التشكيلية أضواء الصالح: لـوحة «صحراء المملكة» تمثل وطني بكل عراقته

لـوحة «صحراء المملكة» لتشكيلية أضواء الصالح
لـوحة «صحراء المملكة» لتشكيلية أضواء الصالح

شابة سعودية في الـ 26 من عمرها، أحبَّت الرسم منذ الصغر، فدخلت كلية الهندسة المعمارية بجامعة الأمير سلطان، وتخرَّجت فيها، مستفيدةً بذلك من موهبتها التي تحاكي اختصاصها الأكاديمي. وفي خطوةٍ مهمةٍ على طريق تحقيق حلمها بأن تصبح رسَّامةً عالمية، أطلقت أخيراً أول معرضٍ شخصي لها، جذب إليه كثيراً من الزوَّار، الذين أبدوا إعجابهم بإبداعاتها. برز من بين لوحاتها رسمة، أطلقت عليها اسم «صحراء المملكة»، إذ ترى فيها لوحةً واقعية، تحاكي أساسيات وانطلاقات الوطن. أضواء الصالح، استضافتها «سيدتي»، وسألتها عن مشوارها الفني، وأبرز المحطات فيه، وهويتها في الرسم، إلى جانب رأيها في التشكيليات السعوديات.

 

استخدمت الألوان الزيتية، وأكثر من 100 فرشاة لإتمام اللوحة واستغرق العمل فيها 13 شهراً


أطلقتِ أخيراً أول معرضٍ فني شخصي لكِ، حدِّثينا عن هذه الخطوة، ولماذا جاءت في هذا الوقت؟


أطلقت معرضي الأول في هذا الوقت تحديداً بعد سنواتٍ من الخبرة، إذ ارتأيت أنه الوقت المناسب للإقدام على هذه الخطوة المهمة، فمنذ أن كنت في الخامسة من عمري وأنا أعشق الرسم، وكبرت وأنا أمارس هذه الهواية الجميلة، لكنني لم أشارك بلوحاتي في أي معرضٍ من قبل، لذا كان من الضروري أن أنظِّم هذا المعرض حنى يتعرَّف الجمهور إلى فني.


لوحة واقعية


لوحتكِ المميَّزة «صحراء المملكة» عن ماذا تعبِّر، وما سبب اختياركِ هذا الاسم لها؟


«صحراء المملكة» لوحة واقعية، تحاكي أساسيات وانطلاقات الوطن، وهو ما عبَّرت عنه من خلال الجواد وجريه، وتطاير الكثبان الرملية حوله، ووجود فرسانٍ شجعانٍ لا يخشون شيئاً في أي زمانٍ ومكان، وسماءٍ لم يخفت نورها أبداً. باختصار اللوحة تحكي عن حقبٍ عدة، وتراثٍ أصيل لم يتغيَّر على الرغم مما تشهده بلادنا من تطور، نفتخر به.


هل ستعرضين هذه اللوحة في اليوم الوطني السعودي؟


لم أضع حتى الآن خطةً واضحةً حول عرض اللوحة في الاحتفالات باليوم الوطني السعودي، لكنني أعمل جاهدةٍ على ذلك، ويشرِّفني عرضها في هذه المناسبة الغالية.


استخدمتِ اللون البنفسجي في «صحراء المملكة»، لماذا؟


اللون البنفسجي يرمز إلى عطاء وكرم الصحراء، فهي وعلى الرغم من أنها قاحلةٌ في أغلب فصول السنة، إلا أنها تحتوي على نباتاتٍ مختلفةٍ باللون البنفسجي في مناطق عدة منها، ما يكسر من حدة جفاف الصحراء، وهذا أظهرته في لوحتي.

تابعي المزيد: شخصيات أكيكو ميماسو Akiko Mimasu الغامضة تنام نوماً أثيريًا في كتلها الخشبية


13 شهراً من العمل


ما المواد التي استخدمتِها في هذه الرسمة؟


استخدمت الألوان الزيتية، والزيوت المعزِّزة، وفرش الرسم الناعمة والخشنة، والفوطة، وسكاكين الرسم.


كم فرشاةً استخدمتِ لإنجاز اللوحة؟


هذه اللوحة احتاجت إلى أكثر من 100 فرشاةٍ لإتمامها.


كم استغرق منكِ إنجازها؟


أكثر من 13 شهراً.


ما فكرتها الرئيسة؟


أحببت في هذه اللوحة إظهار قوة ملوكنا وشعبنا، وفخرنا بماضينا وحاضرنا.


حول ماذا تتحدث تحديداً؟


تتحدث عن بداية انطلاق الدولة السعودية الأولى، وتاريخنا المجيد منذ ذلك اليوم وحتى الآن.

تابعي المزيد: الفنان البحريني زهير السعيد : مبهوربجمهور جاكس للفنون


الفن المعاصر


عرضتِ عملاً فنياً آخر تحت هذه اللوحة في معرضكِ الخاص، ما قصته؟


هذا العمل يمثِّل الفن المعاصر، ويعدُّ بمنزلة الحاجز بين مَن يقف أمامه واللوحة الرئيسة. صنعته من زجاجٍ بدرجات اللون البنفسجي، وأحطتُ به كميةً من الرمل من نفود الصحراء، ليمنح «صحراء المملكة» واقعيةً أكبر.


اخترتِ إطلالةً مميَّزةً خلال افتتاح المعرض، كيف قمتِ بتنسيقها؟


اخترت هذه الإطلالة، وهي جديدةٌ وفريدة، لأنها تتماشى مع فكرة معرضي الأول، حيث ارتديت عباءةً، تعبِّر عن هذا الحدث المهم جداً في حياتي، كما أن قصَّتها تتعلَّق باللوحة وفكرتها، إذ كانت تحمل نقش السدو، مع استبدال اللون الأحمر بدرجات البنفسجي.


لكِ لوحاتٌ أخرى، منها لوحة نمرٍ، طغى عليها الأزرق، ما سر هذا اللون؟


هذه اللوحة استغرقت مني 277 ساعة عملٍ على مدى خمسة أشهر، واستخدمت فيها أكثر من 17 درجةً من اللون الأزرق. تقوم فكرتها على إظهار شراسة النمر الهندي، أحد أقوى النمور، مع تقديمه بصورةٍ مريحةٍ للعين وغير مخيفة، لذا اعتمدت هذا اللون.

تابعي المزيد: ثانديوي موريو Thandiwe Muriu تستكشف ثقافة الهويات الفردية عبر تمويه المنسوجات النابضة بالحياة


أرسم منذ الطفولة


كم يبلغ عدد لوحاتكِ؟


لا أذكر عددها تحديداً، فأنا أرسم منذ كنت طفلةً، لكن لدي حالياً لوحتان فقط.


لنعد إلى بداياتكِ، متى اكتشفتِ موهبتكِ في الرسم، وكيف قمتِ بتطويرها؟


اكتشفتها حينما كنت في الخامسة من عمري، إذ كنت أقلِّد رسومات أفلام الكرتون، ومع الأيام عملت على موهبتي، وقمت بتطويرها تدريجياً حتى أتقنت الرسم تماماً.


مَن شجَّعكِ على ممارسة هذا الفن الجميل؟


شقيقتي الصغيرة، يرحمها الله.


المعارض الفنية، ماذا تضيف للفنان التشكيلي؟


لا أستطيع تحديد ذلك حالياً بحكم اقتصار مشاركتي على معرضي فقط.


هل اعتمدتِ على موهبتكِ في الرسم فقط، أم عزَّزتها بالدورات المتخصِّصة؟


لم ألتحق بأي دورة رسمٍ، واكتفيت بتعليم نفسي بنفسي، والمحاولات الشخصية.


هل هناك أجواء معينة تحرصين على الرسم فيها؟


كلا، لكنني أحرص على أن أكون وحيدةً أثناء الرسم منعاً للتشتُّت.


من أين تستمدين أفكار لوحاتكِ؟


كل لوحةٍ أرسمها، تكون لها قصة مختلفة عن الأخرى، وفكرةٌ خاصة.

