خطوة مميزة أعلنت عنها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" تتضمن تدشين مبادرة الأولى من نوعها لإحياء الشعاب المرجانية في المملكة العربية السعودية تحت عنوان "مبادرة كاوست لإحياء الشعاب المرجانية"، وذلك بالتعاون مع نيوم، وتعد هذه المبادرة الأولى والأكبر من نوعها لإعادة إحياء وترميم الشعاب المرجانية في العالم، وتعكس قيمة الجهود الدولية في هذا المجال.
وأعلنت "كاوست" عن تكفلها بتمويل المبادرة بالكامل باعتبارها تحظى بمكانة رائدة على المستوى العالمي، والأولى بين الجامعات العربية وفقا لأحدث تصنيف للجامعات العالمية لمجلة التايمز للتعليم العالي، وتؤكد هذه الخطوة التزام الجامعة بحماية البيئة والحفاظ على الموارد الثمينة.
بدوره صرح البروفيسور توني تشان، رئيس كاوست، في هذا الصدد منوها إلى ارتباط الأحداث البيئية الأخيرة بالأزمة العالمية التي تواجهها الشعاب المرجانية، وقال "تُشكل الأحداث البيئية الأخيرة تذكيراً صارخاً بالأزمة العالمية التي تواجهها الشعاب المرجانية، الأمر الذي يحتم علينا إيجاد مسار لترقية جهود الترميم الحالية وتطويرها إلى عمليات واسعة النطاق لعكس المعدل الحالي لتدهور الشعاب المرجانية، وهو ما تسعى كاوست لتحقيقه مدعومة باستراتيجيتها الجديدة وبالخبرات العالمية الرائدة لأعضاء هيئة تدريسها".
مبادرة إحياء الشعاب المرجانية
وفقا لما جاء في البيان الصحفي الصادر عن "كاوست" فإن مبادرة إحياء الشعاب المرجانية تستهدف تأسيس منشأة لتربية الشعاب المرجانية على ساحل نيوم في شمال غربي المملكة، ومن مكتسبات تلك الخطوة إحداث وصنع تحول نوعي في جهود إحياء الشعاب المرجانية عبر قدرتها الإنتاجية التي تصل لـ40 ألف شتلة مرجان سنوياً.
ووصفت "كاوست" منشأة تربية الشعاب المرجانية بأنها تجريبية يمكن للباحثين الاستفادة منها في تصاميم مبادرات شاملة وواسعة النطاق لإحياء الشعاب المرجانية في المستقبل، ومن خلال تلك المنشأة سيصبح بالإمكان بناء أكبر حضّانة مرجانية برية في العالم، مزودة بأحدث التقنيات المتوافرة لإحياء الشعاب المرجانية، وبقدرة إنتاجية تصل لأكبر بعشرة أضعاف القدرة الحالية.
وتشير "كاوست" في البيان الصحفي إلى أنه من المتوقع أن يُنجز المشروع بحلول ديسمبر 2025، وصرح المهندس نظمي النصر، الرئيس التنفيذي لنيوم "يعكس هذا المشروع البيئي النوعي اهتمام نيوم المستمر بتعزيز مبادئ الاستدامة وابتكار حلول للتحديات التي تواجه البيئة والعالم. وانطلاقاً من موقعنا كرواد للتنمية المستدامة، سنعمل مع جامعة كاوست على هذا المشروع لإحياء المواقع الحيوية للشعب المرجانية، بصفتها واحدة من أهم النظم البحرية البيئية، إلى جانب تسليط الضوء على أهميتها وقيمتها العلمية بمايضمن المحافظة عليها للأجيال القادمة".
تحديات تواجه الشعاب المرجانية
جاء الاهتمام بمبادرة إحياء الشعاب المرجانية نظرا لأنها تعتبر موطنا لحوالي 25% من الكائنات البحرية المعروفة، رغم أنها تغطي أقل من 1% من قاع البحر، إلا أنها أساس الحياة للمنظومة بأكملها باعتبارها حاضنة للكائنات البحرية، وما يزيد تخوف العلماء أن هناك بعض العوامل التي تهدد حياة الشعاب المرجانية أبرزها ظاهرة ارتفاع معدل الابيضاض الجماعي لها.
وأشار الخبراء إلى أن 90% من الشعاب المرجانية العالمية في طريقها للتعرض للإجهاد الحراري الشديد سنويا بحلول عام 2050، وتحت مظلة رؤية السعودية 2030، تستفيد المبادرة من الأبحاث الرائدة عالميا في مجال النظم البيئية البحرية، كما أنها بمثابة منصة لتجربة آليات إحياء المرجان التي يتم ابتكارها في "كاوست"، ولعل من أبرز الأهداف التي تسعى إليها المبادرة نشر مليوني قطعة مرجانية بما يساهم في الحفاظ على البيئة.
تابعي أيضا البطريق في طريقه للانقراض بحلول هذا العام
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر