أعلنت فرق التنقيب والاستكشافات الأثرية في موقع "قُرح" بمحافظة العلا السعودية عن اكتشاف "فأس يدوي" يعود إلى العصر الحجري القديم، الذي يقدر بأكثر من 200 ألف عام، حسبما كشفت الهيئة الملكية لمحافظة العلا.
مواصفات الفأس
ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس"، يبلغ طول الأداة الحجرية المصنوعة من البازلت الناعم 51.3 سم وقد تم حفرها على كلا الجانبين لإنتاج أداة قوية ذات حواف قطع أو تقطيع قابلة للاستخدام، ولا تزال تجري الدراسات لمعرفة الدور الذي يستخدم فيه الفأس اليدوي.
وتم اكتشاف الأداة الأثرية من قبل فريق من علماء الآثار، بقيادة الدكتور كان وجيزيم أكسوي، من شركة TEOS Heritage للاستشارات التراثية، الذي يعمل على استكشاف المنطقة المحيطة بموقع قرح الأثري جنوب العلا، بحثاً عن أدلة على وجود الإنسان في العصور القديمة، وتمكن الفريق من إيجاد عددٍ من المكتشفات الأثرية التي تعود إلى العصر الإسلامي الأول، إلاّ أن هذا الاكتشاف الجديد يعد بكتابة فصل جديد من تاريخ البشرية في شبه الجزيرة العربية وخارجها.
ويُعد هذا الاكتشاف واحداً فقط من بين أكثر من اثنتي عشرة أداة حجرية مشابهة، وتعود جميعها إلى العصر الحجري القديم، ومن المتوقع أن يكشف المزيد من البحث العلمي عن تفاصيل إضافية حول أصول ووظيفة هذه الأدوات والأشخاص الذين صنعوها منذ مئات آلاف السنين.
موقع قرح
ويعد موقع "قُرح" أحد المواقع التاريخية التي اكتسبت شهرة واسعة في الفترات الإسلامية المبكرة، وكانت من أهم المواقع الحضرية في الجزيرة العربية، وتكتنز بالأسرار والشواهد التاريخية والأثرية، وبلغت في فترة ماضية نمواً وازدهاراً تبوأت من خلاله مكانتها في القرون الأولى للإسلام كذلك.
تابعوا المزيد: مهرجانات ومغامرات.. أزمث العلا تطلق عددا من الفعاليات احتفالا باليوم الوطني السعودي 93
أهمية كبرى للاكتشافات
وتشرف الهيئة الملكية لمحافظة العلا، التي عيّنت شركة TEOS على هذا المشروع، على 11 مشروعاً أثرياً متخصصاً آخر لأعمالٍ ميدانية في العلا وخيبر، ضمن خطوات تسعى للاكتشافات عن أسرار العصور القديمة، وتولي الهيئة أهميةً كبرى للاكتشافات الأثرية في إطار خطتها الشاملة لتطوير العلا، لتصبح وجهةً رائدةً عالمياً للتراث الطبيعي والثقافي.
معالم العلا السياحية
وفقاً لـ"واس"، تضم " العُلا " معالم سياحية تاريخية لحضارات مختلفة من بينها موقع "الحِجر" الذي بنته إبداعات الحضارة النبطية، وسُجِّل كأول موقع تراث عالمي لليونسكو في المملكة، وكذلك"جبل عكمة" الذي يُصنف كأكبر المكتبات المفتوحة في الجزيرة العربية كونه يضم مئات النقوش الأثرية، وجبل "الفيل" الذي يشبه بشكلة المنحوت الفيل، إضافةً إلى "البلدة القديمة" التي كانت ملتقى قوافل الحجاج قديماً، وبجوارها الواحات الخضراء التي تضم مئات النخيل وأشجار الحمضيات المتنوعة، كما تقام في المحافظة العديد من المهرجانات والاحتفالات من أهمها مهرجان "شتاء طنطورة".
ومن الأودية المشهورة في المحافظة "وادي عِشار" الذي يتميز بتضاريسه الجغرافية المذهلة، وتكويناته الصخرية التي شُيِّدَت في وسطها أفخم الفنادق الصحراوية، بالإضافة إلى قاعة "مرايا" الحائزة على جوائز عالمية، كأكبر مبنى مغطى بالمرايا العاكسة في العالم.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر