في إطار تغطيتها لأسبوع الموضة للخياطة الراقية في باريس، توافينا الزميلة في "الشرق الأوسط"، جميلة حلفيشي، بمشاهداتها وانطباعاتها مباشرة من صالة العرض، في تغطية خاصّة لـ "سيدتي نت".
قال المصمّم زهير مراد إنّ تشكيلته تستكشف جمال الماضي وبريقه، وهو ما ترجمه بالكثير من البريق، بعد أن صوّب أنظاره نحو حضارة من الماضي لا تزال تُثير الكثير من الحنين بأساطيرها وترفها، ألا وهي الحضارة اليونانيّة. وإلى جانب أنّ تشكيلته كانت تقطر ذهباً، كانت أيضاً تستوحي الكثير من خطوطها من فساتين "التوغا" التي تلتف حول الصدر وتُذكّر بأميرات يونانيّات. وما عزّز هذه الصّورة تسريحات الشّعر الحالمة والتيجان التي زيّنتها من الجانب. وقد سارع المصمم إلى أن ينفي عن نفسه تهمة الإغراق في الماضي أو الغرف منه بشكل حرفيّ قائلاً: إنّ اللفتة كانت لمجرّد استلهام عناصر خفيفة، أضاف إليها لمسات من أسلوبه الذي يتميّز بالتطريزات الغنيّة عموماً، سواء أكانت بالخرز والترتر وأحجار الكريستال، أم بالأقمشة أو الريش، الذي تمّ تنفيذه في ورشات "لومارييه" التي تنضوي تحت أجنحة دار "شانيل"، ما زاد من جمال وفخامة فساتين السّهرة خصوصاً.
لم يكن العرض يونانيّاً محضاً، إذ بعد مرور خمس دقائق على العرض، ظهرت تصاميم تستحضر "الباروك" بغناها وترفها أيضاً، مثل فستانٍ من حرير الموسلين، انسدل على الجسم ليُلامس الأرض، أو "تايور" من "البروكار" بفتحة عند الظهر، علماً أنّه كانت هناك أيضاً تصاميم قصيرة محدّدة على الجسم، وأخرى بتنّورة تتّسع من أسفل، وقد تمّ تطريزها بورود من نفس لون القماش أو اللؤلؤ.
ويُمكن القول إنّ أجمل ما قدّمه المصمّم في هذه التشكيلة هي تلك الأزياء الطويلة التي استوحاها من "التوغا"، مثل فستان طويل من الموسلين بكتفٍ واحدة، بلون عسليّ، تمّ تطريزه بالكامل باليد بورود بلونَي الذهب والعاج، فضلاً عن تلك التي غلبت عليها تأثيرات باروكيّة، مثل فستان طويل من "موسلين اللاميه" بتقنية الدرابيه على الكتف.