التفسير والتأويل من العلوم الشرعية المعروفة، والمراد منهما فهم كتاب الله تعالى وإيضاحه وبيان مراده ومقاصده، وهناك اختلافات واضحة بين كل من علمي التفسير والتأويل، فالتفسير يبحث في كيفية النطق بكلمات كتاب الله، ودلالاتها وأحكام الألفاظ القرآنية والإفرادية والتركيبية، وله أهمية بالغة في فهم معانيه، والتأويل هو إظهارالكلام أو الخبر المراد تأويله إلى حقيقة؛ أي تجسيده في الواقع المحسوس. بالسياق التالي تعرفك "سيدتي" إلى كلا المعنيين الاصطلاحيين الشرعيين لعلمي التفسير والتأويل؛ من خلال لقاء الدكتور عاصم شحاتة، الباحث في اللغة العربية بجامعة طنطا.
يقول الدكتور عاصم: "كان علم التأويل في استعمال السلف مترادفاً مع علم التفسير، وقد دأب عليه أبو جعفر الطبري في (جامع البيان)، لكنّه في مصطلح المتأخّرين جاء متغايراً مع التفسير، فالتفسير هو: رفع الإبهام عن اللفظ المشكل، فمورده: إبهام المعنى بسبب تعقيد حاصل في اللفظ، وأمّا التأويل فهو دفع الشبهة عن المتشابه من الأقوال والأفعال، فمورده حصول شبهة في قول أو عمل، أوجبت خفاء الحقيقة (الهدف الأقصى أو المعنى المراد)، فالتأويل إزاحة هذا الخفاء، وهو بيان المراد الحقيقي للآية التي لا تفهم من خلال الألفاظ، والتي تكون بعيدة عن القرائن اللفظية الظاهرة، ولكن التفسير يكون برفع الخفاء بالاعتماد على الظاهر من اللفظ والقرائن، بينما التأويل يكون بيان المعنى الحقيقي والواقعي من دون ذلك الاعتماد، ويمكن توضيح معنى التفسير بأنه العِلم الذي يساعد على فهم القرآن الكريم وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحِكمه، واستمداد ذلك من علم اللغة، والنحو والتصريف، وعلم البيان، بالإضافة إلى القراءات، وأصول الفِقه، أما التأويل فهو لفظ مأخوذ في اللغة من الأول، يقال آل الأمر إلى كذا؛ أي أصبح الأمر كذا، وأصله من المآل ويقصد به العاقبة؛ بمعنى أن التأويل يعني صرف الآية إلى ما تحتمله من المعاني".
وبالسياق التالي يمكنك التعرف إلى: الفرق بين الفلسفة والحكمة
ولقد جاء لفظ التأويل في القرآن الكريم على النحو التالي:
في قوله تعالى: {ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً}، وقال الله: {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ}، وقوله سبحانه وتعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} صدق الله العظيم.
التفسير والتأويل هو موضع خلاف بين العلماء
يقول الدكتور عاصم شحاتة لـ"سيدتي": الفرق بين التفسير والتأويل هو موضع خلاف بين العلماء، فالتفسير علم يبين معاني القرآن الكريم من حيث دلالتها على مراد الله عز وجل، وله أهمية بالغة في فهم معانيه، فبفهمه فهماً سليماً تقبل الأنفس على تدبر آياته وتطبيق أحكامه والعمل بما جاء فيه، وأما التأويل فملحوظ فيه ترجيح أحد محتملات اللفظ بالدليل، والترجيح يعتمد على الاجتهاد ويتوصل إليه بمعرفة مفردات الألفاظ ومدلولاتها في لغة العرب واستنباط المعاني من كل ذلك، ولا شك أنّ أساس معنى التفسير هو الكشف والبيان والظهور والوضوح، وأساس معنى التأويل هو الردّ والرجوع والعود والحمل، وتحديد العاقبة والمآل والغاية والنهاية.خصائص التفسير والتأويل
خصائص التفسير:
- أكثر استعمال التفسير في الألفاظ والمفردات.
- مهمة التفسير بيان وضع اللفظ؛ إما حقيقة أو مجازاً.
- غاية التفسير كشف معاني القرآن وبيان المراد منه.
- يعتبر في التفسير الاتباع والسماع.
- التفسير يتعلق بالرواية.
خصائص التأويل:
- موطن التأويل في المعاني والجمل.
- غاية التأويل تفسير باطن اللفظ وإخبار عن حقيقة المراد.
- التأويل يعتمد على الترجيح ولا مجال للقطع والبت فيه.
- التأويل يتعلق بالدراية.
الفرق بين التفسير والتأويل
يقول الدكتور عاصم: "كان علم التأويل في استعمال السلف مترادفاً مع علم التفسير، وقد دأب عليه أبو جعفر الطبري في (جامع البيان)، لكنّه في مصطلح المتأخّرين جاء متغايراً مع التفسير، فالتفسير هو: رفع الإبهام عن اللفظ المشكل، فمورده: إبهام المعنى بسبب تعقيد حاصل في اللفظ، وأمّا التأويل فهو دفع الشبهة عن المتشابه من الأقوال والأفعال، فمورده حصول شبهة في قول أو عمل، أوجبت خفاء الحقيقة (الهدف الأقصى أو المعنى المراد)، فالتأويل إزاحة هذا الخفاء، وهو بيان المراد الحقيقي للآية التي لا تفهم من خلال الألفاظ، والتي تكون بعيدة عن القرائن اللفظية الظاهرة، ولكن التفسير يكون برفع الخفاء بالاعتماد على الظاهر من اللفظ والقرائن، بينما التأويل يكون بيان المعنى الحقيقي والواقعي من دون ذلك الاعتماد، ويمكن توضيح معنى التفسير بأنه العِلم الذي يساعد على فهم القرآن الكريم وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحِكمه، واستمداد ذلك من علم اللغة، والنحو والتصريف، وعلم البيان، بالإضافة إلى القراءات، وأصول الفِقه، أما التأويل فهو لفظ مأخوذ في اللغة من الأول، يقال آل الأمر إلى كذا؛ أي أصبح الأمر كذا، وأصله من المآل ويقصد به العاقبة؛ بمعنى أن التأويل يعني صرف الآية إلى ما تحتمله من المعاني".
وبالسياق التالي يمكنك التعرف إلى: الفرق بين الفلسفة والحكمة
التأويل أعمّ من التفسير
يعتبر التأويل أعمّ من التفسير؛ لأن كلمة التأويل جاءتْ في القرآن الكريم بأكثر من معنى، وفي الوقت ذاته لم يذكر المولى عز وجل كلمة التفسير ومشتقاتها إلا مرةً واحدة فقط في القرآن كله، في قوله سبحانه وتعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}.ولقد جاء لفظ التأويل في القرآن الكريم على النحو التالي:
في قوله تعالى: {ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً}، وقال الله: {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ}، وقوله سبحانه وتعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} صدق الله العظيم.
أقوال العلماء فيما يخص مسألة التفريق بين التفسير والتأويل
- قال أبوعبيدة وطائفة معه: التفسير والتأويل بمعنى واحد فهما مترادفان، وهذا هو الشائع عند المتقدمين من علماء التفسير.
- قال الماتريدي: التفسير: القطْع على أنَّ المراد من اللفظ هذا، والشهادة على الله أنَّه عنَى باللفظ هذا، فإن قام دليلٌ مقطوعٌ به، فصحيح، وإلا فالتفسير بالرأي وهو المنهي عنه، والتأويل ترجيحُ أحَد المحتملات بدون القَطْع والشهادة على الله، وعلى هذا فالنِّسبة بينهما التباين.
- بين أبو طالب الثعلبي: التفسير بيان وضع اللفظ، إما حقيقة أو مجازاً، كتفسير الصراط بالطريق، والصيب بالمطر، والتأويل تفسير باطن اللفظ، مأخوذ من الأول، وهو الرجوع لعاقبة الأمر. فالتأويل إخبار عن حقيقة المراد، والتفسير إخبار عن دليل المراد؛ لأن اللفظ يكشف عن المراد، والكاشف دليل، مثال قوله تعالى في سورة الفجر: "إن ربك لبالمرصاد"، فنجد تفسيره أنه من الرصد، يقال رصدته: رقبته، والمرصاد مفعال منه، وتأويله التحذير من التهاون بأمر الله، وقواطع الأدلة تقتضي بيان المراد منه على خلاف وضع اللفظ في اللغة، وعلى هذا فالنسبة بينهما التباين.
- أوضح الراغب الأصفهاني: التفسير أعمّ من التأويل، وأكثر استعماله في الألفاظ ومفرداتها، وأكثر استعمال التأويل في المعاني والجمل، وأكثر ما يستعمل في الكتب الإلهية والتفسير، يستعمل فيها وفي غيرها.
- أشار البغوي والكواشي: التأويل صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها وما بعدها، تحتمله الآية، غير مخالف للكتاب والسنة؛ من طريق الاستنباط ونقل هذا القول عن ابن القاسم بن حبيب النيسابوري.