يكتظ التاريخ الإنساني بعشرات القصص الرائعة لسيدات قائدات، ومؤثرات، تركن بصمتهن على العالم فأحدثن اختلافات كبيرة غيرت مسار التاريخ، فقد ارتقين لقبول المسؤولية التي تتطلب العمل الجاد والتفاني، وخلال كل ذلك، كن أمهاتٍ مخلصاتٍ ومصمماتٍ، لأطفالهن وما بعد، وفي ظل احتفالنا بيوم الأم سيدتي جمعت لك (من موقع mentalfloss.com) عدداً من القصص الرائعة لهؤلاء الأمهات اللواتي تركن بصمتهن على العالم بأعمالهن العظيمة ونضالهن المطلق وتفانيهن المستمر بلا حدود.. تعرفوا إليها وأخبرونا رأيكم وشاركونا بقصص أخرى تعرفونها لأمهات تركن بصمتهن في حياة الآخرين.
جوليا وارد هاو
جوليا وارد هاو، امرأة مدهشة وأم رائعة، فهي كاتبة غزيرة الإنتاج في أواخر القرن التاسع عشر. وفي 28 يناير 1908، أصبحت أول امرأة تُنتخب لعضوية الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب المرموقة، وهي إحدى الناشطات الشهيرات والمدافعات عن حق المرأة في التصويت للانتخابات، ومعروف عنها بأنها المؤسس المشارك لجمعية حق المرأة في التصويت. على الرغم من أن والدتها تُوفيت عندما كانت في الخامسة من عمرها فقط في عام 1824، إلا أنها كان لها تأثير أمومي قوي من خلال خالتها التي عرّفتها على اللغات والعلوم والأدب وبالطبع الشعر - وهو الأمر الذي اشتهرت به. ورغمًاً عن كل نضالاتها لم تتخل عن أمومتها ولم تتوقف أبداً عن رعاية أطفالها الستة.
من أبرز ما قدمته جوليا وارد هاو للبشرية "مناشدة الأنوثة في جميع أنحاء العالم"، وهي رد فعل سلمي أصبح يُعرف فيما بعد باسم "إعلان يوم الأم". في هذا الإعلان، ناشدت جوليا جميع النساء أن يتحدن من أجل السلام في العالم، مما يعزز الرؤية الأولية ليوم الأم وبغرض "للنهوض من خلال الرماد والدمار" وقوفاً مع رسالة السلام والشرف والكرامة، دعماً للأمهات اللاتي فقدن أبناءهن وأزواجهن في أعقاب الحرب الأهلية.
ماري كوري
-
تشتهر ماري كوري بكونها أول امرأة تفوز بجائزة نوبل في الفيزياء والكيمياء، وهو الأمر الذي أدى إلى تميزها الملحوظ كأول شخص يحصل على جائزة نوبل مرتين. يعتبر الكثيرون كوري عالمة مدهشة عملت على تطوير الأشعة السينية (بسبب اكتشافها للبولونيوم والراديوم)، وكانت رائدة في دراسة الإشعاع.
على الرغم من أن "كوري" تُعرف بأنها أم الفيزياء، إلا أنها لعبت دوراً آخر بالغ الأهمية كأم، فقد كان لماري زوج أحبته كثيراً، لكنه تُوفي بعد وقت قصير من ولادة طفلتها الثانية، وتركها لتربية الأطفال بمفردها، ولم تقم "كوري" بتربية وتوجيه ابنتيها فحسب، بل أخذت على عاتقها أيضاً تعليم أطفالها في المنزل، مما أدى إلى تألقها. حتى أن إحدى بناتها سارت على خطاها، وعملت جنباً إلى جنب مع والدتها وحصلت على مرتبة الشرف العسكرية لعملها. تُوفيت "ماري" عام 1934.
إليزابيث كادي ستانتون
تُعتبر إليزابيث كادي ستانتون واحدة من الشخصيات الرائدة في حركة حقوق المرأة المبكرة في القرن التاسع عشر، وتشتهر بجهودها المتفانية في كتابة إعلان "اتفاقية سينيكا فولز" وكذلك تنظيم حركة "حق المرأة في التصويت" في الولايات المتحدة. على الرغم من أن حركة الاقتراع كانت إحدى أهم أولوياتها، إلا أن ستانتون كانت أماً مخلصة لأطفالها السبعة.
امتزج حبها لأطفالها بإحباط حبسها في المنزل لفترة طويلة والذي دفعها إلى القتال بشدة ضد ما أسمته "الطغيان المطلق" الذي كان الرجال يحتجزون فيه النساء. ناضلت "إليزابيث" كثيرأً من أجل حق المرأة في امتلاك العقارات، وحقها في التصويت، وحقها في الطلاق دون فقدان حضانة الأطفال، وتعد ستانتون واحدة من أبرز الشخصيات في حركات حقوق المرأة، كما أنها أم مخلصة أرادت النضال من أجل عالم يتمتع بفرص أكثر تكافؤاً لأطفالها والآخرين.
ونحو المزيد من السيدات الرائعات قد ترغبين في التعرف على: سوزان وجسيكي أكثر النساء تأثيراً في العالم
جورجينا دوكا تيسلا
"جورجينا" هي والدة المخترع العظيم نيكولا تيسلا. والذي كان يعمل مع توماس إديسون واستطاع أن يُعيد تصميم مولدات وآليات إديسون غير الفعالة بطريقة تضمن الخدمة الجيدة والكفاءة الاقتصادية في ثمانينيات القرن التاسع عشر ولا يزال إرثه حياً، واليوم ينقش اسمه على سيارات تسلا الكهربائية الحديثة. وقد كانت والدته "جورجينا" مخترعة أيضاً، وقد كانت الابنة الكبرى بين سبعة أشقاء، وعلى الرغم من أنها كانت ذكية للغاية، إلا أنها لم تلتحق بالمدرسة مطلقاً. "نيكولا"، الذي كان قريباً من والدته، وصفها بأنها مخترعة من الدرجة الأولى. وبحسب العادات الذكورية السائدة بالقرن التاسع عشر ففرص جورجينا باعتبارها امرأة كانت محدودة، وكان "تسلا" يعتقد أنها تستطيع تحقيق المزيد في ظروف مختلفة، وقد ابتكرت الأم أجهزة لمساعدة الأسرة على العمل بسلاسة أكبر - مثل مضرب البيض. كانت أيضاً نساجة ممتازة ويمكنها ربط ثلاث عقد على رمش العين حتى بعد بلوغها الستينيات من عمرها. وعلى الرغم من أن جورجينا لم تكن تستطيع القراءة، إلا أنها حفظت العديد من القصائد الشعبية الصربية.
فرانسيس إلين واتكينز هاربر
كانت فرانسيس إلين واتكينز هاربر (1825-1911) أول امرأة سوداء في أمريكا تنشر قصة قصيرة. كان لدى "هاربر" طريقتها الفريدة في التعامل مع الكلمات، فقد كانت شاعرة ومحاضرة غزيرة الإنتاج سافرت عبر البلاد لإلقاء خطابات تطالب بإلغاء عقوبة الإعدام وحقوق المرأة. ظهرت كلماتها بشكل متكرر في الصحف المناهضة للعبودية، حتى أنها أصبحت تُعرف باسم "أم الصحافة الأمريكية الأفريقية". أنجبت هاربر ابنة عام 1860؛ بعد وفاة زوجها، دعمت عائلتها من خلال إلقاء الخطب في مختلف بلاد العالم.
سوجورنر تروث
وُلدت باسم إيزابيلا بومفري، وهي لا تستحق التكريم فقط باعتبارها مناصرة لإلغاء عقوبة الإعدام، وناشطة في مجال حقوق المرأة، إلا أنها تستحقه وعن جدارة كأم (وابنة لأم مذهلة) أيضاً. في سيرتها الذاتية، تتحدث "تروث" باعتزاز عن والدتها، "ماو ماو بيت"، التي كان لديها 12 طفلاً.
أظهرت تروث تفانياً عميقاً تجاه أطفالها عندما هربت من العبودية إلى الحرية مع ابنتها الرضيعة في عام 1862، وقد كان عليها أن تترك وراءها أربعة أطفال، واكتشفت لاحقاً أن أحد أبنائها، وهو بيتر، قد تم بيعه كعبد بشكل غير قانوني، فواجهت المستعبدين، لكنهم لم يعتقدوا أنها قادرة على إنقاذ ابنها وكما تقول تروث في سيرتها الذاتية: "ليس لدي مال، ولكن عند الله ما يكفي، أو ما هو أفضل!" وسوف أعيد طفلي مرة أخرى! وبمساعدة عائلة مؤيدة لإلغاء عقوبة الإعدام، نجحت في رفع دعوى قضائية ضد المستعبدين الذين أخذوا ابنها البالغ من العمر 5 سنوات. فكانت أولى امرأة سوداء تقاضي رجلاً أبيض وتفوز.
ويمكنك بالسياق التالي التعرف على: أهم 20 رمزاً للأمومة ومعانيها بالثقافات المختلفة