تابعي المزيد: الفنانة أم كلثوم العلوي: جولة في جدة التاريخية أسهمت بمشاركتي في مهرجان جاكس للفنون

 

إنجاز أمر ما يحتاج إلى رغبة وشغف.. ولقد تجاوزنا التفرقة بين الجنسين منذ سنوات

 


التخطيط العمراني


حدِّثينا عن تخصُّصكِ في التخطيط الحضري المستدام وتسهيل إدارة المشروعات والعمالة؟


هذا ليس تخصُّصي الجامعي، بل عملت لمدة عامين في مجال التخطيط العمراني، وكانت لي بصمةٌ في أحد المشروعات الكبرى لـ«رؤية 2030»، كما شاركت في بناء الدليل والقواعد الإرشادية لإعادة تصميم اللافتات التجارية، وتعديل الأنفاق في شوارع الرياض.


تحملين شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة الأمير سلطان، كيف أثّر تخصُّصكِ في فنكِ التشكيلي؟


التخصُّصان مختلفان، ولكل واحدٍ منهما توجُّه خاص، ولا أذكر أنني جمعت بينهما.


أيهما الأقرب إليكِ؟


بالتأكيد تخصُّصي الجامعي، فالهندسة مهنتي الأساسية، أما الرسم فهواية، لكنني أحب ممارسة العملين.

تابعي المزيد: الأعمال التفاعلية في مهرجان جاكس للفنون


التشغيل والصيانة

مارستِ أعمالاً عدة، ماذا أضاف لكِ هذا التنوّع في مسيرتكِ؟


انتقلت من مجال التصميم العمراني إلى التشغيل والصيانة، ومنحني العمل في مجالاتٍ عدة كثيراً من الخبرة. هذا التخصُّص يندر دخول العنصر النسائي إليه، لذا سأحرص على النجاح فيه لفتح الباب أمام الفتيات وتشجيعهن على دخوله.


بوصفكِ امرأةً، هل وجدتِ صعوبةً في العمل بمجال التشغيل والصيانة؟


كلا. العمل في هذا المجال شاقٌّ جداً، إذ يتطلَّب قضاء ساعاتٍ طويلة فيه، والوجود أحياناً على مدار الساعة، ومع ذلك يمكن لأي امرأة دخوله، إذ إنه ممتع أيضاً.


ماذا قدَّمتِ بعملكِ في تحسين ودعم إنتاجية أصول هيئة تطوير بوابة الدرعية، وما مهامكِ تحديداً؟


أدير حالياً مشروع رؤية ولي العهد، تطوير بوابة الدرعية الأول في السعودية، من حيث التشغيل والصيانة، ومن مهامي اليومية إدارة عقود المشروعات، والتأكد من الصيانة الدورية لجميع الأنظمة الميكانيكية والكهربائية، وسلامة الموقع، وخلوه من المخاطر، إلى جانب مهام أخرى.

تابعي المزيد: الروسية يوليا برودسكايا تبدع لوحات ثلاثية الأبعاد بفن الكولينغ


تعديل السيارات


بعيداً عن الرسم، ما هواياتكِ الأخرى؟


يشدني كثيراً تعديل السيارات، خاصةً الماكينة، وقطع الغيار، و«الشاصي» الخارجي، إذ يستهويني عالم السيارات والسرعة، وأحب العمل فيه.


هل هناك نساء أخريات يشاركنكِ هذه الهواية؟


لا أعلم، لأنني لم أبحث في نسبة النساء مقارنة بالرجال في هذا المجال. الرغبة في أمرٍ ما، هي التي تنجزه، ولا فرق بين الجنسين في ذلك، لقد تجاوزنا هذه المرحلة قبل سنوات.


أين تقضين إجازتكِ السنوية؟


ليست لدي وجهةٌ محددة، ففي كل عام أختار مدينةً مختلفةً لقضاء إجازتي فيها.


ما مشروبكِ المفضَّل؟


أفضِّل المشروبات الباردة جداً.


هل هناك ألوان معينة تحبينها أكثر من غيرها؟


أحبُّ ارتداء ملابس من جميع الألوان، لكن بما يتناسب مع الموسم.


ما مشروعاتكِ المقبلة؟


لدي مشروعات كثيرة، تختلف عن بعضها تماماً من حيث الفكرة، لكنني لا أستطيع التحدث عنها الآن، كما أعمل على تعديل سيارةٍ بـ «تنفس طبيعي» للمشاركة بها في سباق الحلبات..

تابعي المزيد: الفنانة التشيلية ألونسا غيفارا:أعمالي احتفاء بدورة الحياة