ظاهرة فلكية تزين سماء الوطن العربي فجر يوم السبت 18 نوفمبر 2023، والمميز أنها ستشاهد بالعين المجردة دون الحاجة لاستخدام أدوات أو معدات الرصد، ووفقا لما ذكره المهندس ماجد أبوزاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، فإن من المتوقع أن تقدم ذروة تساقط زخة شهب الأسديات عرضاً رائعاً في سماء السعودية والوطن العربي خلال الساعات المقبلة من فجر السبت.
ظاهرة فلكية فجر السبت
ووفقا لما ذكره المهندس ماجد أبوزاهرة، فإن شهب الأسديات تنشط سنوياً في الفترة من 6 لـ 30 نوفمبر، وتعتبر من الشهب المتوسطة التي تنتج في المعدل عند ذروتها بين 10 لـ 15 شهاب بالساعة ومصدرها الجزئيات الغبارية من المذنب " تمبل – توتال "، وعادة ما يتم رصد شهب الأسديات قبل شروق الشمس خلال مراقبة الأفق الشرقي، على أن تتوفر ظروف الرصد خلال التواجد في موقع مظلم بعيدا عن أضواء المدن، وأكد "أبوزاهرة" أن القمر سيكون صاحب تأثير خافت على رؤية الأسديات للعام الجاري 2023.
وتابع "أبوزاهرة"، مشيرة إلى أن عملية رصد شهب الأسديات لا تحتاج لمعدات خاصة، وإنما يمكن رصدها بالعين المجردة شرط أن يتواجد الشخص في مكان مظلم لمدة 20 دقيقة بحيث يسمح للعين للتكيف مع الظلمة لزيادة فرص رؤية ظاهرة الشهب بوضوح، واسترسل موضحا أن تلك الظاهرة عادةً ما تحدث سنوياً في نفس توقيت عبور الأرض خلال الحطام الذي خلفه مرور المذنبات "الأجسام الصخرية والجليدية الصغيرة المتبقية من تكوين النظام الشمسي".
وتنتج الظاهرة على النحو التالي، بداية عندما تشق المذنبات طريقها نحو الشمس من الأعماق الباردة والمظلمة للنظام الشمسي تبدأ في التسخين ثم يتصاعد الجليد حيث ينتقل من الحالة الصلبة إلى الشكل الغازي وتطلق جزيئات صلبة وكثير منها بحجم حبة الرمل أو حبيبات القهوة، ثم تقوم قوى الجاذبية والرياح الشمسية وحتى الضغط من فوتونات ضوء الشمس بتجميع الحطام في تجمعات تدور حول الشمس على نفس المسار المداري مثل المذنب الأصلي.
بدورها قد يقع مسار رحلة الأرض خلال ذلك التجمع الكثيف من الحطام وبمجرد أن تصطدم الجسيمات بغلافنا الجوي فإنها تسخن كثيرا بحيث تتبخر في وميض من الضوء وتحترق الجسيمات الأكبر سطوعًا على ارتفاع من 70 لـ 100 كيلومتر تقريباً، وتصبح مرئية وساطعة لبضع ثوانٍ وقد أطلق عليها اسم "كرات النور" وغالباً ما تنتجها شهب الأسديات.
سبب ظهور شهب الأسديات
يوضح ماجد أبوزاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن سبب ظهور شهب الأسديات يرجع لسببين، الأول هو إنتاجها للعواصف الشهابية بشكل منتظم، والثاني دورها الأساسي في مساعدة علماء الفلك على اكتشاف الطبيعة الحقيقية لزخات الشهب.
الغريب في الأمر أن المذنب "تمبل – توتال"، هو مصدر شهب الأسديات، وعادة ما يعود كل 33 عاما للجزء الداخلي للنظام الشمسي، لينثر حطام غباري جديد، ووفقا لأحدث التقارير التي سلطت الضوء على العاصفة الشهابية للاسديات عام1833، فقد تبين أنه تم إنتاج 100ألف شهاب في المتوسط كل ساعة وقد سجل بعد ذلك في عامي 1866 و 1867 آلاف الشهب في الساعة، ما يزيد الأمر غرابة أن فترة 33 عاما تقريبًا لعواصف شهب الأسديات ليست مرتبطة مباشرة بمسار عودة المذنب، نظرا لأن العواصف الشهابية للأسديات تنتج عن مسارات الحطام الكثيف التي تم تشكيلها قبل أكثر من مائة عام.
للمزيد تابعي يرى بالعين المجردة.. خسوف جزئي للقمر في سماء الوطن العربي غدا
وعن التوقعات الدائرة بشأن حدوث عاصفة شهابية هذا العام، يرجح "أبوزاهرة" أن علينا الانتظار أكثر من 10 سنوات لحدوث العاصفة الشهابية التالية، من المتوقع أن يرصد إلى جانب شهب الأسديات في سماء الفجر نجوم لامعة مثل قلب الأسد و الشعرى والدبران و العيوق ونجوم الجوزاء ونجوم الثور وعنقود الثريا اضافة إلى كوكب الزهرة.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر