ابنتي مرتبطة بي!


ابنتي تدرس في المرحلة المتوسطة، والمشكلة أنها لا تستطيع أن تذهب إلى المدرسة إلا برفقتي، وعند دخولها إلى فصلها ترجوني أن أبقى معها في المدرسة لوقت الانصراف، وعندما أتركها، تصاب بحالة نفسية غير عادية، لدرجة الإغماء ويطلب لها الإسعاف، وعندما تشاهدني تفيق من إغمائها وتعود معي سالمة إلى البيت، أحيانًا نتعامل معها بالتشجيع والمدح والثناء، وأحيانًا بالضرب الشديد، ولكن من دون جدوى، فلا تزال تصر على ذهابي معها إلى المدرسة، وعندما تعلم أنني خرجت من المدرسة أثناء الفسحة، تلومني وترفض في اليوم التالي الذهاب إلى المدرسة، فكيف أتعامل مع هذه المشكلة؟

غيوم

 

أختي السائلة ما يحدث لابنتك نوبة هستريا، من خلالها تحصل على ما اعتادت عليه، وهذه النوبة تحقق مكاسب ثانوية، وستبقى ما لم تدرس حالتها من قبل مختص، وإلا فليس من الطبيعي، بكل المعايير، أن تبقى ابنتك، حتى لو كانت في الصف الأول الابتدائي، بصحبة والدتهـا، إلا أن بعض الأطفال يقبل منهم ذلك في الأسبوع التمهيدي، لأنه أمر متوقع لحالات الخوف المدرسي، وهي بهذه الطريقة ما زالت في حالة عدم فطام نفسي، ولكِ أن تتصوري لو أنّ هناك خمس طالبات يعانين مثل ابنتك في كل فصل دراسي، هل ستقبل إدارة المدرسة بذلك؟ إنّ بقاءك معها في المدرسة لفترة، وسماح المدرسة بذلك، يوفر دعــمًا لسلوكها غير المتوافق، وأتصور أنها في المرحلة الابتدائية كانت تعاني من التوتر، وكان هناك قلق من قِبلك ووالدها مبالغ فيه تجاه تحصيلها الدراسي، كما أن أسلوبك المتذبذب بين الشدة والليونة ليس حلًّا، لأنه قائم على الارتجال في حالة رفضها، أو اللين في حالة استجابتها.

مفاهيم كثيرة تحتاج إلى تصحيح، حتى تتمكّني من فهم حالة ابنتك، وبالتالي تتعاملين معها بطريقة مغايرة، خاصة أنها تجاوزت مرحلة الطفولة وشارفت على المراهقة، وما تنطوي عليها من تغيرات، علمًا بأن المدرسة تتحمل جزءًا من بقاء معاناة ابنتك ومعاناتك معها، لعدم توجيهك إلى مختص نفسي ليساعدكما، بدلًا من انتهاجك الإساءة لابنتك من دون قصد، وسيدرس المختص حالتها خارج المدرسة أي سلوكها معكم داخل المنزل.

 

حوار مع النفس

 

الحوار مع النفس، أصدق حوار، فأنت لا تخدعين نفسك، بل تخلصين لها النصيحة، ومن خلال هذه الزاوية نحاول التخفيف من حدة القلق المرضي الذي يعوق مسيرتنا في الحياة، ونفتح نافذة للتعرف على أهم الحالات التي تنتاب النفس البشرية في المواقف الصعبة.

كل أسبوع نختار لك فيلمًا يعالج حالات نفسية خاصة، وهذا الفيلم «فيكتوريا الصغيرة»، يصوِّر الحالة النفسية للملكة، وهي تعتلي عرش بريطانيا في سن مبكّرة، وقصة حبها مع ألبرت، ومواجهتها المكائد والمؤامرات في البلاط الملكي، وحزنها الشديد لفقد زوجها.

يدور الفيلم حول حياة المجتمع البريطاني خلال الحقبة الأولى من عهد الملكة فيكتوريا، التي وجدت نفسها فجأة في مواجهة خلافات عائلية، بعد تنصيبها ملكة، وهي في الثامنة عشرة من عمرها، وعلى الرغم من خلو الفيلم من الميلودراما والمعارك الدامية، فإن قصة الحب الرومانسي بين فيكتوريا وألبرت، تستدعي التعاطف مع الملكة الشابة وهي تفقد زوجها في الثانية والأربعين من عمره، لتقضي بقية حياتها وحيدة، تجتر أحزانها، على الرغم من كونها ملكة بريطانيا العظمى.

 

فقدان المناعة الذاتية

 

ربما تشعرين بالملل والكآبة، ولا تجدين شيئًا يُدخل عليك البهجة، وقد تفقدين الثقة في ذاتك وفي الآخرين، وحينئذٍ تسألك نفسك:

> ما العمل إذًا وكيف نتمكن من مواجهة الحياة وأحداثها المؤسفة؟

ـ  قولي لها: إن الوظيفة الأساسية للجهاز النفسي تنحصر في إعادة الاتزان بعد التعرض لتجربة ما تصيب حياتك بالاضطراب، وتتم عملية إعادة الاتزان هذه عن طريق إفراغ التوتر الناشئ عن تلك التجربة، وكبح جماح هذا التوتر، أو عن طريق الإفراغ والكبح معًا.

> تسألك نفسك: وماذا يحدث لو فشل الجهاز النفسي في هذه المهام؟

ـ قولي لها: إذا لم يتمكن الإنسان من إفراغ التوتر أو كبت الرغبة والتسامي عنها ونسيانها، فإن جهازه النفسي يكون قد فقد القدرة على السيطرة ومواصلة المسير في خضم الأحداث اليومية.

> وما الأسباب التي تؤدي إلى تعطيل المناعة النفسية؟ كذلك تلح نفسك بالسؤال.

> لها فقولي: إن اختزان المكبوتات والمواقف السلبية واستبقاءها في العقل الباطن، يفسد عمل المكابح النفسية، وعندما نفشل في السيطرة على الألم، يزداد الإحباط وننخرط في نوبات انفعالية عاتية، ليكون المسرح خاليًا لأية تجربة سلبية جديدة قد تزيد من تدمير الذات.

لو راعيت كل هذه المحظورات، فسوف تُحافظين على مناعتك النفسية، وتعودين للابتهاج وتذوق السعادة من جديد.

د.محمد رمضان

أستاذ علم النفس بأكاديمية شرطة دبيّ

 

السمات النفسية

لصاحبة الرداء الأبيض!

 

«ليس هناك أكثر بساطة من البلوزة البيضاء»، مقولة ظلت سائدة لفترة، لكن خبير الأزياء «ستيفن بايلي» يكشف المعاني الخفية والسمات النفسية لكل منْ ترتدي الأبيض، فيقول: بساطة الأبيض إنما هي بساطة خادعة، وصاحبة الرداء الأبيض، ليست فقط مباشرة في التعامل، وجادة في تحمل المسؤولية، وواضحة وصريحة، بل إن الأبيض يتضمن معاني غير ملحوظة، ولا يعني البياض خلو الرداء من الألوان، بل يعني اشتماله على كل الألوان، وبالتالي فإن قرارك ارتداء الأبيض إنما يمثل تحديًا كبيرًا لكِ، وإعلانًا للعالم عن سماتك الشخصية، باعتبار أن البقع أوضح ما تكون مع البياض، مما يعني أنه ليس لديك ما تخشين منه.

وعلى الرغم من أن القميص الأبيض يحدث مفعولًا كبيرًا في تحسين حالتك النفسية، فإنه يشترط في الأبيض أن يكون غاية في الأناقة والشياكة، وألا تظهر به أية عيوب، مهما كانت بسيطة، حتى لا يكون واجهة غير موفقة لشخصيتك.

أناقة الأبيض مرتبطة بمواصفات الموديل والتصميم والثنيّات والزركشات، مما يضفي عليه الكثير من الأنوثة، فينقل إلى الآخرين أكثر من رسالة، منها: أن رأيي صائب في معظم الأحوال، وبقدر ما أنا محافظة فإنني أيضًا رومانسية.

بينما لو ارتدتْ الأنثى قميصًا أبيض رجاليًّا، فإن رسائلها تكون مغايرة، تحمل مضامين الطاعة والتمرد في الوقت ذاته، وكأن كل منْ تلبس «الأبيض الرجالي» تريد أن تقول: أنا أفكر في شريك الحياة، ويبدو أن الانتظار قد طال، لدرجة أنه لم يعد يفرق عندي أن أرتدي قميصًا أبيض رجاليًّا أو نسائيًّا، وهذه أسوأ رسالة تعبّر بها المرأة عن موقفها تجاه الرجل.