في هذا اللقاء المميز مع فاطمة ومريم البرام، مؤسِّسَتَيْ علامة "موريا" Muria العمانية للمجوهرات، نكتشف كيف استلهمتا إطلاق هذه العلامة من حبهما للمجوهرات ورغبتهما في دمج التراث العماني التقليدي مع التصاميم العصرية.
تحدثت الأختان عن كيفية مزج "موريا" Muria بين الأنماط الثقافية لشبه الجزيرة العربية، شرق أفريقيا، والهند، مع الحفاظ على الحرفية التقليدية، في حين يتم تمكين المرأة العصرية من خلال تصاميم تعكس تراثها وجمالها. كما أشارتا إلى التحديات التي واجهتهما في تأسيس العلامة وكيف تغلبتا عليها من خلال البحث المستمر والتعلم.
ما الذي ألهمكما كأختين لإطلاق موريا، وكيف تصوّرتما دورها في صناعة المجوهرات؟
أحد أكبر الإلهامات لنا في إطلاق موريا كان حبنا المشترك للمجوهرات وفكرة إعادة إحياء شيء من تراثنا إلى العصر المعاصر. لطالما أسرتنا مجوهرات والدتنا العمانية، لكننا سرعان ما أدركنا أنها رغم جمالها الفائق، إلا أنها ليست عملية للاستخدام اليومي. من هنا جاءت فكرة موريا، وهي مجوهرات تقليدية للمرأة العصرية. وهذا هو الدور الذي نراه لأنفسنا في صناعة المجوهرات، أن نكون رائدات في دمج القديم بالجديد.
كيف تمزج العلامة بين الأنماط الجريئة لشبه الجزيرة العربية وفن شرق أفريقيا والثقافة الهندية في مجموعاتها؟
كل مجموعة تحمل قصة مترابطة في المنطقة. ولكننا سوف نركز على "الهندسة المقدسة". تلك الأنماط كانت موجودة في المجوهرات الهندية، أبواب السعودية، وصناديق المندوس العمانية. مجوهرات موريا هي نتاج بحث عميق في التراث يربط بين هذه المناطق.
قد يهمك أيضاً: المصممة كلثم الماجد: أدمج التراث القطري مع التصاميم العصرية في مجوهرات Kaltham Pavilion
كيف توفّقان بين الحرفية التقليدية والجمالية الحديثة في قطع المجوهرات الخاصة بكما؟
نبدأ دائماً بتأسيس تصاميمنا على عناصر تقليدية من ثقافتنا التي تحمل معاني خاصة بالنسبة لنا. نحن فخورون جداً بمكاننا وبتأثيراتنا الخاصة التي جعلتنا من نحن. لذا، نحاول الحفاظ على ذلك التاريخ حياً. نعمل مع الحرفيين المحليين الذين يصنعون كل قطعة يدوياً، محافظين على التقنيات القديمة التي تهمنا. ومع ذلك، نحرص أيضاً على مواكبة ما يهم المرأة المعاصرة، مثل الأحجار التي تجذبها، الأشكال التي قد تثير اهتمامها، والألوان التي قد تلهمها.
مثال رائع على ذلك هو "سوار مشواك". إنه سوار تقليدي يُرتدى في العديد من الدول العربية، لكننا أعدنا تصميمه بشكل مبسط وأضافنا الألماس لإضفاء تأثير بصري لافت.
ما هو دور السرد القصصي في مجموعات مجوهرات موريا، وكيف تروي كل قطعة قصة؟
مجوهرات موريا تعتمد بالكامل على السرد القصصي، ولا تأتي أي قطعة إلى الحياة إلا بعد أن تبدأ أولاً في شكل قصة. نحن نؤمن أنه عندما يكون هناك جوهر خلف القطعة، فإنها تتحدث عن نفسها. غالباً ما يتم تشكيل هذا الجوهر من خلال ما يعنيه لنا، ما الذي ألهم إبداعنا، ما تعلمناه في بحثنا، وما الذي صادفناه في طريقنا نحو المنتج النهائي.
على سبيل المثال، تبرز مجموعة "جوهرة" الرابط الخاص بين الأمهات والبنات وكيف يمكن أن تنتقل المجوهرات من جيل إلى آخر، انه إرث عصري.
كيف تمكّن موريا المرأة العصرية وتلهمها من خلال تصاميمها؟
تصاميم موريا مصممة للمرأة العصرية التي تحتفل بتراثها. نعتقد أنه من خلال توطيد تصاميمنا في الجماليات التقليدية والأسلافية، نمنح المرأة المعاصرة القوة لتعرض جذورها بفخر ولكن بطريقة جديدة وأكثر تقدماً. تصاميمنا جريئة، ولكنها راسخة في جذورها.
كيف تحتفل موريا بالتراث العماني والحرفية المحلية وفي نفس الوقت تستوعب التأثيرات العالمية؟
عمان هي بوتقة انصهار، حيث تقع في وسط المنطقة. المجوهرات الفضية العمانية هي تراث يعود لعدة قرون، وقد ارتدتها النساء عبر الأجيال. قامت موريا بإنشاء اتصال بين المنطقة وأدارت ذوقاً عالمياً. نجد أن المجوهرات الإيطالية ملهمة جداً بسبب حرفيتهم العالية.
بشكل عام، نحاول تبني فكرة "الكيمياء الثقافية" في تصاميمنا، وهو مصطلح نحبّه جداً. نحن نأخذ أفضل طرق وثقافة وحرفية من ثقافتنا، ونصنع شيئاً جديداً منها: مثل الكيميائي الذي يحول المواد، من الرصاص إلى الذهب.
ما هي التحديات التي واجهتماها عند إطلاق علامة موريا الفاخرة، وكيف تغلبتما عليها؟
أحد أكبر التحديات التي واجهناها عند إطلاق موريا هو أننا لا نأتي من عائلة لديها خلفية في هذه الصناعة. معظم الأشخاص في مجال المجوهرات يعملون في هذا المجال منذ أجيال، لذا الكثير من المعرفة يتم نقلها من شخص لآخر. ومع ذلك، تمكنا من التغلب على هذا التحدي من خلال إجراء الكثير من البحث والدراسة في هذا المجال، وكذلك من خلال طلب المساعدة. نحن ممتنتان دائماً لكل الأشخاص في هذه الصناعة الذين ساعدونا من خلال مشاركة خبراتهم وتعاليمهم. لكن أهم شيء تعلمناه هو أن نثق في العملية.
كيف تتجاوز مجوهرات موريا كونها مجرد أكسسوار؛ لتتحول إلى تكريم لتاريخ الأجداد؟
جميع تصاميمنا تعكس أنماطاً وزخارف مميزة تتعلق بالمنطقة والشعوب التي تشكل هذه البقعة من العالم. نحن نحاول أن نثبت أعمالنا على الكثير من البحث. لدينا مكتبة من الكتب ونتابع العديد من الصفحات والحسابات التي تركز حصرياً على المجوهرات التقليدية. نأمل أن ينعكس هذا في تصاميمنا الخاصة ويمنحها طبقة إضافية من المعنى.
ما الذي يجعل نهج موريا في دمج التاريخ الثقافي مع التصميم المعاصر فريداً في عالم المجوهرات الفاخرة؟
نأمل أن ما يجعل دمجنا بين المجوهرات الثقافية والمعاصرة فريداً هو اللمسة الخاصة التي نضعها عليها. التصاميم التي نقدمها، والدمج بين الألوان والأحجار والتشطيبات التي نختارها، والأشكال، كلها تجعل مجوهراتنا معاصرة وفاخرة بطريقة فريدة.
كيف تريان مستقبل موريا وهي تواصل إعادة تعريف التقليد والحرفية في عالم المجوهرات؟
مستقبل مشرق، مثل الألماس الذي نستخدمه في تصاميمنا.
تابعي أيضاً: المصممة اللبنانية إليز بيطار تكشف أسرار تصميم مجوهرات تجمع بين الأناقة والفرح
