مع المصممة فرح يموت