عثر عمال خلال أعمال ترميم لمبنى البرلمان في هولندا، على كبسولة زمنية عمرها 99 عاماً مخبأة تحت تمثال للملك فيليم الثاني، وتحوي الكبسولة وثائق تاريخية وكتباً عن المعارك الهولندية ضد نابليون.
وفوجئ العمال الذين يتولون إعادة تأهيل مبنى البرلمان في لاهاي باكتشاف صندوق معدني مخبأ بين جدارين يدعمان قاعدة تمثال الملك فيليم الثاني "1792–1849".
مفاجأة مدهشة
وأذهل هذا الاكتشاف المؤرخين الذين لم تكن لديهم أي فكرة عن وجود هذه الكبسولة الزمنية، إذ كشفت المؤرخة الفنية لبلدية المدينة صوفي أولي، أن العثور على هذا الصندوق "كان مفاجأة مدهشة".
محتويات الكبسولة
وتولى يان فان زانن رئيس البلدية وهو يضع قفازات بيضاء، فتح الكبسولة بطريقة احتفالية كاشفاً عن محتوياتها، وهي عبارة عن رسائل ووثائق وكتب.
والكتب عبارة عن سرد من ثلاثة مجلدات باللغة الفرنسية لمعارك فيليم الثاني، ومنها معركة واترلو عام 1815 ضد نابليون من تأليف المؤرخ العسكري الشهير في ذلك الزمن فرنسوا دو با.
وقال فان زانن إن المحتويات "تعطي انطباعاً جميلاً عن تلك الحقبة"، مشيراً إلى أنه من بينها "قصيدة للملك وأخرى للمدينة والبلد".
وأضاف رئيس البلدية "أنها تعيدنا إلى 99 سنة قبل عام 2024".
مواصلة التقليد
وقال رئيس البلدية إن المدينة تعتزم مواصلة هذا التقليد من خلال وضع كبسولتها الزمنية عند استبدال التمثال عام 2028، وشرح أن البلدية ستطلب من سكان لاهاي إبداء رأيهم في شأن ما ينبغي أن يتضمنه الصندوق "لمن سيفتحه بعد 100 عام".
ومع تأكيده أنه سيحترم إرادة الناس، إلا أنه أشار إلى أنه يفضل تضمين الكبسولة الجديدة "على سبيل المثال بعض الصور من اليوم، ونصاً عن تجديد المبنى وقطعة نقود معدنية واحدة بقيمة يورو".
تابعوا المزيد: الملك ويليم ألكسندر والملكة ماكسيما في صور جديدة اختتاماً لاحتفالات الذكرى العاشرة لحكمه
الملك فيليم الثاني
ولد فيلم الثاني في مدينة لاهاي عام 1792.وهو الابن الأكبر للملك فيليم الأول.
قضى فترة شبابه في برلين، حيث التحق بالتعليم العسكري وخدم في الجيش البوروسي. ثم تعلم في جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة.
في 7 أكتوبر عام 1840 أصبح فيلم الثاني ملكاً للبلاد بعدما تنازل والده عن العرش. لم يتدخل كثيراً بالسياسة كما فعل والده، ومع أنه كان محافظاً وليس ديموقراطياً، إلا أنه كان يتعامل مع الأمور بحكمة واعتدال.
وبعد اندلاع ثورات 1848 في سائر أنحاء أوروبا، أصبح فيلم الثاني ليبرالياً في ليلة وضحاها وأمر بإقامة دستور جديد للبلاد يتمتع بموجبه الشعب بحق التصويت والمشاركة وصنع القرار.
وتم تقليل سلطات الملك بعد هذه التعديلات، وأصبحت السلطة السياسية في يد مجلس النواب الهولندي. وأصبح الملك جزءاً من الحكومة ولم يعد سيدها.
وأدت حكومته الأولى والوحيدة اليمين الدستورية بموجب شروط الدستور الجديد قبل بضعة أشهر من وفاته المفاجئة في تيلبورخ، في شمال برابنت في عام 1849.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر