المقارنة تشعرني بالفشل!
عمري 21 سنة، وأعاني من الإحباط الشديد، ولا أرضى عن لبسي وشكلي، ومهما ذاكرت أتوقع أني لن أنجح، خاصة أن أبي وأمي يتبعان أسلوب المقارنة ويريدان أن أكون متميزة، حاولت التخفيف من مشكلتي وقرأت عن الإحباط في علم النفس، لكن ازدادت حالتي سوءًا، فهل يمكن علاجي من دون أدوية نفسية؟
ود
أختي السائلة:
ما تعانينه رهاب اجتماعي تشَكّل من التربية، ومن تصورات غير صحيحة عن ذاتك، جعلتك تفتقدين للتوكيدية التي تتطلب تدريبات واكتساب مهارات لتكوين صورة إيجابية عن ذاتكِ، ومتى ما صححت الأفكار غير المنطقية والخاطئة، التي تسبب توترك وإحباطك، فلن تركزي كثيرًا على مسألة قبول الآخرين ورضاهم عنك، ولن تحلمي بالحصول على ما يتميز به الآخرون، وحين تتجاوزين هذه الأفكار فقد قطعت شوطًا في الاستعداد للعلاج، وحينئذٍ يمكنك التواصل مع الاختصاصية النفسية، وأغلب الظن أنها لن تصف لك دواء، لأنك في حاجة إلى مناقشة مفاهيمك وتعزيز الإيجابية لديك، بعدها تتصرفين في المواقف بطريقة سليمة تقوي التوكيدية وتقبل الذات والرضا من قبل الآخرين.
أحلام اليقظة!
عمري 17 سنة، ومنذ فترة تسيطر عليَّ أحلام اليقظة وتستمر معي ساعات، على صورة فيلم أو قصة تشغلني طوال يومي، وأتخيل نفسي في مواقف وأحداث حتى خلال الدراسة، مما أثّرت على تحصيلي الدراسي، فماذا أفعل لمقاومة أحلام اليقظة؟
علياء
أختي السائلة:
من طبيعة المرحلة العمرية التي تعيشينها ظهور التخيلات، وتعتبر أحلام اليقظة جزءًا من فترة المراهقة، وهي استجابات بديلة للاستجابات الواقعية كوسيلة لإشباع دوافع في واقعك لم تشبع، أو لتعويض واقع غير مستقر، أو لمحاولة تحقيق إشباع جزئي وتخفيف حدة القلق والتوتر، لكن الاستغراق فيها بالشكل الذي ذكرت يعد غير طبيعي، لأنه يشلّ إمكانياتك ويعطل نشاطاتك ويستهلك طاقتك النفسية، فينعكس سلبًا على تركيزك ودراستك وعلاقاتك، وكونك أصبحت غير قادرة على السيطرة في استغراقك واسترسالك في الخيالات لمعظم يومك، فإنّ هذا مؤشر لأعراض تحتاج إلى تقويم من قبل الاختصاصي النفسي.
الاختصاصي سليمان القحطاني
حاصل على ماجستير في علم النفس العيادي
يعمل حالياً بوحدة الخدمات الإرشادية لمشاكل الطلاب في وزارة التربية في السعودية.
في مرضي تَخلّيْن عني!
خلال السنوات الماضية أصابني مرض عضال، وتغلبت عليه ولا أعاني من الأعراض، لكن حياتي انقلبت رأسًا على عقب، حيثُ تخلى معظم صديقاتي عني، ولم أجد حولي سوى والديّ، أشعر بغصة من عدم الوفاء، وفقدت الثقة في محاولة استعادتهن أو حتى الدخول في صداقات جديدة، لا أجد شيئًا مبهجًا، وعلى الرغم من أن صحتي أفضل، فإنني أخشى أن أكون عبئًا على الآخرين لو عاودني المرض في المستقبل.
مارجريت
أختي السائلة:
بدلاً من الأسى والحزن على تخلي صديقاتك عنك، اعترفي بالأمر الواقع وابدئي بتكوين صداقات جديدة، واشغلي وقتك بما يسعدك، ويبدو أن الحالة المرضية التي تعافيت منها قد نالت من ثقتك بنفسك، مع أن المتوقع بعد تحسن صحتك واختفاء الأعراض أن تبتهجي وتفرحي، وألا تركزي اهتمامك على من تخلين عنك وقت المحنة، والغريب أنك تشكين من عدم وجود شيء مبهج في حياتك، وكأن استعادة الصحة ليست في حد ذاتها مبهجة، وكأن فترة تعايشك مع المرض جعلتك تشعرين ببعض الفراغ بعد الشفاء، لذلك أنصحك بالخضوع لتأهيل نفسي، وبإقامة حفلة بمناسبة شفائك تدعين إليها كل من وقف بجانبك وقت الشدة، وبالبحث عن وظيفة تناسب ظروفك للتغلب على الوحدة وللتخلص من المشاعر السلبية.
الاختصاصية النفسية لوسي بريسفورد