المصممة ديما رشيد: رحلة تصميم المجوهرات من الصدفة إلى الإبداع

المصممة الفلسطينية ديما رشيد -  الصورة من مكتب العلاقات العامة للعلامة
المصممة الفلسطينية ديما رشيد - الصورة من مكتب العلاقات العامة للعلامة

ديما رشيد، المصممة الفلسطينية المبدعة صاحبة علامة "ديما جولوري"، دخلت عالم تصميم المجوهرات عن طريق الصدفة، في قصة بدأت بلحظة عابرة أثناء زيارتها لمتجر لبيع الخرز في لندن. رغم التحديات التي واجهتها في بداياتها، استطاعت ديما أن تفرض أسلوبها المميز وتحقق نجاحًا كبيرًا في السوق. تستلهم تصاميمها من جمال الطبيعة، خاصة البحر والأشكال الهندسية غير المتماثلة، كما تعكس الكثير من هويتها الفلسطينية في أعمالها. طموحاتها لا تتوقف عند النجاح الحالي، بل تسعى دائمًا لتقديم قطع مجوهرات خالدة، تحمل قصصًا ومعاني تجعلها جزءًا من التراث الذي يتم تناقله عبر الأجيال.

هل يمكنكِ مشاركة قصة رحلتك في تصميم المجوهرات؟

المصممة الفلسطينية ديما رشيد - الصورة من مكتب العلاقات العامة للعلامة

لقد دخلت عالم تصميم المجوهرات عن طريق الصدفة، وأشعر أن هذا كان قدرًا. بدأ كل شيء عندما زرت متجرًا لبيع الخرز في لندن أثناء سفري لشراء طقم خرز لصديقتي التي كانت في المستشفى. وعندما دخلت المكان، وجدت دورة لتعلم الخرز والتوصيل بالكابلات، وكان ذلك بداية حرفة مثيرة وجذابة وقعت في حبها من النظرة الأولى. في ذلك اليوم، اشتريت لوحي الخاص وكابلات وقواطع وأقراص وكتب وكل ما يتعلق بهذه الحرفة، وبدأت رحلتي.

هل كان لديكِ مؤثرون في أيامك الأولى كمصممة؟

في البداية، تواصلت مع عدد من صانعي المجوهرات الذين كانوا أصدقاء لي، وذلك لتنفيذ التصاميم التي كانت تدور في ذهني. كنت أذهب إلى صائغ المجوهرات الشخصي وأصف له قطعة معينة كنت أتخيلها، فكان هو يقوم بإنشاء الهيكل، ثم أقوم أنا بإضافة الخرز إليه.

ما التحديات التي واجهتها عندما بدأتِ وكيف تغلبتِ عليها؟

أكبر التحديات كان تعليم أصدقائي وعملائي عن قيمة الأحجار الكريمة عالية الجودة، الفريدة من نوعها، والنقية. في البداية، في عام 2003، لم يكن مفهوم شراء الأحجار الكريمة مثبتة في ذهب عيار 18 قيراطًا مع الألماس مقبولًا في مصر. كان يُعتقد أن الأحجار الكريمة ليست ذات قيمة كبيرة، أو أن الناس اعتادوا شراء الأحجار الكريمة الرخيصة. على سبيل المثال، كان شراء حجر التورمالين الفاخر بسعر مرتفع غير مقبول وغير منتشر.

من أين تستلهمين تصاميمك؟

الجمال دائمًا موجود لمن يختار رؤيته. أحب أن أستلهم من الطبيعة بالطبع، خاصة من البحر. كما أحب الأشكال الهندسية، وخاصة عندما تكون غير متماثلة وغير كاملة. وبالطبع، أي لمسة من اللون تثير اهتمامي، لذا أحب مزج الأشكال والألوان المختلفة.
قد يهمك أيضاً: من ألف ليلة وليلة إلى إبداع المجوهرات.. بينيش محمود تروي تجربتها الملهمة في التصميم

هل يمكنكِ إخبارنا عن مجموعتك الأخيرة؟

مجوهرات ديما جولوري - الصورة من مكتب العلاقات العامة للعلامة

كان العام الماضي أحد أصعب الأعوام التي عشتها، حيث تذكرت كل يوم فقدان وطني. تذكرت أنني لا أستطيع العودة إلى المنزل، إلى أجمل مكان في العالم. كنت أعلم أنه يجب علي فعل شيء، ومن أجل مساعدة شعبي وعائلتي في الوطن، كان يجب علي الحفاظ على العمل وكان حبي لغزة ولوطني الجميل، ومناظره الخلابة هو مصدر إلهامي الرئيسي، لذلك شعرت أن أفضل وسيلة للتعبير عن ذلك هي من خلال فن المجوهرات، كانت الغاية من هذه المجموعة هي سرد قصة جمال فلسطين.

"Echoes of Land" هو تكريم صادق للأرض العزيزة فلسطين، تم تصورها من خلال فنون النقوش على الأحجار الكريمة النادرة المثبتة في ذهب عيار 18 قيراطاً، تنقل القطع جوهر أشجار الزيتون الفلسطينية، وزهور الياسمين إلى تصاميم فنية. كل قطعة هي رمز للذاكرة، والهوية.

ما هي المواد والتقنيات التي استخدمتها في هذه المجموعة الجديدة، ولماذا؟

سوار من مجوهرات ديما جولوري - الصورة من مكتب العلاقات العامة للعلامة

تتضمن المجموعة الأخيرة بشكل رئيسي أحجارًا كريمة محفورة يدويًا، مثل أفضل أنواع التوركواز الأخضر والجاد. كما استخدمت الكثير من التورمالين الأحمر الفاخر. كانت أحجار الأوبال هي نجمات مجموعة الصيف لهذا العام، حيث أحببت تدرجات ألوانها المتنوعة.

واحدة من أكثر الأحجار الخاصة في هذه المجموعة هي Rainbow Chrysocolla والتي يتم استخراجها من القدس وتوجد بكميات قليلة جدًا في العالم.

هل هناك قطعة معينة في المجموعة الجديدة تحمل لكِ أهمية خاصة؟

بصفتي فلسطينية، هي المرة الأولى منذ أكثر من 20 عامًا التي أكتشف فيها حجرًا هذا العام مأخوذًا من القدس، وهو Rainbow Chrysocolla. إن حب الأحجار الكريمة الخاصة والجميلة شيء، لكن هذه القطعة جعلتني أشعر بالكثير من الحنين والعاطفة.

ما هي طموحاتك لمستقبل علامتك التجارية؟

أقراط من مجوهرات ديما جولوري - الصورة من مكتب العلاقات العامة للعلامة

دائمًا ما أسعى لتحدي نفسي وخلق شيء لم أقم به من قبل. أشعر أنني قد حققت شغفي في وضع الاتجاهات وإنشاء مجوهرات تكون دائمًا جديدة وأول مرة يتم رؤيتها. يسعدني أن أرى للمجوهرات جزءًا خاصًا في صندوق مجوهرات المرأة، وأن يتم الاحتفاء بها ونقلها من الجدات إلى الأمهات إلى البنات. سيكون هذا دائمًا هدفي، ولهذا السبب أرغب في الاستمرار في صنع قطع تظل خالدة للأجيال القادمة.

هل لديكِ أي تعاونات أو مشاريع قادمة تشعرين بالحماس بشأنها؟

لا توجد تعاونات محددة قادمة، ولكننا نعمل بالتأكيد على بعض المشاريع لفلسطين.

ما النصيحة التي تقدمينها لمصممي المجوهرات الطموحين الذين يرغبون في ترك بصمتهم في هذا المجال؟

ابتعدوا عن الاتجاهات السائدة، ابتعدوا عن التيار السائد. حاولوا أن تصنعوا شيئًا له توقيع خاص بكم ويكون مميزًا لطابعكم الشخصي والعنصر المضاف إليكم. اعملوا بجد لخلق شيء فريد لكم، وركزوا دائمًا على أن تكونوا السباقين. لا تخافوا من الفشل، واقبلوا دائمًا أن تصميماتكم لن يحبها الجميع، ولكن سيكون هناك دائمًا من سيعجب برؤيتكم. أحبوا كل ما تفعلونه، واعملوا بشغف، واستلهموا من هويتكم الشخصية، لأنه هناك طريق طويل من الاستكشاف.
تابعي أيضاً: المصممة الإماراتية مريم خالد: المجوهرات هي وسيلة للتعبير عن الذات