في أجواء تراثية، على وقع أنغام الهاون، ورائحة الهيل والزعفران والقرنفل، انطلق مهرجان القهوة السعودية بنسخته الثانية في الرياض، بتنظيم هيئة فنون الطهي، وحظي المهرجان في يومه الأول بحضور كبير من عشاق القهوة الذين تفاعلوا مع الأنشطة والأقسام التي تتنافس للتعريف بتاريخ القهوة العريق، وقيمته الثقافية الغنية، باعتباره أحد عناصره التراثية الثقافي غير المادي الذي يعكس هوية المجتمع السعودي، كونه رمزاً من رموز الكرم والضيافة.
أقسام مهرجان
ويتكون مهرجان القهوة السعودية من أربعة أقسام رئيسية، تعكس تاريخ وعادات القهوة السعودية في مناطقها المختلفة، وكل ما يتعلق بالقهوة ومشتقاتها، وأنوع مختلفة من التمور والشوكولاتة
فنجال السيف
يختص هذا القسم بالحوارات والجلسات الثقافية التي تستضيف عدداً من الخبرات والمختصين في القهوة، وكما يقام في هذا القسم ورش عمل في مجالات القهوة، والعروض الحية للفنون الأدائية والشعر.
فنجال الضيف
ويضم هذا القسم أركاناً لتذوق القهوة من مختلف مناطق السعودية، بالإضافة لمنصات الحرفيين ومحمصة البن الحديثة.
فنجال الكيف:
ويحتضن القسم منطقة العارضين وسلسلة من المطاعم وركن للمسابقات، وقسم لأنشطة وفعاليات الأطفال.
زراعة القهوة وحصادها
تولى أحمد الزهراني شرح دورة حياة البن التي تبدأ من بذرة وهي مرحلة تسمى بالجندي، وبعدها بفترة تتنقل لمرحلة الفراشة، وثم لمرحلة الأوراق الحقيقية وتستغرق من 3 أسابيع إلى 45 يوماً، ثم يتم الانتقال لمرحلة المشتل والاعتناء بها حيث يصبح عدد أوراق البن من 6 إلى 8 أوراق، وبعد أن تكمل عامها الأول تصبح جاهزة للانتقال بها إلى المزرعة، وبعد أن تكمل 3 سنوات من زراعتها يظهر أول إنتاج لثمرة البن.
تجفيف القهوة وتحميصها
تجفف في سرائر تسمح بمرور الهواء وتقلب إلى 4مرات في اليوم لمدة أسبوعين حتى تجف تماماً ويتم التخلص من الرطوبة، وثم يتم تقشير القهوة وهذه القشرة مفضلة للجدات، وبعد التقشير يظهر البن بلونه الأخضر الذي يكون بذلك جاهزا للتحميص حسب الذوق
حيث يفضل أهل جنوب السعودية تحميصها القهوة بلون فاتح، وتزداد درجة التحميص كلما اتجهنا لشمال السعودية.
طريقة إعداد القهوة
أشار حسن الأمين إلى وإظهار التنوع الثقافي الكبير في السعودية من خلال التنوع في طرق إعداد وتقديم القهوة السعودية. وإلى ظهور التنافس الكبير في منتجات القهوة سريعة التحضير، وبنكهات مختلفة بالهيل والزعفران والقرنفل وغيره مما سهل إعداد القهوة بشكل أسرع من الطريقة التقليدية التي كانت تستغرق وقتا أطول تتراوح ما بين 25 إلى 30 دقيقة.
مذاق القهوة
وعن اختلاف مذاق القهوة من منطقة لأخرى أوضح المهندس عبدالله الكليب الخبير والمحكم في تراث القهو: "السعودية دولة مترامية الأطراف تختلف في طبيعتها ومناخها وهو ما أدى للتنوع في المنكهات التي تضاف للقهوة، حيث تتميز القهوة الجنوبية بكثرة الإضافات مثل الزنجبيل والقرفة، أما في المنطقة الشرقية فيتم استخدام الزعفران والهيل، وبالنسبة للقهوة الشمالية فتتميز بلونها الغامق، وفي المنطقة الوسطى تحمص القهوة بدرجة اللون الأشقر ويضاف لها الهيل والزعفران والقرفة، وبالانتقال للمنطقة الغربية يتم استخدام المستكة والمعطرات التي يستخدمها سكان المنطقة في مأكولاتهم ومشروباتهم، وهذا التنوع في وصفات القهوة أعطى تنوعاً غنياً وكبيراً، في أدوات القهوة ما بين الماضي والحاضر فظهرت حماصات القهوة الكهربائية بدلاً من الطواحين والترامس بدلاً من الدلال، ولكن الأهم الاستمرار في الكرم والاحتفاء بالضيف وإيصال مشاعرنا له بأول فنجان قهوة يقدم له".
القهوة والتراث العالمي
وتطرق الكليب للقهوة كعنصر من عناصر التراثي الثقافي غير المادي المسجل في اليونسكو: بقوله "القهوة العربية سجلت في اليونسكو عام، في قائمة التراث الثقافي غير المادي 2016، وفي عام 2020 تم تسجيل البن الخولاني، وتشدد اليونسكو على أهمية استمرار العنصر الثقافي المادي كعنصر حي، يتناقل بين الأجيال ومسموح بالتغيير، ولكن وجوده وممارسته بين أفراد المجتمع هو حجر الأساس.
وأكد المهندس عبدالله على أن مثل هذا المهرجان الذي يعنى بالقهوة والتراث ويتفاعل معها الأجيال تؤدي لاكتساب قيمة مجتمعية عظيمة جداً.
يُشار إلى مهرجان القهوة السعودية يستمر حتى الأول من أكتوبر، وهو أحد أنشطة مبادرة "عام القهوة السعودية 2022" التي أطلقتها وزارة الثقافة بالتعاون مع هيئة فنون الطهي، وبدعمٍ من برنامج جودة الحياة "أحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030" لتسليط الضوء على القهوة السعودية وعلاقتها الوثيقة بالتاريخ الثقافي للمملكة عبر تاريخٍ حافل بالعادات، والتقاليد، وقيم الكرم والضيافة.
اقرأ المزيد : مهرجان "القهوة السعودية" يحط رحاله في محطته الأخيرة بالظهران
