كيف ترين نفسك؟

كيف ترين نفسك؟

هناء عوَّاد،أستاذة علم الاجتماع، تتساءل من منا لا يحب أن يعرف رأي الآخرين فيه؟ فبعد مرور مرحلة الطفولة، تصبح نظرة الآخرين لنا مهمة، لأنها تزيد من ثقتنا بأنفسنا، ونبدأ من هذا الوقت العمل على أنفسنا ومظهرنا وتحسين علاقتنا بالآخرين، لكنها تعلّق: «ليس من المهم كيف يراكِ الآخرون، وإنما كيف ترين أنتِ نفسكِ، فإذا كانت نظرتكِ لنفسكِ إيجابية، فاعلمي أنكِ تسيرين في الطريق الصحيح، أما اللواتي ينظرن إلى أنفسهن نظرة سلبية، ذلك لأنهن ينظرن لذواتهن منفصلة عن إمكانياتهن وقدراتهن الحقيقية. وإليك بعض القواعد التي تؤدي إلى كسب حب الناس:

 

1- أجيدي فن الإصغاء لمن يحدثك، فمقاطعتك له تضيِّع أفكاره، وتفقده السيطرة على حديثه، وبالتالي تجعله يشعر بالحرج منك، فيتجنب الاختلاط بك.

2-  اختاري أجمل كلماتك، وابتعدي عما يُنفّر الناس من المواضيع، فحديثك دليل شخصيتك.

3- حاولي أن تبدين مبتسمة دائمًا، فالابتسامة تعرف طريقها إلى القلب.

4- قللي من المزاح، فكثرته تحطُّ من القدر، وقد يكون مزاحك ثقيلاً فتفقدين من تحبين، وعليك اختيار الوقت المناسب لذلك.

5- ابتعدي عن التلون والظهور بأكثر من وجه، فمهما بلغ نجاحكِ، فسوف يأتي عليكِ يوم، وتتكشف أقنعتكِ.

6- ابتعدي عن التكلف في الكلام والتصرفات، مع الحرص على عدم فقدان الاتزان، وفكري في كل ما تقولين قبل أن تنطقي به.

 

كلمات نقتل بها أولادنا

يتناول المؤلفان، جوزيف ميسينجر، كارولين ميسينجر، في كتابهما «كلمات نقتل بها أولادنا» تحليلاً لمضمون بعض الأمثلة والكلمات التي لها تأثير سلبي ونفسي على شخصية الطفل منها:

 ـ «عندما تكبرين ستفهمين». ـ «إذا استمررت في تناول الطعام، ستصبحين سمينة كأمكِ». ـ «أنا في سنك، كنت كذا...». ـ «ابنة عمك ناجحة في كل شيء، أما أنت ففاشلة». ـ «انظري في عيني عندما أكلمك».

عبارات تبدو بريئة في الظاهر ولكنها تقتل بناتكن على الصعيدين النفسي والعاطفي، تهدم ثقتهن بأنفسهن وتشوه حياتهن وتغير مسار مستقبلهن، ومن منا لم تعلق في ذهنها عبارة أو كلمة قالها لها والدها أو والدتها في طفولتها فبقيت تتردد في أذنيها لسنوات بعد ذلك؟ لا تقللن من شأن تأثيركن على أولادكن فنجاحهم مرهون بما تتفوهن به.. وفشلهم أيضاً!

 

حوار مع النفس

الحوار مع النفس هو أصدق حوار، فأنت لا تخدعين نفسك، بل تخلصين لها النصيحة، ومن خلال هذه الزاوية نحاول التخفيف من حدة القلق المرضي الذي يعوق مسيرتنا في الحياة، ونفتح نافذة للتعرف على أهم الحالات التي تنتاب النفس البشرية في المواقف الصعبة

 

الغيرة المرضية

ربما تسألك نفسك عن نوعية الغيرة التي لديك هل هي سوية أم مرضية، ـ  فقولي لها: الغيرة السوية التي تدفعك للحفاظ على الزوج والأسرة وتدفعك للتقدم في الحياة، بينما الغيرة المرضية تحوِّل البيت إلى سجن، وتجعل منك سجانةً ورئيسة للمباحث الزوجية وقاضيةً وجلادةً للزوج طالما مكث في البيت، وتدفعك لا شعورياً للتفتيش في موبايله وأجهزة الكمبيوتر الخاصة به عن أية اتصالات أو أرقام لا تعرفينها، ومهما حاول زوجك الدفاع عن نفسه فإن الغيرة المرضية لديك تجعله مذنباً على الدوام، ولو استمررت في ممارسة هذه الغيرة القاتلة فإن زوجك سيتمرد في لحظة ما ويقرر الخلاص من هذا السجن بالطلاق.

 تسألك نفسك: أليس الرجل أيضاً يغار غيرة مرضية، لدرجة تدفع الزوجة لطلب الطلاق أو الخلع؟

قولي لها: نعم، وهناك في علم التحليل النفسي سمات شخصية للمصاب بالغيرة المرضية سواء كان الزوج أو الزوجة، منها:

أنها إسقاط لا شعوري عن رغبة في نيل إعجاب الآخرين، وباعتبارها رغبة محرمة شرعاً، تتم معاقبة الطرف الآخر بالتفنن في أساليب الغيرة المرضية، بدلاً من معاقبة الذات على ما يراودها من أفكار.

 أن الغيرة المرضية تؤدي بالزوجة (أو الزوج) إلى الإصابة بالوسواس القهري، لتظل معتقدة أن زوجها على علاقة بأخرى، أو تزوج عليها، علماً أن إصابات الوسواس القهري أكثر بين الرجال المصابين بالغيرة المرضية منها بين النساء، مع أن ضحايا الغيرة المرضية ـ بصفة عامة ـ أكثرهم من الرجال ، وقد ينتهي الأمر بإصابة الزوج بارتفاع في ضغط الدم أو بجلطة في الدماغ.