كيف أصبح الألماس رمزاً للفخامة؟ القصة وراء ثمنه المرتفع

مجوهرات ماسية من مجموعة Midnight Sun من ميسيكا Messika- الصورة من المكتب الإعلامي للعلامة
مجوهرات ماسية من مجموعة Midnight Sun من ميسيكا Messika- الصورة من المكتب الإعلامي للعلامة

يعتبر الألماس من الأحجار الكريمة الجميلة التي تتألق وتلفت الأنظار. فهو نادر جداً، ومن هنا يأتي جزء من جاذبيته؛ ويتنافس الناس على العثور عليه من جميع أنحاء الأرض، لدرجة أنهم يحفرون الأرض على مساحات واسعة بحثاً عن بعض أحجار الألماس.
ورغم أن الجاذبية التي يتمتع بها الألماس والتي تعود جزئياً إلى ندرته، إلا أن السبب الرئيسي لفخامته وارتفاع سعره؛ هو أن الظروف اللازمة لتشكيله تتسم بالتعقيد والدقة، وحتى بعد حدوث هذا الحدث الجيولوجي، يجب أن يظهر الألماس على سطح الأرض ليتم العثور عليه.

تألق الماس

طقم ماسي من مجموعة Palace Voyages من بوغوصيان Boghossian - الصورة من المكتب الإعلامي للعلامة

كما هو واضح، يتشكل الألماس في أعماق الأرض، وإذا أردنا فهم كيفية حدوث ذلك، يجب أن نعود قليلاً إلى الوراء، وتحديداً إلى ما يقارب 3 مليارات سنة.
تبدأ قصة تشكيل الألماس على بعد يتراوح بين 150 و200 كيلومتر تحت سطح الأرض، في جزء يُعرف باسم العباءة العليا للأرض، وفي هذا المكان، تكون الحرارة مرتفعة جداً، تصل إلى 1500 درجة مئوية! كما أن الضغط هناك يصل إلى 75 طناً لكل سنتيمتر مربع، أي ما يعادل أكثر من 70,000 مرة من الضغط الجوي على سطح الأرض.
هذه الظروف القاسية تؤدي إلى حدوث تأثير حاسم، إذ تحفز الكربون السائل الموجود في تلك الأعماق على التبلور، وهكذا وبسبب هذه الظاهرة الجيولوجية الفريدة، يتشكل معدن شفاف شديد الصلابة في أعماق الأرض، وهو الألماس، الذي لا يعدو كونه بلورة مكونة من كربون نقي للغاية.

الطريق إلى سطح الأرض

عقد Cascade ماسي من بوشرون Boucheron - الصورة من المكتب الإعلامي للعلامة

لكن مغامرة الألماس لا تنتهي هنا. فقبل أن يصبح الألماس جزءاً من مجوهرات جميلة، يجب أن يصل إلى سطح الأرض. لتحقيق ذلك، تلعب البراكين دور "المصاعد الطبيعية" خلال الثورات البركانية، تحمل الحمم البركانية أحياناً معها الأحجار الثمينة المدفونة على عمق أكثر من 150 كيلومتراً تحت الأرض، لكن ليس أي نوع من الحمم البركانية، إذ يتم نقل الرواسب التي تحتوي على الألماس داخل الصخور البركانية النادرة مثل الكيمبرلايت واللامبرويت والكوماطيت، وفي الحمم البركانية العادية، لا يبقى الألماس مستقراً ويتحول إلى غرافيت.
عندما يصل الألماس إلى سطح الأرض، تتشكل رواسب الألماس التي يتم تحليلها في جميع أنحاء العالم، وهذه التحليلات تُظهر تنوع عمر الألماس، الذي يتراوح بين 3.5 مليار سنة و90 مليون سنة، وهناك أنواع نادرة تشكلت على عمق أكبر يصل إلى 800 كيلومتر، بمعنى أن كل قطعة ألماس لها قصة فريدة.
قد يهمك أيضاً: استقبلي العام الجديد بمجوهرات مرصوفة بالياقوت الأزرق.. تصاميم لا تُقاوم

ما سبب ارتفاع سعر الألماس؟

تيارا Aphrodite من شوميه Chaumet - الصورة من المكتب الإعلامي للعلامة

بعد قراءة هذا المقال، ربما تكون قد فهمت سبب غلاء الألماس، ببساطة لأنه نادر، كما قد تعتقدين، لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فعلى الرغم من أن الألماس لا يزال مطلوباً بشدة في صناعة المجوهرات والعديد من الصناعات الأخرى (نظراً لأن الألماس هو أصعب مادة موجودة ويستخدم في أدوات الحفر والتقنيات المتقدمة)، إلا أن التكنولوجيا الحديثة قد سمحت بإنتاج الألماس في المختبرات بشكل شبه مطابق للألماس الطبيعي، مما يجعلها أكثر اقتصادية وصديقة للبيئة.

إذن.. لماذا لا يزال سعر الألماس مرتفعاً؟

أقراط من مجموعة Red Carpet من شوبارد Chopard - الصورة من المكتب الإعلامي للعلامة

الأمر يتعلق أساساً بالتسويق، ففي القرن التاسع عشر، كان الألماس نادراً بما يكفي لتبرير أسعاره الباهظة، لكن اكتشافات جديدة غيرت الوضع، وفي نهاية ذلك القرن، كان إنتاج منجم كيمبرلي في جنوب أفريقيا كبيراً لدرجة أنه كان من الممكن أن يغرق السوق العالمي بالألماس.
هنا، جاء التحالف الماسي الجنوب أفريقي "دي بيرس" بفكرة عبقرية، شراء منجم كيمبرلي وتقييد عرض الألماس في السوق، مما حافظ على ندرة الألماس ورفع أسعاره بشكل أكبر، رغم أن هذا المنجم وحده قد أنتج نحو 2.7 طن من الألماس!
تابعي أيضاً: استعدي لسهرة رأس السنة بمجوهرات مستوحاة من فخامة الأجنحة المرصعة بالألماس