اكتشاف أرضية فسيفسائية نادرة في قاع البحر

اكتشاف أرضية فسيفسائية نادرة في قاع البحر
الأرضية المكتشفة من نوع "أوبس سكتيلا" وهو نوع من أعمال الفسيفساء - الصورة من unsplash

اكتشف باحثون عن الآثار الرومانية القديمة، أرضية رخامية ضخمة متعددة الألوان بحالة جيدة جداً، مصنوعة من الفسيفساء الراقي، وذلك خلال تنقيبهم في أطلال مدينة بايا الإيطالية، التي غمرتها المياه في نهاية عصور روما القديمة.

وأعلن الباحثون، عن بدء الخبراء بعمليات الترميم، وتشكل المدينة الغارقة اليوم، محمية طبيعية واسعة تحت الماء، تحتوي على العديد من التماثيل وأطلال القصور والفسيفساء الرومانية المحفوظة بشكل جميل.

محمية طبيعية في قاع البحر

وتضم المكتشفات الجديدة، آلاف الألواح الرخامية بمئات الأشكال والألوان، وتمتد على مساحة حوالى 250 متراً مربعاً في قاع البحر، لذلك يعتبر ترميمها عملاً صعباً لتنوع ألوانها.

ولا تقتصر صعوبة الترميم على تنوّع الألوان، بل إن الترميم تحت الماء يشكل تحدياً معقداً بسبب "التفتت الشديد" للبقايا والحجم الكبير للأرضية.

تنوّع غني من الرخام واللؤلؤ

وأفاد العلماء، أن الأرضية المكتشفة من نوع "أوبس سكتيلا"، وهو نوع من أعمال الفسيفساء التي تتكون من مواد مثل الرخام واللؤلؤ والزجاج، قطعت ورصعت لتكوين صور أكبر.

وبحسب العلماء، فإن القطع المستخدمة لإنشاء أعمال فنية أكبر بكثير من تلك الموجودة في الفسيفساء المغطاة بالفسيفساء غالباً ما تستخدم لتشكيل أجزاء كبيرة من التصميم، على عكس تصميمات الفسيفساء المرصوفة من قطع أصغر حجماً.

بايا الغارقة

بنيت مدينة بايا الإيطالية في نهاية عهد الإمبراطورية الرومانية، قبل أن تتسبب المتغيرات في غرق الأرض التي أقيمت عليها في قاع البحر.

وقعت بايا الرومانية قديماً على شاطئ خليج بوتسوولي، في ما يعرف حالياً بجنوب إيطاليا، وكانت بمثابة ملعب للنخبة في أوجها.

وشكلت منتجعاً ساحلياً عصرياً، ضمَّ قصوراً فاخرة سكنها العديد من الحكّام يمن فيهم يوليوس قيصر ونيرون.

كما شكلت إضافة إلى موقعها نقطة جذب بسبب ينابيعها الساخنة الطبيعية العلاجية، وسمعتها المرتبطة بالمتعة والسعادة، حتى لقبها مؤرخو العهد الحديث بـ"لاس فيغاس روما القديمة".

وكانت أهم أصول بايا هي الحمامات الحرارية، التي كانت تحتوي على مياه طبية ساخنة بسبب النشاط البركاني في الأرض تحت بايا، كما تميزت المدينة الغارقة بجمالها وروعة مبانيها وشوارعها المرصوفة بالفسيفساء.

لكن النشاط البركاني في المنطقة تسبب في ارتفاع الأرض وهبوطها على مر القرون، وغمر البحر الأبيض المتوسط بايا ببطء، لكن لا تزال أنقاضها تظهر في المياه التي يبلغ عمقها ستة أمتار في المتوسط، ولذلك تم منح المكان لقبًا جديدًا "أتلانتس" في إيطاليا.

تابعوا المزيد: حل لغز اختفاء سفينة قبل 120 عاماً

يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة اكس