أخاف الشارع!
منذ خمس سنوات وأنا أعاني من فوبيا المشي في الشارع، ولا أخرج إلا في ضرورة، وقبل الخروج أشعر بدوار وخفقان سريع في القلب، أشترط أن يكون بصحبتي أحد من أسرتي، مما حرمني من أشياء كثيرة، ومازلت مترددة في مراجعة الطبيبة النفسية، فهل تفيد قراءات معينة أو نصائح في التخلص من هذه المخاوف؟
م. البندري
أختي السائلة خوفك الذي تعانين منه معروف باسم «رهاب الساحة Agoraphobia»، وهو قلق من البقاء في الأماكن المفتوحة، فيكون الهروب منها والعودة للمنزل وسيلة للسيطرة على الخوف من نوبة هلع غير متوقعة، وفي بعض الحالات لا تحدث النوبة، ومن خلال وصفك فإن مراجعتك للطبيبة ضرورة لأجل تشخيص رهابك بشكل دقيق، ولتقدير مدى حاجتك للدواء بالتزامن مع العلاج السلوكي المعرفي، وستتبع معك الاختصاصية أسلوب «التعريض التدريجي» لخوفك من الشارع.
التطلع يشلُّ تفكيري
مشكلتي التي لازمتني منذ بداية مراهقتي، أنني أقارن نفسي بالأخريات، حتى وأنا في نهاية المرحلة الجامعية، لا أملّ من مقارنة نفسي بِهنّ من حيثُ ملبسي، وحديثي، طموحي، والنتيجة أنني أشعر أني الخاسرة والأقل تميزًا، فماذا أفعل؟
نسيبة
أختي السائلة: الاختلاف بين الناس قائم وفق مبدأ الفروق الفردية، وحتى التوأمين لا يتشبهان، وهذا يعني أنّ المقارنة مبنية على أخطاء في طريقة تفكيرنا، وبالذات إذا كانت هاجسًا تجاه كل شيء، وكما في حالتك فإنّ المحصلة خسارة تشعرك بأنه لا قيمة لكل إنجازاتك، وعدم رضا عن نفسك وتقدير سلبي لذاتك، أنتِ تهدرين تفكيرك وطاقتك النفسية في مقارنات غير واقعية ولا منطقية، فلو قارنت نفسك بمن هي أقل منك لكانت النتيجة مختلفة، والأولى أن تكون المقارنة بين ما خططت لنفسك وبين ما حققت من إنجازات، فتعرفي على قدراتك وميولك وانشغلي في تنميتها وتطويرها، ومع مرور الوقت تتوارى فكرة مقارنة الذات مع الأخريات.
كيف أسامح زوجي؟
عمري 32 سنة، وأحب زوجي وأرعى واجباته، لكني اكتشفت مؤخرًا وجود امرأة أخرى في حياته، يقول إنه تزوجها منذ فترة، لم أعد أطيق رؤيته وأشعر بنهاية العالم، وأن حياتنا لن تعود كما كانت بعدما فقدت فيه الثقة، مع أنه يؤكد أنه مازال يحبني، فكيف أتعامل مع هذا الموقف؟
Elina
أختي السائلة أتفهم غضبك وانفعالك، فليس هناك شيء أقسى على الزوجة من انعدام الثقة في زوجها، وثورة الشك في إخلاصه وحبه، لدرجة أن بعض الزوجات يقررن الانفصال مباشرة عقب اكتشاف الزوجة الثانية، وهذا ليس التصرف الصحيح في مثل حالتك، لذلك أنصحك باتباع الخطوات السبع التالية للتخلص من الألم النفسي الذي سببه لك زوجك، ولاستئناف حياتك معه، لمصلحة الأسرة والأولاد، ولمصلحتك أيضًا:
تجاوزي الصدمة: على الأقل بعد يومين من اكتشاف غلطته، وربما تعرفين لاحقًا أن آخرين يعرفون بالواقعة، فتغضبين ولكن بدرجة أقل من الصدمة الأولى، وبدلاً من الانفعال، فكري بطريقة متوازنة، وضعي غلطته هذه في كفة وحبه لك في كفة، فأيهما أرجح؟
اطرحي الأسئلة: واستثمري لحظة الاعتراف أو كشف الحقيقة، واتركي له المجال ليبرر ِلمَ فعل ذلك، وحاولي التعرف إلى حالته النفسية حين ارتكب الخطأ، وفي الوقت ذاته تسألين نفسك: هل كنت سببًا في عدم إخلاصه لي؟
أعلني قرارك: هل تغفرين له مباشرة أم تدافعين عن حقوقك وسعادتك؟ وإياكِ أن تتجاهلي الموقف فيكرر الغلط ولا يكترث لمشاعرك، ولا تنسي أن ضعف التواصل وعدم تمضية وقت كافٍ معه، ربما يكون سببًا فيما حدث.
هدئي من روعك وتوقعي الأحسن: واعتبري ما حدث سحابة صيف، وسيدرك ساعتها أن حبك له ليس ضعفًا، وأنك تستمرين معه لمصلحة الأسرة والأولاد.
لا تبحثي في التفاصيل: ومهما حدثتك نفسك بأنه لم يعد مخلصًا لك، فلا تذكِّريه بما فعل، وركزي على علاقته بك في اللحظة الراهنة.
لا تجعلي نفسك حكمًا، وافترضي أنه مخلص في حبه، ولو قال لك: هذه آخر غلطة فصدِّقيه.
تعلمي من التجربة: والتحلي بالصفح ليس من أجل زوجك، بل من أجلك، حيثُ يجنبك نوبات الغضب حال تتذكرين الواقعة ويجعلك تتطلعين إلى المستقبل وتتفرغين لمهامك الوظيفية والأسرية.
اختصاصي الشؤون الزوجية،أندرو مارشال