ربيع كيروز: أناقة المرأة في إختيار الثوب الذي يليق بها

من عالم أقرب ما يكون إلى الخيال، تغطّيه الأنسجة الناعمة، وتزيّنه الألوان الغنية، تأتينا هذه المجموعة من التصاميم، لتحوّل الخيال الى حقيقة تتزيّن بها إطلالة كل امرأة. عن مجموعته الجديدة، التي عرضها خلال أسبوع باريس للخياطة الراقية، حدثنا المصمم اللبناني ربيع كيروز في هذا الحوار.

- تحمل مـجـمـوعـتـك عـنـوان «فــريــز» Freeze. لماذا أطلقت عليها هذا الإسم؟

كل مجموعة أقدمها تكون مستوحاة من قصة أحبكها في خيالي. و«فريز» Freez تروي قصة امرأة لا تنتمي إلى مكان ولا إلى زمان، أي من عالم خيالي، تحيطها الأشجار من كل حدب وصوب. وبشكل مفاجئ تتحول هذه الأشجار الى مجسمات خيالية من الفساتين، وتتحول الأغصان والأوراق التي تحملها إلى زينة وتطاريز عليها. ويلتقي، في هذا المشهد الخيالي، شروق الشمس بلونه الأصفر، مع حلول الظلام المائل إلى اللون الأزرق الداكن.

 

- بماذا اتسمت تصاميمك في هذا العرض؟

اتسمت بالبساطة والأناقة والأنوثة..

 

- ما هي الأقمشة التي استخدمتها؟

استخدمت الحرير في غالبية تصاميم هذه المجموعة، بالإضافة الى الكشمير والصوف رغم كونها أقمشة شتوية، وأردت من خلال ذلك القول أنّ هذه المجموعة لا تنتمي إلى زمان ولا إلى مكان.

 

بين الغرب والشرق

- بدأت دراستك في مجال تصميم الأزياء في باريس في السادسة عشرة من العمر، ما الذي دفعك الى اختيار هذا المجال؟

منذ الصغر كانت تتملّكني الرغبة في دخول عالم تصميم الأزياء وأذكر أنّه في إحدى المرات، حين كنت لا أزال تلميذاً في المدرسة، سألتنا المعلمة عن الاختصاص الذي يرغب كلّ منا في اختياره، فكان جوابي تلقائياً وواضحاً بأنني سأختار مجال تصميم الأزياء.

 

- ماذا تخبرنا عن الأذواق الأوروبية في هذا المجال، خاصة أنّك اختبرت العيش والعمل في اوروبا كما في الشرق الأوسط؟

هناك اختلاف في أساليب العيش وأنماطه وليس في الأذواق. فحين انتقلت للدراسة في باريس كان لبنان يعاني من حرب وعدم استقرار أمني واجتماعي. أما باريس في ذلك الوقت فقد كانت تعيش الحياة الصاخبة ويعمّها الاستقرار. وكان الناس يتنقّلون في شوارعها بأزيائهم اللافتة، حيث كنا نجدهم يرتدون أفخم الملابس وأجملها. في حين أنّ الأزياء الفخمة والأنيقة في لبنان كنّا نراها فقط في الأماكن المغلقة وفي المناسبات. هذه الروح الإيجابية في الحياة الباريسية انعكست بشكل واضح على خيار وأذواق المصممين.

 

من البداية...

- كيف كانت بداياتك في لبنان؟

عدت إلى لبنان في العام 1995، بهدف افتتاح معرض لي، ولم أكن أنوي حينها البقاء هنا. ولكن ما كان يشهده لبنان في تلك الفترة من عمران وازدهار شجعني على البقاء وتأسيس محترف خاص بي.

 

- هل تتبع في تصاميمك الموضة والألوان السائدة خلال الموسم، أم تميل إلى ابتكار موضة خاصة بك؟

أنا أؤمن بأنَّ المصمم، على اختلاف مجال تصميمه، يجب أن يكون منفحتاً على متطلّبات عصره، قادراً على تلبية رغبات الناس. فالمصمّم الناجح، برأيي، هو الذي يجعل من حاجة الناس مصدراً لإلهامه، لا الذي يتبع الألوان أو التصاميم أو الأقمشة الرائجة.

 

- ما هي أنواع الأقمشة التي أكثر ما تظهر أنوثة المرأة برأيك؟

لا أعتقد أنّ هناك نوعاً معيناً من الأقمشة يساعد في إبراز أنوثة المرأة وجمالها. فالأمر هو عبارة عن عملية متكاملة ومتناسقة بين التصميم والقماش المستخدم، والسيدة التي سوف ترتدي الثوب.

 

- برأيك، هل المرأة أكثر قدرة على تصميم أزياء السيدات من الرجل؟

لا فرق بين أن يكون مصمم الأزياء رجلاً أو امرأة، فكلاهما قادر على النجاح في هذا المجال. غير أنّ المرأة حين تصمم ثوباً معيناً تضع في أولوياتها راحة من سترتديه ورغبتها في إخفاء بعض العيوب في جسمها. بينما يهدف المصمم إلى إبراز جمال المرأة وأنوثتها، خاصة  وأن الرجل بطبيعته ينظر إلى المرأة نظرة جمالية.

 

 

لمتابعة بقية المقابلة اقرأوا العدد رقم 1514 من مجلة "سيدتي".